وسائل الأمان قبل أي شيء
الثلاثاء، 14 مايو 2024 02:47 م
مع تكرار حوادث شركات النقل الخاصة، والتي كنا نؤمن لوقت قريب أنها بديلا آمنا لسيارات التاكسي العادية، باعتبار أن الشركات المسؤولة عن تقديم الخدمة تقدم جميع وسائل الأمان، بداية من اختيارها لسائقين معلومين الهوية، ومُتحرَى عنهم بشكل قاطع وموثوق بهم، بالإضافة إلى اختيارها سيارات ذات مستوى معين من حيث الأمان والنظافة، والأهم هو وجود خاصية التتبع لخط سير السيارة عن طريق التطبيق، والمعرفة المسبقة من قبل طالب الخدمة لإسم السائق ورقم السيارة والتقييم الخاص به من قبل متلقي الخدمة السابقين، وهو ما يمنحه الأمان أثناء رحلته، إلا أن جميع من يتعامل مع مختلف شركات النقل الخاصة بدأ يلاحظ مؤخرا تدني مستوى الخدمة على جميع المستويات، سواء ما هو خاص بالسيارة أو مظهر ومعاملة السائقين، رغم ارتفاع تكلفتها بشكل مبالغ فيه، أما الكارثة الأكبر اليوم فهي تكرار الحوادث ومحاولات الخطف والتعدي على العملاء، وهو ما يعني إنعدام أهم نقاط قوة تلك الشركات وهي "الأمن والأمان".
هناك أزمة كبيرة يواجهها البعض اليوم بسبب سكنهم في المناطق الجديدة البعيدة نسبيا عن وسط المدينة، وهو ما يتطلب التنقل بسيارات خاصة تحتاج للمرور على الطرق السريعة، بعكس الزمن الماضي فكان استقلال التاكسي وسط جموع من البشر، وجميع المشاوير كانت تقضى في زحام من السيارات المجاورة والمتلاصقة وهو ما يعد عنصر أمان طبيعي، ودائما ما أردد مقولة "الناس بتحمي بعض"، فعندما تسير في منتصف الليل في المناطق المكتظة بالسكان حتى ولو على قدميك تشعر بأمان كبير وسط الناس والمحلات المفتوحة والمطاعم الشاغرة، أما اليوم ومع اتساع رقعة السكن والمناطق الهادئة المترامية في أطراف المدينة واضطراررنا للسير وسط الصحراء، أصبح من الهام والملح إيجاد حلولا آمنة لوسائل النقل الفردية والعامة، ووضع قواعد صارمة وشروطا أكثر قوة لترخيص شركات النقل الخاص أكثر مما كانت عليه منها على سبيل المثال:
فرض تركيب كاميرات مراقبة داخل كل سيارة نقل خاص.
وجود جهة رقابية داخل تلك الشركات لمراقبة السيارات، وفي حال توقف أي رحلة أو إلغاءها في أي مكان مخالف للمتفق عليه من البداية تقوم جهة المراقبة بمتابعة الموقف صوت وصورة، والاطمئنان على العميل واتخاذ اللازم بشكل فوري حال حدوث أي تجاوز من أي نوع من قبل السائق.
توفير أرقام ساخنة لتلقي شكاوى متلقي الرحلة أو استفساراتهم اثناء استقلالهم للسيارة وقت الرحلة بشكل فوري لإنقاذ الموقف.
وجود جهاز استغاثة متصل بالشركة في المقعد الخلفي يمكن من خلاله للعميل أن يضغط بسهولة على زر يوضح تعرضه للخطر.
بالطبع ومن الضروري جدا وبعد اختيار السائقين بعناية مراقبة سلوكهم بشكل دائم وعمل تحليل مخدرات دوري مفاجئ، مع عمل اختبارات مفاجئة ومتخفية من قبل إدارات متخصصة للتأكد من صلاحيتهم للقيام بمهتم على أكمل وآمن وجه.
وفي اعتقادي أن توافر كل أو بعض الضوابط السابقة يعد عنصرا أساسيا في منع السائق من مجرد التفكير في القيام بأي تجاوز، ليقينه التام بأنه مراقب لحظة بلحظة، كما أنه أمرا يزيد الشعور بالأمان لمتلقي الخدمة.
أما بالنسبة لمستخدمي تلك التطبيقات فمن المهم جدا بداية وقبل استقلال السيارة التأكد من أن رقم السيارة ونوعها والسائق مطابقين لما ورد في الرسالة الخاصة الواردة لهم، وفي حال عدم الرضاء الأولي عن السائق عند وصوله لأي سبب حتى لو كان هو المرسل من قبل الشركة فمن الأفضل إلغاء الرحلة قبل أن تبدأ حتى لو كانت هناك خسارة مادية.
نصيحة هامة جدا لمن يضطر لاستقلال أي وسيلة مواصلات فردية في الطرق المتطرفة وبخاصة الإناث وصغار السن، أن يظل اتصاله بأحد أفراد أسرته مفتوحا حتى وصوله لمنطقة آمنة وآهلة بالسكان، أو على أقل تقدير عليه أن يُبقي هاتفه جاهزا للاتصال السريع حال شعوره بأي ريبة أو قلق من جهة السائق، والاتصال الفوري بالشرطة حال التعرض لأي خطر.
ونهاية علينا أن نقدم خالص التحية لرجال الشرطة المصرية ووزارة الداخلية على جهودهم الملحوظة في اتخاذ الإجراءات اللازمة، والوصول للجناة بشكل سريع وهو ما يحقق عامل ردع كبير وهام لكل من تسول له نفسه تكرار مثل تلك الجرائم مستقبلا.
حفظ الله الجميع.