الشعب قال كلمته: نثق في قرارات القيادة السياسية
السبت، 18 مايو 2024 07:00 مطلال رسلان
- «دولة 30 يونيو» استحقت كل الدعم الشعبى بعدما نفذت مشروعات وطنية كبرى فى زمن قياسى وبمنتهى الدقة
- الولاية الرئاسية كتبت دستورا يحمل الطمأنينة والأمان والاستقرار بسعى الرئيس السيسى لإحلال السلام والدفاع عن الأمن القومى
- القيادة السياسية تركز على حجم المخاطر التى تواجه الدولة فى ظل المنحنى شديد الخطورة الذى تتعرض له القضية الفلسطينية
- الولاية الرئاسية كتبت دستورا يحمل الطمأنينة والأمان والاستقرار بسعى الرئيس السيسى لإحلال السلام والدفاع عن الأمن القومى
- القيادة السياسية تركز على حجم المخاطر التى تواجه الدولة فى ظل المنحنى شديد الخطورة الذى تتعرض له القضية الفلسطينية
على مدار 10 سنوات مرت الدولة المصرية بأوقات عصيبة كانت شاهدة على ميلاد الجمهورية الجديدة، تكالبت فيها الظروف حول البلد الذى خرج من أحداث بعد 2011 مرورا بفترة حكم الإخوان الإرهابية، كانت كفيلة بإسقاط إمبراطورية وليست دولة يعانى اقتصادها من الديون ويعتمد السواد الأعظم من الشعب على مفهوم الدعم المقدم من الحكومة، والذى يعطى فى الأخير تقييما أعلى لرئيس الوزراء بغض النظر عن أدائه فى المجمل.
لكن دائما ما كانت كلمة السر الفاصلة فى مجريات الأحداث هى «الظهير الشعبى»، كعصا سحرية تقلب الموازين، تتخطى التفكير والتخطيط والشخصيات، وتكتب أرقاما جديدة لمسائل يستحيل حلها إلا بكلمة سواء وعزيمة جبارة خلف دولة تخطط بوعى جاد.
ذلك الظهير الشعبى الذى طالما يظهر مع كل أزمة تمر بها مصر، منذ محاربة الإرهاب ووأد مخططات استهداف الدولة وإحقامها فى دائرة العنف والدماء، مرورا بأزمة كورونا وبعدها الأزمة الاقتصادية العالمية، وتأثر سعر صرف العملة ومن ثم مستوى المعيشة، وصولا إلى ما نحن فيه الآن من تطور الأحداث على حدود مصر الشرقية فى الجانب الفلسطينى منذ أحداث 7 أكتوبر ثم قصف غزة وردة فعل الاحتلال الإسرائيلى، التى يدفع ثمنها آلاف الأبرياء يوميا.
على طول الفترة الماضية، أظهر الشعب أنه يثق فى قياداته وقراراتهم، التى اطمئن إليها لما رآه من نتائج على أرض الواقع فى كل أزمة حتى مع تحركات الدولة المصرية لإدارة أزمة الملف الفلسطينى، بمجهودات ومؤتمرات ومفاوضات يطالعها العالم، وليس هدفها إلا إعادة حق الشعب الفلسطينى فى أرضه ومنع تهجيره وحقن الدماء وإحلال السلام فى المنطقة.
بلغة السياسية، كانت كلمة الظهير الشعبى كافية لترسيخ مفاصل الدولة، وهذه هى الإجابة الحاسمة، حب الشعب المصرى ودعمه للدولة المصرية كما نرى كفيل بتخطى أى أزمة مهما كانت عاصفة.
كتبت الولاية الرئاسية الجديدة للرئيس عبد الفتاح السيسى، دستورا للدعم من الشعب، يحمل الطمأنينة والأمان والاستقرار للشعب المصرى وللمنطقة العربية، فى إيمان كامل بسعى الرئيس السيسى إلى إحلال الأمن والسلام بالشرق الأوسط والدفاع عن الأمن القومى العربى والدولة الوطنية ومؤسساتها، وتؤكد الاصطفاف الوطنى خلف القيادة الحكيمة، ما يدعم صوت الدولة المصرية ومواقفها على الساحة الإقليمية والدولية ويُمكنها من التصدى بقوة للتحديات والمخططات التى تُحاك ضدها.
انعكست الإرادة المصرية وقوة الظهير الشعبى، على التصويت الكثيف للرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية 2024، فأظهر الثقة والمكانة التى يحظى بها لدى شعبه، ويمنحه تفويضا جديدا لإتمام المشروعات الوطنية واستكمال مسيرة التنمية المستدامة التى بدأها منذ العام 2014 وقطعت فيها مصر شوطا طويلا، ولحماية أرض مصر فى ظل مشهد معقد يحيط بحدود البلاد.
مشاهد اصطفاف الجماهير حول القيادة السياسية فى كل أزمة تمر بها البلاد، نابع من رسالة الشعب عبر صناديق الاقتراع، والتى تفيد بتمسكه بالقائد الذى دحر الإرهاب والأجندات المغرضة، وفرض الأمن والأمان وأعاد لمصر مكانتها وريادتها، وخاض معركة البناء والتنمية للنهوض بالبلاد، وحافظ على مقدرات الوطن، وسار فى طريق تحقيق حلم الوحدة الإفريقية وتوحيد الصفوف العربية، وقدم العون لكل الأشقاء فى ربوع الوطن العربى، وتصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وسعى لاستقرار المنطقة وحل أزماتها، وأقام علاقات متوازنة مع كافة بلدان العالم وحظى باحترام وتقدير كل الدول، وعظم من قدرات وإمكانيات الدولة وسلح الجيش بأحدث النظم الدفاعية حتى بات الجميع مطمئنا لوجود رئيس ولاؤه لوطنه ويحميه برا وبحرا وجوا.
«اعطنى نتائج للوعود أعطيك شعبا مؤمنا بك»، ربما تكون هذه العبارة الأصدق لوصف 10 سنوات مرت من حكم الرئيس السيسى، فما فعله خلال السنوات العشر من إنجازات فى الداخل والخارج، كان دستور نجاح استحق شهادة المبايعة من الشعب باقتدار، فهو الذى قاد مصر إلى مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وهو الذى بدأ برنامج الإصلاح الاقتصادى بجدية شديدة لم تحدث من قبل، وهو الذى سعى إلى تطوير التعليم وتحسين الصحة بشكل ملحوظ، وهو الذى أقام بنية أساسية لم يكن لها وجود فى تاريخ مصر وشبكة طرق وكبارى وأنفاق تساعد على الاستثمار وتهيئ الحياة لما هو أفضل.
أدرك الشعب المصرى الحاجة الماسة للقيادة الواعية التى تولى الرؤية الوطنية والمواطن اهتماما بالغة ثم الخبرة الكبيرة، لحماية الوطن فى ظل الضغوطات والأزمات التى تحيط بحدود مصر من كافة الاتجاهات، وخاصة بعد انفجار الصراع الفلسطينى الإسرائيلى و محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب أرض سيناء.
عندما يطمئن الشعب المصرى سيخلق ظهيرا يمكنه جنى معجزات مثل شق قناة سويس جديدة، وعاصمة إدارية ، ومدينة عالمية وراء مدينة، مع أكبر بنية تحتية نسفت مآسى الماضى، وذلك كله يمثل ركيزة أساسية لمواجهة التحديات الراهنة التى تحيط بمصر من كل الاتجاهات، لا سيما فى ظل الأطماع المستمرة فى أرض سيناء.
أثبتت قيادة الرئيس السيسى، أن رهانها على الشعب لم يخسر، وأنها ذات رؤية مستقبلية سديدة عندما قال منذ اللحظة الأولى فى حكم البلاد، إن كلمة الشعب المصرى أولا ولم آت لأبنى مفردى بل بسواعد أبناء الوطن مجتمعين، ولن أصل إلى البناء والتنمية إلا بكلمة وعد وميثاق دعم من الشعب، نستطيع بها رصد التهديدات ووضع الإستراتيجيات القادرة على الوصول بالوطن إلى بر الأمان، وصولا إلى أهمية اصطفاف الشعب خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذا التوقيت، نظرا لحجم التحديات والمخاطر التى تواجه الدولة المصرية فى محيطها الإقليمى والدولى، وتوحيد الصفوف فى هذه الظروف هى أولوية قصوى ومحدد رئيسى للمرحلة السياسية المقبلة.
الدولة المصرية تتعرض لاستهداف كبير، وكل دول الجوار الجغرافى تعانى من صراعات وأزمات، علاوة على مخططات تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، والأزمة الكبرى تتطلب حفاظ الشعب المصرى على مبدأ الاصطفاف ووحدة الصف خلف قيادته السياسية ومؤسساته وأجهزته الأمنية والاستراتيجية، على غرار ما فعله فى ثورة 30 يونيو.
