«نصرتمونا نصركم الله.. وآويتمونا آواكم الله.. وأعنتمونا أعانكم الله»

مساجد آل البيت عامرة بروادها.. السيدة زينب والحسين والسيدة نفيسة يستعيدون بريقهم بالتطوير والراحة النفسية لرواد المساجد

السبت، 18 مايو 2024 06:00 م
مساجد آل البيت عامرة بروادها.. السيدة زينب والحسين والسيدة نفيسة يستعيدون بريقهم بالتطوير والراحة النفسية لرواد المساجد
مسجد السيدة زينب بعد تطويره
منال القاضى

«نصرتمونا نصركم الله.. وآويتمونا آواكم الله.. وأعنتمونا أعانكم الله.. جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا»، نص دعاء السيدة زينب رضى الله عنها لأهل مصر، بعد استقبالها وفرحهم بقدومها إلى مصر، دعاء أشعل السوشيال ميديا الأسبوع الماضى، بعد افتتاح الرئيس السيسى أعمال تطوير مسجدة السيدة زينب، والذى تحول إلى أيقونة معمارية وتاريخية، شاهدة على الاهتمام المصرى بمساجد آل البيت، والعمارة الإسلامية بشكل عام.
 
الأسبوع الماضى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن تطوير المساجد يتم بطريقة صحيحة، وبأفضل صورة، وأقل تكلفة وأسرع وقت وبما يليق ببيوت الله.
ما قاله الرئيس السيسى يعبر عن الرؤية التى تتبناها الدولة لعمارة مساجد آل البيت التى استعادت بريقها مؤخرا.
 
وخلال افتتاح تطوير مسجد السيدة زينب، أكد الرئيس السيسى، أن مصر لديها خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة والصالحين، معربا عن تقديره وشكره للسلطان مفضل سيف الدين سلطان طائفة البهرة بالهند، لمشاركته ومساهمته فى تطوير مساجد آل البيت.
 
وخلال ترحيبه بسلطان البهرة والوفد المرافق، قال الرئيس السيسى: «إننا نشهد اليوم افتتاح ثالث مسجد من مساجد آل البيت خلال فترة قصيرة، حيث تم افتتاح سابقا ضريح الإمام الحسين ثم السيدة نفيسة والآن السيدة زينب»، مشيرا إلى أن «مساهمة سلطان البهرة مقدرة ولها دلالة كبيرة على حب آل البيت، والبذل من أجلهم، مصر لديها خطة لتطوير مساجد آل البيت والصحابة الذين قدموا إليها والصالحين»، مضيفا أنه منذ أيام قليلة تم استعراض خطة تطوير مساجد الرفاعى والسلطان حسن والمواردي، ومساجد أخرى كثيرة.
 
وقال الرئيس السيسى «إن الله سبحانه وتعالى أكرم مصر بأن يكون أهل بيت النبي- عليه الصلاة والسلام- عندما يبحثون عن أمان ومكان للاستقرار فيه؛ حماية وحفظ واستقبال يليق بهم، كانت وجهتهم مصر، ووجدوا فيها الأمن والأمان الذى كانوا ينشدونه، وهذا من فضل الله علينا أننا اليوم فى مقام السيدة زينب حفيدة رسول الله ونحمد الله على ذلك».
 
ويُعدّ مسجد السيدة زينب من أهم المزارات الإسلامية فى قلب القاهرة، حيث يشهد احتفالا سنويا عنوانه «مولد السيدة زينب»، وقد كان آخر احتفال فى فبراير الماضى، وتُلقَّب السيدة زينب بـ«رئيسة الديوان»، وأقيم مسجدها فوق ضريحها عام 85 هجرية.
 
والسيدة زينب بنت الإمام على، وابنة السيدة فاطمة ابنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، جاءت إلى مصر عام 61 للهجرة، عقب موقعة كربلاء بأشهر، وتوفيت فيها عام 62 هجرية.
 
وعمدت الدولة المصرية منذ 2014 على العناية بالمساجد معنى ومبنى، حيث أولت عنايتها ورعايتها للمساجد وفى مقدمة منها مساجد آل البيت، وجاء فى طليعتها مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه والذى افتتحه الرئيس السيسى فى النصف الأول من العام الماضي، ثم تلاه مسجدا الظاهر بيبرس والسيدة نفيسة رضى الله عنها، يأتى ذلك من أجل إعادة بهاء ورنق المساجد وإتاحة الراحة النفسية التى يحتاجها رواد تلك المساجد القديمة والضاربة بجذورها فى عمق التاريخ الإسلامى الذى لا يتجزأ عن الدولة المصرية.
 
الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قال إن مصر تسجل صفحات مضيئة فى بناء وتطوير وعمارة المساجد، سواء ما تم ويتم فى مساجد آل البيت أو ما تم فى مسجد عمرو بن العاص ومسجد الظاهر بيبرس، أو ما تم تشييده من مساجد تليق بتاريخ مصر وحاضرها، وفى مقدمتها مسجد مصر ومركزها الثقافى الإسلامى أيقونة العمارة الإسلامية فى العصر الحديث، فضلا عن بناء وإحلال وتجديد وصيانة وتطوير أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة مسجد فى أقل من عشر سنوات، وهو ما لم يحدث من قبل لا فى مصر ولا فى أى مكان آخر نعلمه.
 
ويعد تطور مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه هو أول محطات التطوير التى بدأتها الدولة المصرية، فكان افتتاحه فى شهر إبريل من العام الماضى، بحضور الرئيس السيسى رفقة سلطان البهرة، وشملت عملية التطوير أرجاء المسجد من أرضيات وحوائط وأسقف، كذلك معالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد، وتحديث كافة الأنظمة من الكهرباء والمياه والصرف والتكييف وأنظمة المراقبة بالكاميرات، وأنظمة الإنذار ومكافحة الحريق، وتزويد المسجد داخليا وخارجيا بأحدث أنظمة الصوت، كذلك تطبيق أعلى معايير النظافة المعمول بها عالميا والتى تساهم فى الحد من انتشار الأوبئة والأمراض وتحافظ على الصحة العامة.
 
وضم المسجد بعد تطويره ساحة للمصلين ليزداد أعداد المصلين فى مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه وأقيمت لأول مرة خلاله صلاة التراويح العائدة بعد توقف لانتشار جائحة كورونا.
 
أما مسجد الظاهر بيبرس بالقاهرة، فهو ثالث أكبر مسجد أثرى فى مصر بعد مسجد الحاكم بأمر الله ومسجد أحمد بن طولون، لم يغفله قطار التطوير، حيث افتتح المسجد رسميّا الآن بعد نحو 225 عاما تقريبا من الإغلاق لم تقم فيه الشعائر، فقد أسس هذا المسجد الظاهر بيبرس 666 هجرية ، وظل يؤدى رسالته مسجدا نحو 550 عام ا وبدخول الحملة الفرنسية 1798م استخدمته موقعا عسكريّا ثم توالت عليه الأحداث فى عصر محمد على ثم الحملة الإنجليزية إلى أن بدأ التفكير فى إعادة ترميمه بتنسيق بين الدولة المصرية والجانب الكازاخى ما بين 2007 و 2008 ثم توقف العمل وعاد بقوة فى 2018، وتطوير المسجد تكلف نحو 237 مليون جنيه مصرى.
 
كما سبق وافتتح الرئيس السيسى، فى أغسطس الماضى، أعمال تطوير مسجد السيدة نفيسة، بحضور سلطان طائفة البهرة، وعدد من القيادات الدينية والشعبية، حيث يقع مسجد وضريح السيدة نفيسة رضى الله عنها فى نطاق حى الخليفة، بالمنطقة المسماة قديما بدرب السباع، وبالقرب من مسجد وضريح الإمام على زين العابدين رضى الله عنه، كما يقع بالقرب من منطقة مصر القديمة وهو من أعرق المساجد بمحافظة القاهرة لاحتوائه على مقام السيدة «نفيسة بنت الحسن» وهى من أهل بيت رسول الله.
 
ويعتبر مسجد السيدة نفيسة، أحد أشهر مساجد «آل البيت» النبوى، ويعد أول مسجد فى طريق يعرف بطريق أهل البيت، وهو طريق يضم عدة محطات مشرفة منها مسجد السيدة نفيسة، ومشهد الإمام على زين العابدين، ومشهد السيدة زينب بنت الإمام على، ومسجد السيدة سكينة بنت الحسين، والسيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وسيدى محمد بن جعفر الصادق، والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
 
وعندما توفيت السيدة نفيسة، أراد زوجها دفنها فى البقيع، فحزن أهل مصر حزنا شديدا، فهرعوا إلى الوالى واستجاروا به عند زوجها، ليرده عما أراد، فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم، فأبى أيضا، فباتوا منه فى ألم عظيم، لكنهم عند الصباح فى اليوم التالى، وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: «رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لى رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم».
 
وبعد افتتاحه زار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مسجد السيدة زينب، وأعرب عن تقديره لجهود الدولة وحرصها على رعاية وترميم المساجد والآثار الإسلامية، كما وجه الشكر لرئيس السيسى على اهتمامه بمساجد آل البيت والجامع الأزهر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق