حائط صد دفاعا عن الوطن.. سيناء تشهد ميلاد اتحاد القبائل العربية بدمج الكيانات القبلية لحماية الأمن القومي المصري والعربي

السبت، 04 مايو 2024 09:00 م
حائط صد دفاعا عن الوطن.. سيناء تشهد ميلاد اتحاد القبائل العربية بدمج الكيانات القبلية لحماية الأمن القومي المصري والعربي
طلال رسلان

- التوافق على اختيار الرئيس السيسى رئيسا شرفيا للاتحاد.. وتغيير اسم منطقة «العجرة» إلى «مدينة السيسى» 
 
- المدينة الجديدة ضمن مدن الجيل الرابع بالخدمات والرقمنة.. وقدمها أبناء سيناء لمسة للقائد الذى وضع أرض الفيروز على الخريطة التنموية 
 
- اختيار الشيخ إبراهيم العرجانى رئيس اتحاد قبائل سيناء رئيسا لاتحاد القبائل العربية تقديرا لدوره الوطنى والاجتماعى
 
من قلب مدينة «السيسى» فى شمال سيناء، وبحضور عدد كبير من شيوخ القبائل العربية من أنحاء الجمهورية، فضلا عن سياسيين وإعلاميين ورياضيين ورموز مجتمعية، دشن اتحاد القبائل العربية مؤتمره الأول، والذى شهد تأكيد شيوخ القبائل العربية، سعيهم الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والوصول إلى قواسم مشتركة فى إطار الدولة وخدمة أهدافها، ودعما للقائد الرئيس عبد الفتاح السيسى.
 
جاء ذلك فى بيان المؤتمر التأسيسى الأول لاتحاد القبائل العربية، الذى عقد الأربعاء الماضى، بشمال سيناء، حيث جرى اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسا شرفيا للاتحاد، بعد التشاور مع المشايخ والعواقل والرموز الوطنية والاجتماعية.
 
وقال البيان: «انطلاقا من مسئوليتنا الوطنية والاجتماعية، ووعيا وإدراكا بالتحديات التى تواجه الوطن على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، وتأكيدا على الدور التاريخى الذى تلعبه القبائل والعائلات فى مسيرة هذا الوطن، ودعم مؤسساته، نعلن - من أرض سيناء الطاهرة - تأسيس اتحاد القبائل العربية، الذى يضم - فى مؤتمره الأول - رموزا وكيانات متعددة، جاءت تلبية لمتطلبات المرحلة الراهنة».
 
واستعرض البيان، أهداف الاتحاد، وهى: العمل على خلق إطار شعبى وطنى، يضم أبناء القبائل العربية، هدفه توحيد وإدماج الكيانات القبلية فى إطار واحد، دعما لثوابت الدولة الوطنية، ومواجهة التحديات التى تهدد أمنها واستقرارها فى كل الأزمنة والعصور، خاصة فى هذا الوقت تحديدا.
وأبرز البيان دور القبائل التاريخى فى حماية الكيان الوطني، خلف القوات المسلحة، والشرطة الباسلة - التى كانت ولا تزال - حريصة على سلامة الدولة ومؤسساتها وقيمها وثوابتها الأساسية.
 
ونوه بتجارب التاريخ وسجلاته، التى تحفل بوقائع تمثل فخرا للأجيال المختلفة، وسجلات تعكس مراحل فاصلة فى التاريخ، كانت القبائل تضرب فيها المثل والقدوة فى الحفاظ على الهوية، والحرص على سلامة البلاد، ومواجهة المستعمر وعملائه، وفضح دعاة الفتن والتحريض، الذين سعوا إلى اختطاف الدولة وطمس الهوية.
 
وساق البيان مثالا بماجرى على أرض سيناء الطاهرة، عندما دعا المحتل الإسرائيلى إلى عقد مؤتمر «الحسنة» فى 31 من أكتوبر عام 1968، بحضور وزير الدفاع الإسرائيلى - آنذاك - «موشيه ديان»، وقد وجهت الدعوة للمشايخ والعواقل، وكان الهدف إعلان «تدويل سيناء وعزلها» عن الكيان الوطنى، وفى هذا المؤتمر كانت المفاجأة التى صدمت قادة المحتل، عندما قال الشيخ سالم الهرش شيخ مشايخ سيناء، معبرا عن الجميع «إن سيناء مصرية، وستظل مصرية مائة فى المائة، ولا يمكن أن نفرط فى شبر واحدٍ منْها، ومن يردْ الحديث، فليتكلم مع زعيم مصر وقائدها الرئيس جمال عبدالناصر».
 
