فى ذكرى غرق عبارة السلام 98 .. مأساة لاتنسى .. كارثة ارتج لها الشعب والقاتل حر طليق .. تخاذل مبارك وغابت العدالة ... مشهد الأمهات يدمى القلوب و صراع مع الموت
الثلاثاء، 02 فبراير 2016 08:41 ص
مأساة لاتنسى من منا لا ينسى يوم 2 فبراير 2006 والمصريون يصارعون الأمواج ،وأسماك القرش، والبرد، والنار، والجوع ، والعطش، والموت ..
وحتى ان اصاب السهو بعضنا نجد ان احكام القضاء على المتهمين فى غرق عبارة السلام 98 تذكرنا بل وتفاجئنا وآخرها رفع اسم ممدوح إسماعيل مالك العبارة الهارب والمتهم الرئيسى فى القضية من قوائم ترقب الوصول بعد حصوله على قرار بإسقاط العقوبة .
القاتل حر طليق
وحتى الآن نسمع أنين وصراخ أهالى الضحايا وحديثهم أن أبناؤهم ناجيين من الحادث وشاهدوهم على شاشات التلفاز وتم اختطافهم، او معلوماتهم التى تفيد بتورط مسئولين فى الحادث ، أو أن القاتل حر طليق بالطبع هى مأساة لاتنسى.
مشهد الأمهات يدمى القلوب
وتفجرت أخبارها فى الصحف ووسائل الإعلام حينها ، وكان مشهد الأمهات الثكالي في استقبال جثث أبنائهم بالميناء يدمي القلوب، أما بالنسبة للنظام والدولة كانوا مجرد أرقام وأوراق، ولا تعتبرهم أرواحا بشرية يجب الحافظ عليها وتأمينها.
صراع مع الموت
وعلى الجانب الآخر أثناء عمليات البحث والإنقاذ كان إستاد القاهرة يمتلئ بالمشجعين، وتتزين المقصورة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، والذى بدا مسرورا بآداء المنتخب الذى ألحق الهزيمة بالأربعة للكونغو الديمقراطية وتجاهل صراع المصريين مع الموت أنت فى مصر إبتسم أنت تموت !
كارثة ارتج لها الشعب
تمر اليوم الثلاثاء الذكرى العاشرة لكارثة غرق العبارة (السلام 98) التي ارتج لها الشعب كانت في طريقها من مدينة "ضبا" السعودية إلى ميناء سفاجا المصري، قبل أن تختفي على بعد 57 ميلًا من مدينة الغردقة عام 2006.
مصريون يعملون بالسعودية
وكانت السفينة التى تتبع شركة السلام للنقل البحرى تحمل 1،312 مسافرا و 98 من طاقم السفينة وتقل 1415 شخصا بينهم 1310 من الرعايا المصريين بالإضافة إلى طاقم الملاحة المؤلف من 104 أفراد و 115 أجنبيا على الأقل كانوا على متن العبارة، بينهم 99 سعوديا. وكان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضا 220 سيارة على متنها .
السفينة ينقصها الأمان
والأمر الجلل أن السفينة كانت مرخصة للعمل حتى عام 2010 “وتلتزم بشروط الأمن والسلامة”، حسب ناطق باسم شركة السلام – وإن ثبت بعد ذلك أن الكثير من العبارات والسفن المصرح لها بالعمل ينقصها الكثير من عوامل الأمان الضرورية، كما أنه يتم تحميلها بأكثر من حمولتها- كما كانت الظروف الجوية جيدة للملاحة حسب تقارير الأحوال الجوية التي سجلت 24 عقدة لسرعة الريح وحرارة 25 درجة مئوية للماء ورؤية جيدة للافق لمسافة 10 كم.
اشارة استغاثة لم تصل
وكانت غرفة عمليات الإنقاذ في أسكتلندا، التقطت أول إشارات الإغاثة التلقائية من السفينة، ونقلتها عبر فرنسا إلى السلطات المصرية، وعرضت المساعدة، لكن السلطات المصرية، من جهتها لم تصلها اشارة استغاثة ، نفت تلقيها أى إشارات استغاثة خاصة بالعبارة من الشركة المالكة إلا بعد 6 ساعات من استغاثة العبارة.
تبرئة المتهمين
عقب وقوع الحادث، تم تداول القضية على مدى 21 جلسة طوال عامين، استمعت خلالها المحكمة لمسئولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحرى، وتم الحكم في قضية العبارة يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، وفي جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان بلندن وثلاثة أخرون هم: ممدوح عبد القادر عرابى، ونبيل السيد شلبى، ومحمد عماد الدين، بالإضافة إلى أربعة آخرين انقضت الدعوى عنهم بوفاتهم.
القبطان هرب
قال العديد من الركاب أن القبطان هرب وكان أول من غادر العبارة وأنهم شاهدوه يغادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه. وقد هرب وترك سفينته والركاب مستخدما قارب صغير يسع ثلاثين شخص لوحده.
العبارة في طريقها إلي الغرق
تمكنت فرق البحث و الإنقاذ من العثور علي الصندوق الأسود للعبارة سلام 98 و تمكنوا من الإستماع إلي حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة و التي أوضحت حيرة القبطان و مساعدة في إنقاذ السفينة من الغرق و تبين أن السفينة كانت تميل إلي اليمين و أن القبطان كان يأمر الركاب بالإتجاة لليسار في محاولة لإعادة الإتزان للعبارة و تبين أيضا أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلي 25 درجة و هو مؤشر خطر مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلي الغرق و أوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين و عبارة " لا حول و لا قوة إلا بالله " التي كانت أخر عبارة قبل انقطاع الصوت .
تخاذل مبارك
وعن السلام 98 قال المحامي أسعد هيكل، وكيل الضحايا أن غرق العبارة كان كارثة في زمن العهد البائد، وتمثيل فعلي لعمليات القتل التي كانت تتم بدم بارد للمصريين، لافتاً إلي تخاذل مبارك وعدم تحمله مسئوليته تجاه المصريين، بخصوص العبارة السلام 98.
ويوضح محامي أسر الضحايا أن سقوط الحكم عن ممدوح إسماعيل، صاحب العبارة، يؤكد تخاذل الدولة تجاه الكارثة، وخطأ تتحمله الجهات المسئولة كون المتهم هارب ولم يتم اتخاذ إجراءات تسليمه لمصر سواء بإعلان الحكم أو باتخاذ الشكل القانوني لمخاطبة الدولة المقيم بها، علي حد قوله.
غياب العدالة
ويقول محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن عدم عودة الحقوق لأهالي أسر الضحايا حتي اللحظة، دليل علي استمرار غياب العدالة في الدولة المصرية، مطالبا الحكومة بضرورة التعامل بصورة أفضل مع المواطنين فلا ذنب لهم كونهم فقراء المجتمع.
كما طالب رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، بضرورة فتح ملف العبارة السلام 98 بصورة أخري لمحاسبة المقصرين وتعويض المتضررين، سواء بشكل جنائي أو شعبي، بالإضافة إلي إحكام رقابة الدولة علي كافة الشئون المتعلقة بحياة وصحة المواطن المصري.