«علموا أولادكم البرمجة».. رواتب المبرمجين في الولايات المتحدة تتخطى راتب الرئيس الأمريكي

السبت، 04 مايو 2024 08:00 م
«علموا أولادكم البرمجة».. رواتب المبرمجين في الولايات المتحدة تتخطى راتب الرئيس الأمريكي
إبراهيم الديب

- اهتمام كبير بالجامعات التكنولوجية والتدريب على أنظمة الذكاء الاصطناعي استجابة لمتغيرات سوق العمل
 
«علموا أولادكم البرمجة»، بتلك الكلمات سلط الرئيس عبدالفتاح السيسى الضوء على إحدى أبرز المشكلات التى تواجه المجتمع المصرى ككل، ونمطيته فى مناقشة مستقبل أبنائه من الطلاب وتحديد مصيرهم دون الانتباه والتفكير فيما يشهده العالم من متغيرات العرض والطلب لسوق العمل، وفتح الباب واضحا جليا أمام ضرورة هدم صنم كليات القمة، والقضاء على فزاعة الثانوية العامة، والتفكير خارج الصندوق فى أنماط تعليم وعمل مختلفة توفر حياة أكثر آدمية ذات تدفق مالى ينتقل بالشباب من حياة العوز إلى الرفاهية، ما يؤثر بالإيجاب على المجتمع واقتصاده، أحد أهم أهداف كلمته خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية فى العاصمة الإدارية.
 
وأكد الرئيس السيسى، أن مصر بها 106 ملايين مواطن، ومن المفترض أن تكون أرقام العنصر البشرى الذى يعمل فى مجال الرقمنة أرقاما غير التى تم عرضها، مؤكدا ضرورة توافر كوادر بشرية متقدمة على الأقل فى مجال التعهيد، مشددا على ضرورة قيام الأسر المصرية بدفع أبنائهم خلال فترات الدراسة بالمراحل «الابتدائية والإعدادية والثانوية» لتعليمهم هذه المجالات بهدف زيادة فرص مصر أن تصبح دولة غنية، لافتا إلى وجود دول تعداد سكانها لا يتعدى 10 ملايين نسمة ويعمل لديها أكثر من نصف مليون شخص فى مجال التعهيد، أى أن كل فرد منهم يصدر نحو 100 ألف دولار، بإجمالى 70 مليار دولار خلال العام الواحد، قائلا « إننا نحتاج إلى ما يتراوح ما بين 100 مليار و300 مليار دولار لأن حجم إنفاق دولة كبيرة جدا مثل مصر ومتطلباتها كثيرة ولن تستطيع إنتاج كل ما يحتاجه الناس».
 
وأكد أن الدولة تهدف لتوجيه الجميع سواء الحكومة أو وزارة التربية والتعليم والإعلام والمثقفين بضرورة الاستثمار فى الإنسان، لأن مصر ليس لديها موارد سوى الإنسان ويجب الاهتمام بتعليمه، مشيرا إلى أن الدولة وفرت الجامعات والكليات والعديد من البرامج وتستهدف الوصول إلى أرقام طموحة للخروج مما نحن فيه، وأوضح أن مصر فى بداية دخولها لهذا المجال لم تجد سوى العشرات فقط المؤهلين لدراسة البرمجة، معبرا عن خيبة أمله فى ذلك، مؤكدا استعداد الدولة لإنفاق من 30 إلى 60 ألف دولار للفرد الواحد لتعليمه فنون البرمجة حتى تستفيد البلاد منه، وأن هذا المجال قادر على مساعدة مصر فى تجاوز أى أوضاع اقتصادية صعبة.
 
وأكد الرئيس السيسى ضرورة أن يتم الاهتمام بكل إنسان وكل مدير مدرسة وكل عميد كلية وأن يتم التركيز على برامج التعهيد مع الشباب والشابات لكى يتم استكشاف مدى استعدادهم لمثل هذه البرامج، منبها إلى أن معدلات برامج التعهيد الحالية ليست كافية فى ضوء معدلات النمو السكانى الكبيرة.
 
الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قال «إن مصر تستهدف 9 مليارات دولار فى 2026 من صناعة التعهيد فقط، موضحا أن الشاب الواحد فى البرمجة يقدر يصدر 50 و60 ألف دولار سنويا، ومستوى تصميم البرمجيات ممكن يتجاوز 100 ألف دولار صادرات فى السنة».
 
