بعد 41 عام علي رحيل الفنانة ميمي شكيب .. قصة حبها لسراج منير والجدل حول وفاتها
الإثنين، 20 مايو 2024 11:37 صريهام عاطف
قبل 41 عاما رحلت عن عالمنا الفنانة ميمي شكيب في 20 مايو عام 1983، تاركة الكثير من التساؤلات حول وفاتها عقب القاء جسدها من الشرفة، لتثير الجدل ما بين انتحارها عقب حالتها النفسية السيئة لاتهامها في قضية " الرقيق الأبيض" رغم حصولها علي البراءة، وما بين أنتشار الأقاويل التي تشير إلي قتلها في لغز كبير لم يتم معرفة حقيقته إلى الآن طوال تلك السنوات الطويلة.
اسمها الأصلى أمينة شكيب، واسمها الفنى ميمى شكيب وهى مولودة في 25 ديسمبر 1913 في القاهرة، وامتدت مسيرتها الفنية من 1934إلى 1983، وكانت زوجة للفنان سراج منير واستمرت حياتهما حتي وفاته في 1957 وقد اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية.
الفن والزواج
دخلت الفنانة الراحلة ميمى شكيب مجال السينما عام 1934، وكان أول أعمالها في فيلم "ابن الشعب"، وقامت فيه بدور ابنة أحد الباشاوات تحب شابًا فقيرًا «جسد دوره سراج منير»، ولكنهما يفشلان في الزواج بسبب رفض والدها لتلك الزيجة، نظرًا لفارق المستوى الاجتماعي، فيكافح الشاب الفقير ويجتهد، حتى يصبح محاميًا معروفًا ويتزوج حبيبته، وقد تحولت قصة الحب في الفيلم إلى قصة حب حقيقية بين ميمي شكيب وسراج منير، ومع نهاية الفيلم كان «منير» يطلب الزواج منها، الأمر الذي أسعدها بشكل كبير، وشعرت بأنها وجدت أخيرًا الحب الحقيقي في حياتها.لكن سعادتها لم تكتمل، بسبب رفض أسرتها لتلك الزيجة، لأنها كانت تريد منها العودة لزوجها ووالد طفلها، فلم يكن أمامهما سوى الافتراق، حتى جمع القدر بينهما مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، من خلال اشتراكهما سويًا في فيلم الحل الأخير.
عاشت الفنانة الراحلة ميمي شكيب مع زوجها الراحل سراج منير لمدة 15عاماً كونا بها ثنائى متفاهم في الوسط الفني، قبل وفاته بعد إصابته بأزمة قلبية حادة فى 1957، لتقرر ميمى عدم الزواج من بعده نهائيا معللة ذلك بحبها الشديد له وعرفانه له عن كل لحظة قضتها بصحبته.
لتركز ميمي شكيب بشكل كبير في عملها، وقدمت عشرات الأفلام، وحاول المخرجون حصرها في أدوار الشر مثل زوجة الأب القاسية، والحماة الغليظة، والسيدة الأرستقراطية الشريرة، إلا أنها كانت أحيانا تحاول الخروج من هذا النمط، فقدمت أدوارًا أخرى، إلا أنها تميزت بشكل أساسي في أدوار الشر، ومن أشهر أفلامها التي كانت علامة في تاريخها، دعاء الكروان، وجسدت فيه دور «زنوبة المخدماتية» التي تقدم الخادمات للمهندس الزراعي، وقد حازت عن دورها في الفيلم جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ، وأيضا فيلم الحموات الفاتنات الذي برعت من خلاله في تجسيد دور الحماة الأرستقراطية، وشكلت فيه مع ماري منيب دويتو كوميدي لا ينسى.
ومن أفلامها الأخرى سي عمر، وليلى بنت المدارس، وشاطئ الغرام، والقلب له واحد، وعلموني الحب، وغيرها العديد من الأفلام، وعلى الرغم من تقدمها في السن، لم تستطع ميمي شكيب الابتعاد عن الحياة الصاخبة التي اعتادت عليها في شبابها، فكانت تقيم حفلات يومية في منزلها، يحضرها عدد من كبار المسؤولين في الدولة، وأثرياء مصريين وعرب، بالإضافة لعدد من الفنانات الشابات الجميلات، ويبدو أن تلك الحفلات كانت وبالا عليها.
مأساة ميمي شكيب
في فبراير عام 1974، تم القبض علي ميمي شكيب ، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي عرفت باسم «الرقيق الأبيض» أو «قضية الآداب الكبرى»، وحظيت باهتمام إعلامي غير مسبوق، وبعد حوالي 170 يوما من المحاكمة، حصلت ميمي شكيب وباقي المتهمات على البراءة، لعدم ضبطهن في حالة تلبس.
وظلت ميمي شكيب محبوسة طوال فترة المحاكمة، وقيل إنها أصيبت بحالة من الصمم والبكم في السجن، وكانت تبكي طوال الوقت، مؤكدة أنها مظلومة، وأن القضية ملفقة وعلى الرغم من حصولها على البراءة إلا أنها لم تكن كافية لتبرئتها أمام المصريين، حيث ظلت تعاني من تلك التهمة، فدخلت مصحة نفسية بضعة أشهر، وبعد خروجها لم تستطع مواصلة حياتها بشكل عادي، حيث ابتعد عنها المخرجون والفنانون، ولم تقدم في تلك الفترة سوى أعمالا قليلة، وأدوارا لا تليق بمكانتها الفنية، وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982.