من الفشل فى اختلاق أزمات سياسية إلى تشويه الاقتصاد.. سقطة جديدة للإعلام الأمريكي رداً على الدور الإنساني لمصر في غزة
الأحد، 28 أبريل 2024 07:52 مكتبت: دينا الحسيني
نظرة واحدة تكفى لاستيعاب كل شيء، لا يحتاج العابر على الإعلام الأمريكي أكثر من دقائق لاكتشاف أن كثيرًا من مُعالجاته شديدة الانحياز والتلون، يحدث ذلك لصالح إسرائيل فى عدوانها على غزة، كما يحدث ضد مصر وغيرها من دول الجنوب لأهداف سياسية أو اقتصادية خفية ومُعلنة.
أحدث الحلقات جاءت من وكالة أمريكية شهيرة، مملوكة لملياردير محاط بكثير من الشبهة وعلامات الاستفهام، والطامع فى الوصول لرئاسة الولايات المتحدة، بينما لا يتعالى على ممارسات عصابات المافيا فى إبرام صفقات مشبوهة مع شركات وبنوك استثمار ورؤوس أموال ساخنة ضخمة، من أجل تزييف الوقائع وممارسة الضغط والابتزاز على الأسواق، ثم التسرّب من ثغرة الأوضاع المُهندسة بشكل مقصود، إلى نطاق التلاعب والمضاربة واقتناص أرباح خيالية بممارسات احتيالية.
من يتابع الأخبار المصرية من خلال نافذة الإعلام الأمريكي الموجه يكتشف للوهلة الأولى أن هناك اتجاها خبيثا وراء هذه التقارير الملفقة المليئة بالأكاذيب والمغالطات، وتعكس الرغبة الغربية إما في توريط مصر سياسيا مع الدول الصديقة، أو هدم الاقتصاد المصري وإلهاء المستثمرين عن ضخ استثماراتهم في مصر، ولذلك ليس من المستغرب أن يقوم الإعلام الأمريكي بشكل عام، وخاصة تلك الوكالة الأمريكية، بترويج المغالطات حول الاقتصاد المصري في ظل انتعاش حركة الاستثمار في مصر وتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر وتوفير السيولة الدولارية لتحقيق استقرار سعر الصرف، وفي التوقيت الذي تلعب فيه مصر دوراَ مشهود له بالنزاهة تجاه القضية الفلسطينية.
سبق أن حاولت وسائل الإعلام الأمريكية خلق "إسفين" بين مصر ودول إقليمية ودولية، بعد أن زعمت في أغسطس 2014 أن مصر والإمارات تنفذان هجمات عسكرية في ليبيا رغم نفي مصر القاطع ، إذ نفى الرئيس عبد الفتاح السيسي حينها عدم قيام الجيش المصري بأي عمل عسكري داخل ليبيا، أعقبه نفي من فايز جبريل سفير ليبيا في القاهرة عدم تدخل مصر عسكريا في بلاده.
ومع تواصل المسؤولون في الخارجية المصرية مع الإدارة الأمريكية لمعرفة حقيقة هذا الاتهام وتسجيل احتجاج رسمي، تراجعت أمريكا وإعلامها واعتذرت لمصر، وتبين فيما بعد أن وراء هذا الاتهام لوبي إخواني في الغرب، وأن الصحف الأمريكية وتحديدا "نيويورك تايمز" أرادت تصوير مصر كدولة معادية تقاتل خارج حدودها دون غطاء دولي، في محاولة خبيثة لإثارة التوتر في علاقات مصر مع دول الجوار.
في مايو 2023، حاولت صحيفتا "واشنطن بوست" و"وول ستريت" توريط مصر في صراع مع روسيا من خلال بث شائعات وأخبار مجهولة المصدر، ومن بين هذه الأخبار ما قالته صحيفة "وول ستريت"، أن مصر لم تمتثل لمطالب الولايات المتحدة الأمريكية بحظر رحلات الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، وأن مصر تجاهلت دعوة واشنطن للقاهرة للحظر.
وقبلها بشهر، سبقتها مزاعم نشرتها نفس الصحيفة الأمريكية بأنها حصلت على وثيقة مسربة تكشف محادثات مزعومة بين الرئيس السيسي وقيادات عسكرية في القوات المسلحة لتزويد روسيا بقذائف مدفعية وبارود، والإنتاج السريع لـ 40 صاروخ وشحنهم سراً إلى روسيا، ونفت مصادر رسمية هذا العبث المعلوماتي وأكدت أن مصر تنتهج سياسة متوازنة مع كافة الأطراف الدولية.
إن ما يحدث من الإعلام الأمريكي ليس إلا حلقة جديدة من حلقات الضغط على مصر، وتشويه الدور المحوري الذي تلعبه في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني، ودعم حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ورداً على الرفض المصري للممارسات الإسرائيلية لارتكاب جرائم حرب في غزة، ورفض القاهرة القاطع استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط على الشعب الفلسطيني.