هدف السيسى معلن للعالم، وأرفق به دعم الشعب لتحقيقه، كأنه يخط دستورا جديدا للبلاد عندما يقول «سأنجح بكم، والتهنئة بالوصول إلى الإنجاز إنما الأحق أن تذهب إلى كل فرد من أبناء هذا الشعب، إلى كل من تحمل تبعات القرارات الاقتصادية، والوعد أنى لن أضيعكم أبدا»، من تلك الوعود سوف تستكمل الدولة المصرية مشروع البناء والتعمير، والمشروع الوطنى العملاق الذى قاده الرئيس عبدالفتاح السيسى طوال الأعوام الماضية والاتجاه نحو الجمهورية الجديدة خلال سنوات الحكم المقبلة، بجانب الحفاظ على مقدرات الدولة المصرية، وتعزيز الاستقرار السياسى وتفعيل الحياة السياسية، وكذا تفعيل دور المؤسسات والأجهزة الوطنية خاصة مجلسى النواب والشيوخ.
اختارت القيادة أن تضع الأولويات لتلبى احتياجات المواطن البسيط وتعالج تكلفة المعيشة وأسعار السلع الاستراتيجية، مع تشكيل بنية جديدة فى مهام العمل الوطنى المشترك، والولاية الرئاسية الجديدة ستحدد جدول أعمال الوطن، فى ظل المستجدات التى طرأت على الإقليم.
حاليا، وبدعم كامل وثقة كاملة من الظهير الشعبى، تركز القيادة السياسية على حجم المخاطر والتحديات التى تواجه الدولة خاصة بأرض سيناء فى ظل المنحنى شديد الخطورة التى تتعرض له القضية الفلسطينية، مع مواجهة النطاقات الاستراتيجية للدولة التى تؤكد بطبيعة الحال ما تملكه مصر من مقدرة وإمكانيات، بما يؤكد إيمان الشعب المصرى والرأى العام بأهمية قيادته فى المرحلة الراهنة والمقبلة، ولاستكمال الانجازات التى تحققت طوال السنوات الأخيرة بفعل القيادة والإرادة السياسية و مؤسسات وأجهزة الدولة.
إنجازات دفعت إلى الاصطفاف الشعبى
خلال الفترة الماضية كانت هناك علامات بأن دولة 30 يونيو تستحق كل هذا الدعم الشعبى منذ البداية، فقد نفذت مشروعات وطنية كبرى فى زمن قياسى وبمنتهى الدقة وعلى مستوى عالمى، لتلحق البلاد بركب الأمم، إضافة إلى المبادرات الرئاسية الكبرى وعلى رأسها «مبادرة حياة كريمة»، حققت ثورة اجتماعية فى المجتمعات الريفية و نهضت بالريف المصرى الذى كان محروما من ثمار وجهود التنمية فى السابق، وعبر الرئيس السيسى من خلال إنشاء «العاصمة الإدارية الجديدة» عن تطلع الدولة للمستقبل بتأسيس عاصمة للجيل الحالى والأجيال القادمة تليق بمكانة مصر وتوجهها نحو غدا أفضل نصبو إليه.
وصولا إلى الأحداث الحالية من أن الدور الرئيسى والمحورى الذى لعبته الدولة المصرية فى إدارة الأزمة الطاحنة التى تتعرض لها المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والدفع بتنفيذ مخطط التهجير، فكانت لتحركاتها ما يؤكد أنها تتحمل المسؤولية وتتصدى بإصرار للتحديات، وتسعى من أجل شرق أوسط ومنطقة عربية مستقرة، وتدافع عن الحق الفلسطينى بكل صلابة وصولا لمشهد تقدمت فيه مصر المفاوضات بين الأطراف، فى محاولة وقف نزيف العنف وفرض السلام.
فى النهاية إن عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية واختيار الرئيس السيسي، كانت تأكيدا على حماية وصون الوطن والدفاع عن أمن واستقرار المنطقة، شعب مصر يبعث برسائل إلى العالم من خلال التأييد والثقة فى قرارات القيادة السياسية، مفادها أنه متمسك بالرئيس وأنه يقدر ما حققه الرئيس السيسى من مكاسب نلمسها ونراها؛ فهو الرئيس الذى وعد شعبه بالنهوض بمقدراته فأوفى، وما زال صادقا ومخلصا وملتزما بالعهد الذى قطعه على نفسه منذ البداية بأن يقود مصر فى طريق الازدهار نحو مستقبل أفضل.