مركز البيانات والحوسبة السحابية P1.. عقل الدولة الإلكتروني
السبت، 04 مايو 2024 09:00 ممحمد فزاع
- لأول مرة.. نقل المعلومات وتخزينها فى مراكز مؤمنة.. وحماية الأمن القومى وصد الهجمات السيبرانية
- منصة «مصر الرقمية» تقدم 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ45 مليون طلب
- مصر تتحول إلى ممر رقمى وتقود أسواق مراكز البيانات فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. وتوطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى
- منصة «مصر الرقمية» تقدم 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ45 مليون طلب
- مصر تتحول إلى ممر رقمى وتقود أسواق مراكز البيانات فى الشرق الأوسط وأفريقيا.. وتوطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى
التحول الرقمى، نوع من الاستثمار فى الفكر وتغيير السلوك، هو الهدف الذى سارت عليه القيادة السياسية منذ 2014 ومتواصلة فى عملها، بغية إحداث تحول جذرى فى منظومة العمل وتوظيف التطور التقنى لخدمة الجمهور بشكل أفضل، وجاء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن أولويات الدولة بعد ثورة 30 يونيو 2013 للارتقاء بالخدمات التكنولوجيا، وخلق اقتصاد قائم على المعرفة، ومواكبة الثورة التكنولوجية الرابعة، وقد أسهمت خطة الحكومة فى التحول نحو الاقتصاد الرقمى فى تعزيز ذلك الاتجاه إلى حد كبير.
وتوفر عملية التحول الرقمى إمكانيات كبيرة لإقامة مجتمعات فعالة وتنافسية ومستدامة مع وضع الإجراءات اللازمة لعمليتىّ التفعيل والتنفيذ، وكان هنا تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى 2023، الحكومة باتخاذ خطوات من أجل حماية بيانات مؤسسات الدولة وربط وزاراتها وأجهزتها المختلفة عبر شبكة قومية موحدة مؤمنة ضد أى مخاطر أو هجمات سيبرانية، وجرى بالفعل التنفيذ على أعلى المستويات بإنشاء مركز البيانات والحوسبة السحابية «P1» كأول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة، طبقا لأحدث التقنيات العالمية، ليكون تميمة خروج مصر إلى عالم الذكاء الاصطناعى بكافة التقنيات المتطورة، وتم دمج مركز البيانات والحوسبة السحابية بخدماتها الحديثة بالشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة من الجيل الرابع والخامس التى تقدم الخدمات الحكومية على منصة واحدة والتى تم إطلاق خدماتها 2022، للخروج بنموذج أكثر نجاحا.
عقل الدولة الإلكتروني
ويسمى مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية «عقل الدولة الإلكترونى» ويعد أول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة للبيانات بالذكاء الاصطناعى فى مصر وشمال أفريقيا، ويُقام على مساحة 23 ألفا و500 متر مربع، بمشاركة 15 شركة محلية وعالمية، وبطاقة أكثر من 1200 مهندس وعامل.
وشدد الرئيس السيسى على أهمية مراكز البيانات، بقوله إنها «ستغير شكل وحجم وسرعة العمل فى الحكومة المصرية»، مشيرا إلى أن «مجال تكنولوجيا المعلومات أكبر قطاع يوفر فرص عمل، ويحتاج لحوالى مليون شخص فى العام من الكوادر المدربة والمؤهلة»، مؤكدا على أهمية الحفاظ على دور مصر كنقطة رئيسية لنقل البيانات فى العالم، بالقول إن «الدولة أنفقت مليارات الدولارات من أجل تجهيز بنية أساسية متكاملة فى هذا الشأن، وأنه فى الماضى كانت مصر تحفظ بياناتها فى الخارج بمبالغ طائلة لكن الآن استطاعت الحكومة توطين بياناتها على أراضيها، وافتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية اليوم يجهز مصر لكى تأخذ مكانها فى عالم يتقدم بشكل كبير ومتسارع».