وأشار البيان إلى أن أهالى سيناء، تحملوا الكثير من أجل الوطن والحفاظ على ترابه المقدس فى مواجهة المحتلين والإرهابيين، مؤكدا أهمية دور أبناء - الذى لا يمكن تجاهله - «فى مواجهة الإرهاب الذى هدد سيناء واختطف مناطق عديدة منها، وقتل وقطع رؤوس المئات من أبنائها، الذين وقفوا داعمين للمنظومة العسكرية والأمنية».
 
ولفت البيان إلى أن اتحاد قبائل سيناء، كان مرحلة مهمة من مراحل المواجهة مع القوى الشريرة، التى استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار فى هذه البقعة الغالية من أرض مصر الطاهرة، موضحا أن الآلاف من شباب القبائل تطوعوا، لينخرطوا فى هذا الاتحاد الذى تأسس مع بداية تولى الرئيس والقائد عبد الفتاح السيسي، مهام السلطة فى البلاد فى عام 2014، ليضم شبابا وشيوخا يمثلون أكثر من ثلاثين قبيلة فى مواجهة الإرهاب، والقتال إلى جوار قواتنا المسلحة، وشرطتنا الباسلة، حتى تم القضاء على جذوره قاطبة.
 
وذكر البيان أن الدعوة لهذا الاتحاد، جاءت تلبية لمطالب رموز وكيانات عديدة فى مناطق ومحافظات مختلفة، آلت على نفسها أن تتجمع فى إطار تنظيمى واحد، يدعم حركتها ويحافظ على وحدتها، ويسعى إلى تحقيق أهدافها، بحيث يكون الاتحاد إطارا تنظيميا واسعا معبرا عن مئات القبائل فى إطار وطنى، يدعم ثوابت الدولة ومؤسساتها المختلفة.
 
وقال إن الإجماع الوطنى لأبناء القبائل حول هذه الفكرة، وفى هذا الوقت تحديدا، جاء للتأكيد على أن اللحظة الراهنة والمخاطر التى تحيط بالبلاد من الغرب والجنوب والشمال الشرقي، توجب حشد القوى الناعمة، جنبا إلى جنب مع قوى الدولة الشاملة فى مواجهة هذه التحديات التى تستهدف العصف بالكيان الوطنى وإلحاقه بالمخططات الرامية والهادفة إلى نشر الفوضى وتفتيت الكيان.
 
وتابع: إن الاتحاد يهدف إلى السعى الدؤوب لتبنى القضايا الوطنية والتواصل مع القبائل العربية، للوصول إلى قواسم مشتركة، فى إطار الدولة وخدمة لأهدافها، ودعما للقائد الوطنى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذى يسعى - بكل ما يملك من حكمة وقدرة وتواصل - إلى حماية أمن مصر القومى وأمن أمتها العربية، داعمين له مواقفه الحاسمة فى مواجهة مخطط تهجير الفلسطينيين، الذى يستهدف تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر، وأيضا موقف مصر الثابت والمبدئى فى رفض العدوان والسعى الدؤوب، للتوصل إلى حل سياسى، ينهى الأزمة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
 
ووجه الاتحاد، أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الرئيس السيسي، الذى أعطى قضية المساعدات الإنسانية، لأهلنا فى فلسطين كل الاهتمام من خلال معبر رفح البرى، وبنسبة تصل إلى أكثر من 80%، ما جرى تقديمه من جميع دول العالم.
 
وأضاف البيان أن رسالة الاتحاد لن تقتصر على النخبة أو الرموز، بل سيمتد نشاطه الوطنى والاجتماعى إلى أنحاء البلاد، حيث سيعمل الاتحاد على إقامة مقرات، تنطلق منها لجان الاتحاد فى المحافظات والمناطق الأخرى، ويمد يده للتعاون مع جميع القوى الأخرى فى إطار يخدم رسالة المجتمع، ويوظف طاقات أبنائه لصالح التفوق فى مختلف المجالات، ويواجه أجيال الحروب الممنهجة، التى تستهدف احتلال العقول لتفتح الطريق بذلك أمام إعادة إنتاج الفوضى والدمار مرة أخرى.
 
وأبرز البيان أن الاتحاد سيبدأ - خلال الفترة المقبلة - تحركات جماهيرية فاعلة، للتواصل مع أبناء القبائل، للاتفاق على مهام العمل الوطنى والتنظيمى للمرحلة القادمة والوفاء بكل الاستحقاقات التى ستقررها القيادة.
 
