شباكها تجلب الرزق.. بحيرة البردويل ثان انقى بحيرة فى العالم تعيد فتح بيوت 3500 صياد بشمال سيناء (صور)
الأحد، 28 أبريل 2024 05:12 ممحمد الحر
بفرحة المشتاق إلى الرزق الحلال، وبعد توقف عن العمل لنحو 4 أشهر، انطلقت مراكب الصيادين في عرض بحيرة البردويل، بأول أيام فتح البحيرة أمام حركة الصيد ضمن الموسم الجديد، حيث ألقى الصيادين شباكهم في المياه، واثقين بالله وأملين أن تعود لهم بالرزق الوفير.
وافتتح اللواء دكتور محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، يرافقه اللواء الحسين فرحات المدير التنفيذي لجهاز حماية وتنمية البحيرات، أمس السبت، موسم الصيد في بحيرة البردويل، بعد فترة المنع التي استمرت عدة أشهر، لتكاثر الزريعة وأعمال التطوير بالمسطح المائي للبحيرة.
ويعد أول أيام فتح بحيرة البردويل أمام حركة الصيد، بمثابة عرسا يشارك به نحو 3500 صيادا، و1000 من العمالة المعاونة، بعد توقف نحو 4 أشهر.
ويعمل الصيادين في عرض المسطح المائي لبحيرة البردويل، مع أول ضوء وحتى آخر ضوء في حركة دائبة، بين إلقاء الشبك في المياه وإعادة إخراجه مرة أخرى، لتبدأ عملية تسليك الأسماك من عيون الشباك، ومن ثم إعادة الكرة مرة أخرى، وسط ترديدهم للأغاني البدوية الشعبية خلال عملية الصيد.
وتشهد بحيرة البردويل التي تعد ثانى أنقى بحيرة على مستوى العالم، اهتماما كبيرا من القيادة السياسية، بتنمية وتعمير سيناء، وأعلن أنه تم إنفاق ما يقرب من 13 مليار جنيه لتنمية المحافظة، بدلا من الـ 10 مليارات السابق تخصيصها، مشيرا إلى وجود الكثير من المشروعات الجاري تنفيذها على أرض سيناء.
ويقول جمعة غنايم: "رزقنا مرتبط ببحيرة البردويل، الذي وهو موسم خير ورزق بالنسبة للصيادين والحرف الأخرى القائمة على عملية الصيد، ومنها حرفة تنظيف السلام من العوائق والشوائب، وانا أحدهم، حيث نقوم بفرد الشباك وتنظيفها من أي عوائق عالقة بها، ونرتق اي عيون تعرضت للقطع ونعيدها إلى سيرتها الأولى، وبعد عملية التنظيف يتم اعتمادها مرة أخرى لعملية الطرح بالبحيرة للصيد".
وتابع: عملية صيانة الشباك صعبة ومعقدة وتحتاج إلى صبر وخبرة، حتى لا تنقطع عيونها ويتم استبعادها عن العمل لعدم صلاحيتها للصيد.
ويبلغ عدد مراكب الصيد العاملة في بحيرة البردويل نحو 1228 مركبًا، تم توزيعها على 3 مراسي، منها مرسى اغزيوان وبه 700 مركب، والتلول وبه 375 مركبا، وقرية النصر وبه 178 مركبا.
وتوفر إدارة بحيرة البردويل، كل الإمكانيات أمام الصيادين للحصول على إنتاج وفير، حيث أن جميع الجهات المعنية من وزارة التموين والشركة الوطنية وهيئة الثروة السمكية، تعمل لخدمة الصياد وزيادة الإنتاج، بالإضافة إلى توفير ثلاجات لحفظ الأسماك.
وأولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتماما كبيرا بتطوير بحيرة البردويل، وتم تحقيق التنمية المستدامة في المراسي الأربعة للبحيرة، بأسلوب التطوير والمعالجة وإزالة العوائق وتطهير البواغيز.
وتضم ساحات مراسي البحيرة عدد من الإنشاءات الجديدة لخدمة الصيادين، منها عنابر الفرز والتصدير والحفظ، إلى جانب مصانع للثلج والفوم، وسبق إنشاء مجمع متكامل لخدمة الصيادين داخل المقر الإداري للبحيرة.
وتعد بحيرة البردويل نموذج يحتذى به، نظرا لخلوها من أي تلوث، وباعتبارها مصدرا طبيعيا لإنتاج أجود أنواع الأسماك ذات الشهرة العالمية، ومن أهمها الدنيس والبوري والدهبانة واللون والقاروص، بالإضافة إلى القشريات ومنها الكابوريا والجمبري بأنواعه وأشكاله المتعددة.
وتم الانتهاء من تطوير البحيرة وتزويدها بمصانع الثلج وعبوات الفوم، ودعمها بمرافق الخدمات للصيادين من محطة تحلية مياه ووقود، علاوة على إنشاء مفرخ سمكي لتوفير زريعة الأسماك، بتكلفة 30 مليون جنيه، وتوفير كراكة 1750 حصانا، بتكلفة 40 مليون جنيه.
وأعرب محمد حمد يامان، أحد الصيادين من سكان قرية السادات ببئر العبد، عن سعادته الغامرة بحيرة البردويل، قائلا: «افتتاح البحيرة بالنسبة لي كصياد ولكل الصيادين يوم عيد، انتظرناه على أحر من الجمر لأنها باب رزقنا الوحيد، ومصدر الأمان لأسرنا وأهالينا».
وقال إبراهيم الهواري، صياد، افتتاح بحيرة البردويل بشرة خير للصيادين جميعا، ورسالة من القوات المسلحة بعودة الأمن والأمان والحياة لطبيعتها في كافة أركان ومؤسسات سيناء، بعد انقشاع غمة الإرهاب.