وأضاف الرئيس السيسى إن فكرة إنشاء المركز تعتمد على الموقع الجيد لمصر، ولابد أن نستفيد منه على ضوء أن 90% من الكابلات البحرية الموجودة بالعالم تمر بمصر بوصفها محورا رئيسيا لنقل البيانات والاتصالات بالعالم، وقد بذلت الدولة المصرية سابقا جهودا كبيرة فى هذا المجال، وسنواصل العمل فى هذا الاتجاه، لافتا إلى أنه من الضرورى أن نعمل على تجهيز بنية أساسية متكاملة للحفاظ على مصر كنقطة رئيسية لنقل البيانات بين الشرق والغرب، وتم إنفاق مليارات الدولارات فى هذا المجال، رغم حالة الغلاء التى نعانى منها، بهدف المشاركة فى المستقبل الذى يتقدم فيه العالم بشكل كبير، ونجهز مصر لانطلاقة حقيقية بمنتهى السرعة فى هذا المجال.
ويتكون المشروع من مركز البيانات لتقديم خدمات الحوسبة السحابية ومبنى الإدارة والتشغيل والتأمين، بالإضافة إلى مركز التحكم التبادلى للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، ويحتوى المركز على 1400 خادم من الأجيال المتقدمة لتخزين ومعالجة وتحليل البيانات، وتم تقسيمه إلى 3 مناطق الأولى منطقة البيانات الخاصة ثم منصة لتبادل البيانات الحكومية، بالإضافة إلى منطقة البيانات العامة لتقديم الخدمات الحكومية للمواطنين من خلال شبكة المعلومات العالمية «الإنترنت».
ويوفر المركز خدمات الاستضافة من خلال توفير صالات مؤمنة وتحقيق التعاون والتكامل الحكومى من خلال استخدام التقنيات الحديثة لتوطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى وتوفير كافة البيانات الدقيقة والموقوتة للجهات الحكومية لدعم اتخاذ القرار، بالإضافة إلى ذاتية الإدارة والتشغيل للحفاظ على الخصوصية المصرية، ويقدم حاليا خدمات لوزارت «الدفاع والصحة والسكان والعدل» ومركز البحوث الطبية والطب التجديدى.
خدمات سهلة وميسرة للمواطن
وأكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، أن تقديم خدمات سهلة وميسرة للمواطن المصرى محور استراتيجية مصر الرقمية التى تضم 3 أهداف رئيسية وهى «تقديم خدمات حكومية سهلة وميسرة للمواطن المصرى، ومساندة شبابنا للمنافسة بفعالية واقتدار فى سوق العمل المحلى والعالمى، وتشجيع ريادة الأعمال وتحفيز الابتكار»، موضحا أنه من خلال هذه الأهداف الثلاثة انبثقت محاور للعمل وهى التحول الرقمى وبناء القدرات الرقمية ودعم الابتكار الرقمى، مشيرا إلى أن التحول الرقمى يعنى ميكنة كل أعمال الدولة وإجراءاتها للتمكن من تقديمها بشكل ميسر، حيث تم فى 2020 اكتمال بناء البنية المعلوماتية المصرية، وربط كل قواعد بيانات الحكومة المصرية وأكثر من 100 قاعدة بيانات، لافتا إلى أنه فى 2022 أطلق الرئيس السيسى منصة «مصر الرقمية»، حيث كان يوجد بها 130 خدمة حكومية مختلفة، وأصبحت اليوم عليها 170 خدمة يسجل عليها أكثر من 8 ملايين مواطن تقدموا بـ45 مليون طلب بالتعاون مع الوزارات والجهات مقدمة هذه الخدمات.
وعن المحور الثانى فى استراتيجية مصر الرقمية هو بناء القدرات الرقمية وإعداد كوادر مدربة على كل أطياف الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليستطيعوا الحصول على وظيفة فى ظل الاقتصاد المعرفى، موضحا أن هناك مجموعة واسعة من مبادرات التدريب منها مبادرة «رواد مصر الرقمية» ومبادرة «بٌناة مصر الرقمية»، حيث تمكنت وزارة الاتصالات خلال الفترة من عام 2018 وحتى العام الجارى، من مضاعفة عدد المتدربين كل سنة 100 ضعف من 4 آلاف متدرب فى عام 2018 إلى 400 ألف متدرب فى العام الجارى، كما ضاعفنا الموازنة فى ذلك الوقت 34 مرة من 50 مليون جنيه إلى 7.1 مليار جنيه.
ويأتى المحور الثالث فى استراتيجية مصر الرقمية ليستهدف تحفيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال، حيث توفر لدى الحكومة فى عام 2016 ثلاث حاضنات، وجرى البدء فى مشروع مراكز «إبداع مصر الرقمية»، وفى عام 2022 افتتح الرئيس السيسى 8 مراكز، وبنهاية عام 2023 أصبح لدينا 20 مركزا من مراكز إبداع مصر الرقمية بواقع مركز فى كل محافظة، ومن المتوقع هذا العام افتتاح 8 مراكز جديدة؛ ليكتمل حلم بناء مراكز إبداع مصر الرقمية.
كيف تستفيد مصر من المركز؟
يمكن ببساطة توضيح أهمية المركز كونه يستخدم فى عملية نسخ احتياطية للبيانات، خاصة البيانات الضخمة، وذا أهمية للدولة والمواطنين، وله دور بارز فى إنشاء نسخ احتياطية للعديد من أجهزة التخزين لتجنب المشكلات التى تتسبب بفقدان البيانات.
ويعمل على نقل البيانات بسرعة ودقة عالية وتدفق البيانات التى تلعب دورا حيويا فى تيسير الأعمال، وهو الأمر الذى يمكن ملاحظته، وسوف يسهم مركز البيانات والحوسبة السحابية، فى تقديم 170 خدمة حكومية وهى المتاحة عبر بوابة مصر الرقمية بشكل أسرع وأكثر استقرارا.
ويأتى العامل الأهم بحماية البيانات، إذ يعد مركز الحوسبة السحابية بمثابة صمام أمان للبيانات التى تهم الدولة والمواطنين، لاعتماده على تكنولوجيا متقدمة فى حماية البيانات والأمن القومى.
ويعمل مركز الحوسبة السحابية على صد الهجمات السيبرانية، التى تواجهها أنظمة العمل الإلكترونية، والتى بدورها تعمل على زيادة المخاطر التى ترتبط بفقدان البيانات، لذا يعد مركز البيانات والخدمات السحابية، مهما لتخزين البيانات الضخمة، مقارنة بأنظمة التخزين التقليدية.
متى بدأت مصر مجال تطوير البيانات؟
بدأت مصر مجال تطوير البيانات والريادة فيه منذ 2018 بالتوازى مع بناء العاصمة الإدارية، وأشار الرئيس السيسى إلى طبيعة عمل الحكومة فى الماضى، حيث كان لكل وزارة «سيرفر» بيانات خاص بها دون التأكد من مدى تأمينه ومدى قدرته على التفاعل مع باقى الوزارات، موضحا أن المركز الرئيسى للبيانات سيكون شاملا لكل الوزارات وبه كل البيانات الخاصة بها ولا يستطيع أحد الدخول على هذه الشبكة نظرا لتأمينها بشكل كبير للغاية، مؤكدا أن الحكومة سعت لأن يكون المركز الرئيسى للبيانات الخاص بها على أعلى مستوى وفقا للمعايير العالمية.
توطين تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى
تعمل الدولة على توطين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى القطاع الحكومى، وتوفير كافة البيانات الدقيقة والموقوتة للجهات الحكومية، وتحليل البيانات الضخمة للجهات الحكومية، وجاء المشروع القومى لمركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية، لتوفير الإدارة والتشغيل الذاتى، والحفاظ على الخصوصية المصرية كمشروعات الموانئ الذكية التى تساعد على تسهيل حركة الاستيراد والتصدير، ويعمل على تعزيز الريادة المصرية إقليميا ودوليا وكذلك ترسيخ مكانة مصر كممر رقمى لنقل البيانات وقيادة أسواق مراكز البيانات فى الشرق الأوسط وأفريقيا إرتباطا بموقع مصر الذى يتوسط العالم.