وعلى أرض الواقع فإن المتابع لمتغيرات العرض والطلب فى سوق العمل، يلاحظ جليا اعتماد العديد من المجالات على أنظمة البرمجة والذكاء الاصطناعى فى تحسين وظيفته ومنتجه الذى يقدمه، ويتأكد بما لايدع مجالا للشك بإن هناك مستقبلا واعدا لتعلم البرمجة، خاصة فى ظل ازدياد وتطور الذكاء الاصطناعى خلال السنوات القليلة الماضية.
 
الميكنة هى سيدة الموقف الآن فى عالمنا الحالى، وهو ما جعل البرمجة تلعب دورا أساسيا فى حياتنا سواء اليومية أو المستقبل القريب بل والبعيد، حتى أنها تدخلت فى مجريات الأمور الاقتصادية بشكل كامل، وباتت تسيطر على الحياة السياسية، وتطرقت إلى ما هو أبعد من ذلك حيث بدأت تتحكم فى شكل الحياة أجمع بالحياة تلغى وظائف وأدوار بشرية حتى أضحى العالم فى خوف من احتلال الآلات المبرمجة على العالم.
 
وتستقبل كليات هندسة البرمجة فى الجامعات الحكومية المصرية الطلاب الوافدين من معدل قبول يبدأ من 65% فى شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها للالتحاق بمرحلة البكالوريوس، بعد خصم درجات المواد الدينية وحسن السلوك ودرجات الأنشطة الرياضية، كما تستقبل الطلاب الوافدين الراغبين فى الالتحاق بمرحلة الماجستير على أن يكونوا حاصلين على درجة البكالوريوس من جامعة مصرية أو معترف بها من قبل المجلس الأعلى للجامعات المصرية بتقدير مقبول كحد أدنى، وفى حالة رغبة الطالب الالتحاق بمرحلة الدكتوراه فيشترط أن يكون حاصلا على درجة الماجستير بتقدير مقبول كحد أدنى.
 
وتختلف مصاريف كليات هندسة البرمجة فى الجامعات المصرية الحكومية عن الخاصة، ولكنها اختلافات طفيفة، وذلك لأن الجامعات الخاصة تستقبل الطلاب من معدل قبول أقل من الحكومية، وتختلف مصاريف كليات هندسة البرمجة فى الجامعات الخاصة من سنة لأخرى ولكنها تظل اختلافات بسيطة، حيث يحتاج الطالب الوافد إلى دفع 1500 دولار أمريكى فقط كرسوم قيد فى الجامعات المصرية، وهى رسوم موحدة فى كل الجامعات المصرية الحكومية بمختلف المراحل الجامعية تدفع مرة واحدة فقط فى السنة الدراسية الأولى، على أن تكون مصاريف هندسة البرمجيات فى مصر السنوية للطلاب الوافدين فى المرحلة الجامعية الأولى «البكالوريوس» 5000 دولار أمريكى فقط، و5500 دولار أمريكى فى مرحلة الدراسات العليا «الماجستير - الدكتوراه».
 
ولا تعد تلك المصروفات الدراسية بمبلغ كبير مقارنة بالعائد المادى الذى قد يتحصل عليه خريج تلك الجامعات حال تمتعه بالمؤهلات التى تساعده على تحصيل عائد مادى مناسب وفقا لخبراته وتعليمه، وعدد المشاريع التى يستطيع إنهائها فى فترة زمنية محددة، كذلك حجم المشروع ومدى درجة تعقيده، وقدرته على التواصل مع العملاء، والحصول منهم على عروض مميزة، بالإضافة إلى نوعية العمل، فالمشاريع الخاصة تحقق ربحا أكثر من العمل كموظف فى شركة.
بشكل عام، فإن المكاسب المادية التى يمكن جنيها من هذا المجال، كبيرة للغاية، سواء أكان ذلك من خلال العمل الخاص، أو العمل فى منصات العمل الحر أو العمل بشركات البرمجة، والتى تصل بحسب موقع لـ Glassdoor، يبلغ متوسط راتب المبرمجين سنويا فى الولايات المتحدة من 80 ألف دولار إلى 115 ألف دولار، وهو ما يتحدد عربيا وعلى المستوى المحلى وفقا للمعطيات السابقة، ويؤكد أهمية وضرورة النظر برؤية مختلفة لتلك المجالات كنظام عمل دائم ومستقر.
 
وبحسب تقارير صحفية، فإن متوسط الأجر لموظفى شركة «ميتا» يساوى راتب رئيس أمريكا، حيث بلغ متوسط أجر موظفى شركة «ميتا» العام الماضى نحو 379 ألف دولار، وفق البيان المالى للشركة، وبحسب ما ذكر «تايمز أوف إنديا»، أعلنت الشركة فى بيانات رسمية عن قيمة أجور موظفيها لعام 2023، شملت الكشف عن حصول الرئيس التنفيذى للشركة مارك زوكربيرغ على أجر ضخم قدره 24.4 مليون دولار عام 2023، وتم الكشف عن أرقام الأجور هذه فى بيان الشركة المالى الأخير، وذلك قبل الاجتماع السنوى للمساهمين فى Meta المقرر إقامته فى الشهر المقبل.
 
وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد حصل على 378333 دولارا كراتب رئاسى، وهو ما يقل بشكل طفيف عن الراتب المعتاد وهو 400 ألف دولار لأنه دخل البيت الأبيض فى 20 يناير عقب توليه مهام الرئاسة.
 
ووفق البيان، تبلغ القوى العاملة فى الشركة بنهاية العام الماضى عبر مختلف منصات التواصل التابعة لها، حوالى 67 ألف موظف على مستوى العالم بدرجات وظيفية متفاوتة، ويعنى ما تم الكشف عنه من رقم كمتوسط للأجور، أن نصف موظفى شركة Meta حققوا أكثر من 379 ألف دولار فى العام الماضى، بينما حقق النصف الآخر أجرا أقل، بينما كان أجر الرئيس التنفيذى لشركة Meta  نحو 24.4 مليون دولار فى العام الماضي، هذا المبلغ، كان عبارة عن مجمل المدفوعات لرئيس الشركة، الذى بقى راتبه الرسمى موثقا فى بيانات الشركة بما يعادل دولارا واحدا، وهو مبلغ رمزى حصل عليه لأكثر من عقد، مع ما مرت به ثروته من تضخم يصل إلى 176 مليار دولار بناء على ممتلكاته من أسهم Meta، وغطى المبلغ البالغ 24.4 مليون دولار بعض الامتيازات الخاصة بتعاملات ومدفوعات رئيس ميتا، وتم تصنيفه على أنه «تعويضات أخرى» فى ملف الشركة الرسمى للأجور والمدفوعات خلال عام 2023 الماضى.
 
وبيان الشركة كشف أيضا عن أنه تم تخصيص حوالى 9.4 مليون دولار لتغطية تكاليف الأمن الشخصى لحماية زوكربيرغ فى قصوره وعندما يتجول، ولملازمته على متن طائرات خاصة أو يخوت، كما ذكر الملف إن مليون دولار كان المبلغ المخصص لتغطية رحلاته الجوية الخاصة فى عام 2023، فى حين أن راتب زوكربيرغ الموثق الذى يبلغ دولارا واحدا لا يقارن، بالنسبة لعشرات الملايين من الدولارات التى تغطيها الشركة فى مجال الأمن والسفر، ويقدر صافى ثروته بـ176 مليار دولار، تقريبا من ملكيته الواسعة لأسهم Meta.
 
والأسبوع الماضى، اجتمع الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، لبحث تطوير المنظومة التعليمية من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات، تنفيذا لتوجيهات الرئيس السيسى بأهمية تعزيز تعليم النشء البرمجة وعلوم البيانات، حيث تم الاتفاق على مراجعة وتطوير مناهج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT، المطبقة بداية من الصف الرابع الابتدائى فى ضوء إعداد الطلاب للمستقبل والتوجيهات الرئاسية، وليتم تطعيمها بالبرمجة وعلوم البيانات، كما اتفق الوزيران على إعداد أداة تقييم لمعرفة مستوى الطلاب المتقدمين لمبادرتى أشبال وبراعم مصر الرقمية بحيث يمكن تطبيقها على نطاق واسع من الطلاب من خلال إجراء اختبار مسحى للطلاب على مستوى الجمهورية، ما يعطى زخم للتقديم للمبادرتين.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق