وفي مشهد احتفالى وتحت أشعة الشمس الساطعة، وصلت الشعلة الأولمبية اليوم الأربعاء، على متن السفينة بيليم، قبالة سواحل مارسيليا بجنوب فرنسا، حيث رست عند الميناء القديم بالمدينة وسط حضور نحو 150 ألف شخص، إيذانا ببدء الاحتفالات فى البلاد قبل أن تصل الشعلة إلى العاصمة الفرنسية باريس يوم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية المقررة فى الفترة من 26 يوليو إلى 8 أغسطس القادم.
ووصلت السفينة بيليم، ذات الصوارى الثلاثة، قبالة سواحل ثانى أكبر مدينة في فرنسا، قادمة من اليونان، وتبحر الآن وسط أمواج البحر الأبيض المتوسط ترافقها عند دخول سواحل مارسيليا نحو 2000 مركب شراعي في عرض بحري كبير حتى تصل إلى الميناء القديم بالمدينة.
وعند الميناء القديم، سوف تنطلق احتفالات موسيقية كبيرة بحضور نحو 150 ألف شخص من مواطني المدينة الساحلية أو من مدن فرنسية أخرى حرصوا على المجيء لمشاهدة هذه اللحظة المهمة، والاحتفال بوصول الشعلة الأولمبية، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، مع نشر أكثر من 6 آلاف من أفراد الشرطة.
وسوف يشهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاحتفالات المقررة مساء اليوم بمناسبة وصول الشعلة الأولمبية إلى الأراضي الفرنسي إيذانا ببدء رحلتها حتى تصل إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وعند وصولها مارسيليا، من المنتظر أن تجوب الشعلة الأولمبية عدة مناطق وأقاليم فرنسية، عبر 65 محطة وأكثر من 400 بلدة ومدينة خلال رحلتها البالغ مسافتها 12 ألف كيلومتر، قبل أن تحط الرحال في باريس لبدء دورة الألعاب الأولمبية في 26 يوليو القادم.
فاعتبارا من اليوم، تبدأ الشعلة في التحرك في رحلة فريدة من نوعها مدتها 69 يوما تمر من خلالها عبر عدة مواقع تراثية ومناظر طبيعية خلابة في فرنسا وهي فرصة لتعزيز التراث الثقافي للبلاد ذي القيمة العالمية الاستثنائية وسيتمكن كل فرنسي من رؤية الشعلة من خلال عبورها نحو 400 مدينة، بداية من مدينة مارسيليا الساحلية، تبرز خلالها جمال فرنسا وتاريخها ومناظرها الطبيعية الخلابة والمتنوعة وكنوزها وتراثها الثقافي.
وخلال رحلتها الاستثنائية هذه ستنتقل الشعلة الأولمبية ما بين العصور المختلفة لتاريخ فرنسا وتقدم رؤية فريدة من نوعها عن المواقع الأثرية والتراثية التي تتميز بها البلاد، من بينها مدينة القرون الوسطى "كاركاسون" بجنوب فرنسا، وأيضا منطقة البيرينيه الجبلية حيث المناظر الطبيعية الاستثنائية على جانبي الحدود بين فرنسا وإسبانيا.
ومن جنوب البلاد إلى الشمال حيث تتجه الشعلة لتصل إلى جبل سان ميشيل أحد أهم المعالم الأثرية الأكثر زيارة في فرنسا حيث توجد كنيسة أسطورية بنيت على الصخر قبل نحو 1300 عام، ومن ثم إلى قصر "فرساي" التاريخي حيث يعتبر هو وحديقته مكانا متميزا يعود للنظام الملكي الفرنسي من لويس الرابع عشر حتى لويس السادس عشر.
وتختتم رحلتها إلى العاصمة الفرنسية في 26 يوليو ولأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية الحديث وسيقام حفل الافتتاح في قلب أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو على ضفاف نهر السين حيث يمكن رؤية تطور باريس وتاريخها والمواقع السياحية الشهيرة بها.
جدير بالذكر أن الشعلة الأولمبية هي أحد الرموز والطقوس الرئيسية في الألعاب الأولمبية منذ انطلاقها قديما في عهد الإغريق، من خلالها يعلن رسميا افتتاح دورات الألعاب بعد وصولها الملعب الأولمبي.