وأعلن اتحاد القبائل العربية، تغيير اسم منطقة «العجرة» إلى «مدينة السيسى»، مكان انعقاد المؤتمر، وذلك بناء على رغبة أبناء سيناء، حيث إنها مدينة تسعى إلى أن تكون من مدن الجيل الرابع، من حيث الخدمات والرقمية والتقدم، وذلك فى لمسة وفاء من أبناء سيناء للقائد الذى وضع أرض الفيروز على الخريطة التنموية للمرة الأولى.
 
كما أعلن الاتحاد - فى ضوء المشاورات - اختيار الشيخ إبراهيم العرجانى رئيس اتحاد قبائل سيناء، رئيسا لاتحاد القبائل العربية، تقديرا لدوره الوطنى والاجتماعى، كما جرى الاتفاق على اختيار السيد أحمد رسلان - ابن محافظة مطروح ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب سابقا - نائبا للرئيس، كما جرى اختيار اللواء أحمد ضيف صقر - ابن مدينة جهينة بسوهاج ومحافظ الغربية السابق - نائبا للرئيس، واختيار الكاتب والنائب مصطفى بكرى متحدثا رسميا باسم الاتحاد.
 
وأضاف أنه خلال الأيام القادمة سوف يجرى الإعلان عن اختيار مجلس رئاسى مكون من عشرين عضوا، وستكون من مهام هذا المجلس اختيار الأمين العام للاتحاد، كما ستجرى انتخابات للجان النوعية المختلفة، وفى ضوء ذلك، سيبدأ الاتحاد تحركات بعقد مؤتمرات فى الصعيد والدلتا وغرب البلاد، وفى منطقة قناة السويس خلال الفترة المقبلة.
 
وأكد البيان أن الفترة المقبلة قد تشهد تطورات وسيناريوهات متعددة، وهو أمر يستوجب يقظة الجميع لمواجهة التحديات التى تواجه الوطن، والرد على حملات الأكاذيب والشائعات، واستخدام الوسائل الممكنة للتفاعل مع «دعوة الوعى»، التى أطلقها الرئيس السيسى، منذ عدة سنوات، فى مواجهة حروب الأجيال الرابعة والخامسة والسادسة، والتى تستهدف نشر الشائعات والأكاذيب والفتن.
 
وأكد اتحاد القبائل العربية أنه يعلو - فى طرحه ورؤيته - فوق الانتماءات الحزبية والأيديولوجية، حيث إن رسالته هى للدولة وتوحيد القبائل، فى إطار لا يتعارض مع ثوابت الوطن ولا يتصادم مع الأحزاب والائتلافات، «التى نمد يدنا إليها بالتعاون والتنسيق المشترك لكل ما يخدم الوطن الغالى».
وتابع: «نعاهدك يا سيادة الرئيس على الوقوف - صفا واحدا - خلف قيادتكم الحكيمة فى مواجهة التحديات، والمؤامرات، ونحن على ثقة أن القائد الذى أنقذ مصر، وأنقذ الهوية، وحمى البلاد من حرب أهلية فى الثالث من يوليو 2013، والذى قضى على الإرهاب وحرر أرض سيناء من جرائمه، وبدأ مسيرة الإنجاز والتعمير فى ربوع الوطن، لهو قادر - بعون الله وبمساندتكم فى اتحاد القبائل ومساندة الشعب المصرى العظيم - على العبور بالبلاد إلى الملاذ الآمن، الذى يحمى الأرض ويصون العرض».
 
وأكمل البيان: «إن عشرات الملايين من أبناء القبائل، يقفون - صفا واحدا - فى إطار اتحادهم خلف قيادتكم الرشيدة، رافعين راية الوطن، داعمين لمشروعكم الوطنى فى بناء مصر، التى تعهدتم بأن تكون أد الدّنيا، ولدينا ثقة كبرى يا سيادة الرئيس فى أن مصر ستعبر الأزمات وتواجه التحديات، وتمضى فى مسيرتها الظافرة إلى عنان السماء عهدا، ووعدا، عطاء ووفاء بأن نظل قوة داعمة للوطن وللقائد».
 
ووجه المؤتمر، رسالة للرئيس السيسى، للإعراب عن الثقة فى أن السنوات القادمة ستكتمل فيها حلقات المشروع الوطنى، مشروع البناء والإنجاز، مشروع الجمهورية الجديدة، التى قال الرئيس عنها: «جمهورية التنمية والبناء، تهدف إلى التطوير وتغيير الواقع، جمهورية تؤسس نسقا فكريا واجتماعيا وإنسانيا شاملا، ومجتمعا متطورا تسوده قيم إنسانية رفيعة.. جمهورية قوامها المصارحة والمشاركة السياسية الجادة ودعم الاقتصاد الوطني، جمهورية تهدف إلى التأكيد على ثوابت الدولة المصرية بعمقها الاستراتيجى».
 
وقال الشيوخ - فى رسالتهم للرئيس السيسى - «نحن من جانبنا نعاهدك يا سيادة الرئيس بأن نشكل حائط صد، دفاعا عن هذا الوطن، ونحن على ثقة بأن القادم أفضل، وأن مصر فى رباط إلى يوم الدين وأننا فى هذا الاتحاد سوف نعمل على ترجمة رسائلكم الوطنية والقومية إلى واقع معاش بين أهلنا من أبناء الشعب المصرى العظيم».

شيوخ القبائل: ندعم القيادة السياسية فى مواجهة المخاطر 

وأكد شيوخ القبائل والعائلات العربية، دعمهم وتأييدهم المطلق للقيادة السياسية فى مواجهة أى تحديات تحيط بالبلاد، مشددين على أن الإجماع الوطنى لأبناء القبائل حول فكرة تأسيس اتحاد القبائل العربية، جاء للتأكيد على أن اللحظة الراهنة والمخاطر التى تحيط بالبلاد من مختلف الجهات الاستراتيجية، تستوجب حشد القوى الناعمة الى جانب الدولة المصرية، للذود عن أمن واستقرار الوطن، وقال العمدة أحمد حبون - من واحة سيوة - إن اتحاد القبائل العربية، يعد ظهيرا قويا وسندا للدولة، حيث اجتمعت القبائل والعائلات المصرية من كل المحافظات، لتثبت للجميع أنهم خلف القيادة السياسية وداعمون لها فى كل المواقف، خاصة فى معركة البناء والتعمير التى تخوضها الدولة فى الوقت الراهن فى كل المجالات، لافتا إلى أن انعقاد مؤتمر الاتحاد فى سيناء، يعد رسالة قوية بما تشهده سيناء من تنمية وبناء فى شتى المجالات، مشيرا إلى المشروعات التنموية العملاقة التى تشهدها «أرض الفيروز»، فى البنى التحتية والتعليم والصحة وغيرها.
 
وأكد مهدى العمدة نائب رئيس مجلس القبائل والعائلات لقطاع غرب الدلتا إن اتحاد القبائل العربية يعلن - بشكل واضح وصريح - وقوفه فى صف الدولة، حيث تجمعت كل القبائل من أقصى الجمهورية إلى أدناها، لدعم الدولة المصرية واستكمال مسيرة البناء التى بدأها الرئيس السيسى، مشيدا بما تشهده سيناء من إنشاءات فى المجالات كافة، وذلك بعدما استطاعت الدولة أن تدحر قوى الإرهاب والتطرف، وترسى الأمن والاستقرار فى كل ربوع سيناء، لتبدأ الدولة معركة لا تقل ضراوة عن معركة تطهير سيناء من الارهاب، وهى معركة البناء والتعمير.
 
وأكد الشيخ أحمد الرمحى، شيخ قبيلة الرماح، أن الاتحاد يسعى لخلق إطار شعبى ووطنى لتوحيد الصف وإدماج الكيانات القبيلة تحت مظلة واحدة لمواجهة التحديات التى تهدد أمن واستقرار البلد، مشيدا بالدور التاريخى الذى لعبته - ولا تزال - القبائل العربية فى حماية أرض وتراب هذا الوطن الغالى من خلال اصطفافها خلف القوات المسلحة فى المعارك كافة، التى خاضتها بداية من حرب 1967 مرورا بنصر أكتوبر وحتى يومنا هذا.
 
وأشار الشيخ سليمان عبدالعزيز العبادى، شيخ قبيلة العبابدة، إلى أن نشاط الاتحاد سيمتد إلى أنحاء الجمهورية فى إطار تشاورى بين الشيوخ والعواقل، ليتوافق الجميع على رسالة وهدف أسمى وهو دعم القيادة السياسية، موضحا أن الفترة الماضية شهدت العديد من التحديات على مختلف الأصعدة، الأمر الذى استدعى يقظة الجميع لمواجهة تلك التحديات والرد على حملات الأكاذيب والشائعات واستخدام كل الوسائل الممكنة لمجابهة الحروب الحديثة وهو هدف أصيل سيعمل عليه الاتحاد.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق