معاناة الفنانة سناء جميل مع أسرتها وطردها وزواجها من لويس جريس في ذكرى ميلادها( صور )
الأحد، 28 أبريل 2024 11:50 ص
ذكرى ميلاد الفنانة سناء جميل، حلت أمس السبت 27 أبريل التي ولدت بمركز ملوي بمحافظة المنيا بمثل هذا اليوم عام 1930، ووافتها المنية في 22 ديسمبر عام 2002، عن عمر يناهز الـ 72 عامًا.
حياة سناء جميل
الفنانة سناء جميل، ولدت في مركز ملوي التابع لمحافظة المنيا عام 1930، لاقت الكثير عندما فكرت أن تلتحق بالعمل في المجال الفني، الأمر الذي جعلها تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدون علم شقيقها الاكبر التي لجأت إلى الإقامة معه في القاهرة.
مسيرة سناء جميل
دخلت سناء جميل، الفن رغمًا عن أهلها، وهو ما أدى إلى أن تحدث قطيعة بينهم امتدت إلى وفاتها، ولم يقوموا بحضور العزاء أو الجنازة الخاصة بها، شاركت سناء جميل، فى عدد من الأعمال الفنية ووصل رصيدها الفني إلى 65 عملاً تنوع بين السينما والتليفزيون والمسرح، كانت بداية الانطلاقة الحقيقية لها في فيلم "بداية ونهاية " والذى حلت بديلة إلى الفنانة فاتن حمامة.
زيجة سناء جميل
الفنانة سناء جميل، التقت بزوجها الكاتب لويس جريس، وجمعت بينهما قصة حب قصيرة كللت بالزواج وذلك بعد أن كان خائفا أن تكون سناء جميل مسلمة لكونها دائما وابدا تحلف بكلمة "والله العظيم"، بعد توافقهما دينياً وثقافيًا تم الزواج بين الحبيبين عام 1961، أثرت الفنانة ألا تنجب كي تتفرغ بشكل كامل لعملها الفني.
قصة زواج سناء جميل من الكاتب لويس جريس
أعتقد الكاتب الصحفي لويس جريس، أن زوجته الفنانة الراحلة سناء جميلة مسلمة قبل ارتباطه بها وكان يحاول تأخير عملية الارتباط بها لحين إعلان إسلامه.
وتابع فى لقائه مع الإعلامى "معتز الدمرداش" فى برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور" أنه بعد شرائه دبلتين لخطبة الفنانة سناء جميل أخبرها أن هناك إجراء آخر لابد من انتظاره لاستكمال مراسم الزواج وهو أن يعلن إسلامه وينتظر الحصول على مستند رسمى للزواج منها، مضيفا، أن الفنانة سناء جميل ردت عليه قائلة: "وتشهر إسلامك ليه.. أنا أصلاً مسيحية"، موضحاً أنها صممت على عقد الزواج في الكنيسة حتى اكتشف إنها على نفس الطائفة الأرثوذكسية التي تجمعهما دون أن يعلم من ذلك شيء قبل أن يرتبط بها.
سناء جميل ومفيد فوزي
التقى الإعلامي الراحل مفيد فوزي ذات يوم في زيارة لمنزل الروائي الكبير إحسان عبدالقدوس، كان يتحدث وقتها مع زوجة الكاتب "لولا"، فوجد "مفرشا" على السفرة لفت انتباهه فسألها عليه، فأخبرته أنها اشترته منذ فترة من سناء جميل، فظن أن الفنانة أعطته "هدية" لـ"لولا"، لكن كانت الحقيقة عكس ذلك، وهو الأمر الذي لم يتوقعه مفيد.
"قلم" شقيقها وطردها من المنزل
القصة بدأت حينما علمت الأسرة المُنحدرة من وسط الصعيد، أسرة ثريا الطالبة في المعهد العالي للفنون المسرحية، دخول ابنتهم عالم التمثيل، بل وعودتها إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، بسبب عملها في المسرح الحديث، وقتها ضربها شقيقها الأكبر وطردها خارج المنزل، بعد تعنتها في استمرارها في مجال التمثيل، وعدم الرجوع عن القرار.
لم تتمالك سناء جميل نفسها في أحد اللقاءات مع الإعلامي مفيد فوزي، حين سألها عن هذا الموقف، وجلست صامتة بعض الوقت كأنها تستحضر الأحداث التي مرت عليها أكثر من نصف عقد من الزمان وقتها، وحكت بدموعها: "أخويا أول ما عرف أني بمثل ضربني بالقلم وطردني بره البيت، وأول مرة ساعتها كنت اتضرب بالقلم".
وبمصطلح "الحوجة" هنا كانت بداية رحلتها في تِلك الليلة تحديدًا لم تجد مأوى، فذهبت لأستاذها في المعهد الفنان سعيد أبو بكر، واستقبلها هو وزوجته في منزله، وفي اليوم الثاني أخبر أبو بكر الفنان زكي طليمات مؤسس معهد الفنون المسرحية وعميده وقتها بالأمر، فقرر "طليمات" مساندتها وأسكنها في بيت الطالبات، وأخذ لها إذنًا بالتأخير نظرًا لعملها بعد الدراسة بالمسرح، ولم تنته قصة سناء مع "الحوجة" والفقر هُنا، لكنها كانت بداية الاعتماد على النفس، ولك أن تتخيل في مُجتمعنا الشرقي في نهاية الأربعينيات والخمسينيات، حينما تقرر فتاة صغيرة الاعتماد على نفسها، فكانت لا تأكل في يومها إلا الجبن الأبيض، مع العيش فقط، كان مرتبها وقتها عبارة عن 6 قروش صاغ من المعهد و6 قروش صاغ من المسرح الحديث.
لكن وخلال نفس اللقاء أكدت سناء أنها لم تكن تشعر وقتها بالألم لأن كان لديها حلم أكبر من هذا، وكانت تطمح لتكون ممثلة كبيرة، فكانت تعلم جيدًا أن تِلك المُعاناة ستنتهي: "هي دي الحاجات اللي عملت سناء جميل"، وبعد انتهاء فترة دراستها في المعهد، وخروجها من بيت الطالبات، أرادت سناء أن تجد دخلًا آخر، فذهبت لشراء أدوات التفصيل والتطريز، وعملت في مجال تفصيل الملابس والمفارش، وجمعت بعض المال من هذه المهنة، بجانب التمثيل، وكانت تبيع هذه المُنتجات للأصدقاء وبعض المحلات بمنطقة وسط البلد.
وتمكنت سناء جميل ادخار بعض الأموال، فذهبت لتأجير إحدى الشقق بمنطقة أرض شريف بالعتبة، بعدما أبلغتها الفنانة نعيمة وصفي بأن هناك شقة في الدور الأرضي إيجارها شهريًا 3 جنيهات، وبالفعل ذهبت وأخذتها، لكن كانت الشقة على البلاط، فذهبت لشراء بعض الأشياء للمعيشة، فجاءت بـ"باجور جاز وحلة وكنكة وسرير وملل"، وصُدمت بأن أموالها قد انتهت، فاستخدمت ملابسها بدل المرتبة لتنام عليها، ما سبب لها انزلاقا غضروفيا فيما بعد.
لكن المؤلم في تِلك القصة، أن سناء جميل، والتي صارت واحدة من أهم النجمات في الوسط الفني، ظلت تعاني من قطيعة أسرتها لنهاية عمرها، الأمر الذي قالت عنه وهي تبكي أيضًا: "علشان كده طول عمري بعاني من الخوف وعدم الأمان".
وفاة سناء جميل
مرضت سناء جميل في آخر أيامها وعانت من سرطان الرئة، وظلت في المستشفى لمدة 3 أشهر إلى أن غابت عن عالمنا، وحكى زوجها أنها عندما توفيت رفض دفنها علي الفور وأمهل نفسه 3 أيام؛ لنشر إعلان الوفاة "نعى الأسرة" في كل الصحف المصرية والأجنبية علي أمل أن يظهر اي من اقاربها؛ للمشاركة في جنازتها، لكن دون جدوى فلم يظهر أحد، ودفنت سناء جميل في اليوم الرابع من وفاتها وتحديدا في 22 سبتمبر عام 2002 خرجت جنازنها من كنيسة العباسية.