اعتراف قاتل ينسف المظلومية الإخوانية..

متحدث الإخوان يكشف كواليس خطة الجماعة الإرهابية لمواجهة المصريين والشرطة قبل 6 أشهر من 30 يونيو

السبت، 27 أبريل 2024 07:00 م
متحدث الإخوان يكشف كواليس خطة الجماعة الإرهابية لمواجهة المصريين والشرطة قبل 6 أشهر من 30 يونيو
دينا الحسينى

- محمد منتصر فى حوار مع منصة إخوانية: التنظيم شكل مجموعات مسلحة من شباب الجماعة في يناير 2013 واستخدم فتوى دفع «الصائل» لإجازة القتل 

- خبراء حركات الإسلام السياسي: الاعتراف هدم 11 سنة من الإنكار الإخواني وكشف للجميع حقيقة العصابة التي كانت تحكم مصر
 
للحقيقة دوما وجه واحد فقط، حتى وأن تأخرت فى الظهور، لكنها دوما ستظل هى الباب الذى يدخل منه الضوء.. هذا ما حدث قبل أيام من خلال اعترافات المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان الإرهابية، محمد منتصر، الذى فضح إرهاب التنظيم بعد 11 عاما من الإنكار، ونسف أكاذيب مظلومية رابعة والنهضة، والذى طالما تاجر بها التنظيم الدولى فى الداخل والخارج منذ الثورة الشعبية فى 30 يونيو 2013، التى أطاحت بحكم مكتب الإرشاد بعد أسوأ عام مرت به مصر.
 
فمنذ 30 يونيو، وربما قبلها، ركزت الآلة الإعلامية الإخوانية على تثبيت فكرة المظلومية الإخوانية، وهى عقيدة مترسخة فى عقول الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، وتعتمد خلالها على تحويل مسار الأحداث إلى خلق حالة تعاطف شعبى مع الجماعة، معتمدين على النفاق والكذب، والتقية أيضا، بلى عنق الحقيقة، فرغم أن الصور والفيديوهات قبل 30 يونيو وبعدها، وثقت جرائم الإخوان فى كل شارع من شوارع الجمهورية، من خلال قيادات تحرض الشباب على القتل، وأعضاء بالجماعة أمسكوا بالسلاح ووجهوه مباشرة إلى صدور المصريين، وقنابل ومتفجرات استخدمتها الجماعة لمواجهة الثورة الشعبية ضدهم، رغم كل ذلك فإن الجماعة عملت على تصدير صورة المغلوبين على أمرهم، وأنهم أبرياء.
 
هذه الصورة، كانت رائجة فى إعلام الجماعة الإرهابية ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعى، إلى أن تلقوا اللطمة القوية من داخلهم، بحوار إعلامى أرادوه، ليكون بمثابة ثراءة للأحداث، وما وقع فى الماضى، لكنهم كشفوا من خلاله عن كواليس ما كان يدور داخل الجماعة الإرهابية، والنية المبيتة لديهم لمواجهة المصريين، حتى قبل 30 يونيو، فالهدف كان واضحا أمامهم، إما هم أو المصريين، فكان قرارهم، أن الجماعة أولى من مصر، حتى وأن كانت النتيجة مئات آلاف أو ملايين الضحايا.
 
هذا ما كشفه، محمد منتصر، المتحدث السابق باسم التنظيم الإرهابى، فى حوار إعلامى، نشرته منصات الجماعة قبل أيام، حوى الكثير من الخفايا والكواليس المهمة، التى جاءت اليوم على لسان أحد الفاعلين فى القتل والتخطيط للقتل قبل حتى 30 يونيو.
 
منتصر، قال فى هذا الحوار، إن قرار المواجهة المسلحة مع الشرطة اتخذه التنظيم الإرهابى فى يناير 2013، أى قبل ستة أشهر من ثورة 30 يونيو، وبإجماع قياداته فى الداخل والخارج، وقاموا بتشكيل مجموعات مسلحة من شباب الجماعة، وزودوها بالسلاح، وخرج القرار- بحسب تصريحاته- تحت مسمى «حق حماية المقرات»، واعتمدوا على فتوى دفع «الصائل»، وهى إجازة القتل، ولا إثم على القاتل ولا ضمان.
 
وأكد القيادى الإخوانى، أن قواعد التنظيم حينها، رحبت بتلك القرارات الدامية، واستعانوا بأفراد التنظيم، مشيرا إلى أن القرار، لم يكن للإرهابى الراحل محمد كمال، ولكن كان على مستوى مجلس شورى التنظيم، موضحا أن محمد كمال، عمل على تنظيم وترتيب تلك الفتوى بعد ثورة 30 يونيو، كما أن التنظيم استعان بما يسمى «مجلس المشورة»، بعدما لم يتمكن من اكتمال نصاب مجلس الشورى، على أن يكون الأصل فى أعضاء المجلس المشكل، أن ينتمى إلى شورى التنظيم، وبالفعل اعتمد القرار الإدارى بهذا الشكل، بعد اعتماد الرأى الشرعى عبر الهيئة الشرعية لتنظيم الإخوان، واعتمد القرار من الإدارة العليا للتنظيم الإرهابى، واستعان التنظيم بهذه القرارات فى كل الأحداث التى تلت يناير 2013.
 
ما قاله منتصر، هو إقرار لواقع، لكن أهميته أنه على لسان أحد الفاعلين والمتورطين فى التخطيط والقتل، وأنه جاء بعد سنوات من الإنكار الإخوانى بأنهم كانوا يخططون للقتل أو المواجهة المسلحة مع الدولة ومع المصريين.
 
وهذا الاعتراف، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن اعتصام الجماعة الإرهابية وأعضائها فى رابعة والنهضة بعد 30 يونيو 2013، كان مسلحا، ولم يكن اعتصاما سلميا، كما كان، وما زالوا يروجون له، كما أثبتت اعترافات القيادى بالجماعة الإرهابية، أن الأسلحة التى ضبطتها وزارة الداخلية أثناء فض الاعتصامين، هى نفس الأسلحة، التى تمكنت الجماعة من إمدادها لعناصرها داخل الاعتصامين، وهى نفس الأسلحة التى استخدمها الإرهابيون من داخل الاعتصام، لإطلاق النار على قوات إنفاذ القانون، ومن على أسطح العقارات، التى احتلتها ميليشيات الجماعة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من رجال الشرطة الذين استخدموا مكبرات الصوت فى مشهد موثق بالصوت والصورة، لإقناع المتظاهرين بالفض سلميا، والخروج من ممر أمن.
 
11 عاما، يواصل التنظيم الإرهابى خلالها نشر الشائعات حول طريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع عملية فض اعتصامى رابعة والنهضة، إلى أن جاء واحد من بينهم ناسفا كل هذه الأكاذيب، مؤكدا أن من زودهم بالسلاح إلى اعتصامات رابعة، هم قيادات الجماعة، وأن من دربهم على حمل السلاح قبل ثورة 30 يونيو 2013 بعدة أشهر، هم قادة الجماعة، وأن الهدف الحقيقى لقيادات الإرهابية من الحشد لاعتصامى رابعة والنهضة، هو الدخول فى صدام مع الدولة، لخلق «مظلومية جديدة»، وصنع قدر من التعاطف على المستوى العربى بين جماعات الإسلام السياسى فى ظل إيجادهم وامتلاكهم لأدوات الترويج للمظلومية كأذرعهم الإعلامية وكتائبهم الإلكترونية، وانضمام بعضهم كأعضاء بالمنظمات الحقوقية المشبوهة بالخارج.
 
إسلام الكتاتنى، الخبير فى حركات الإسلام السياسى، قال لـ«صوت الأمة» إن تصريحات «محمد منتصر»، كشفت مدى استخدام الجماعة لخطابين، خطاب للجمهور ذى مظهر جميل ولائق، ويتحدث عن الديمقراطية والخير للبلاد، بشعارات رنانة، لكنها فى نفس الوقت مستهلكة، بأن أعضاء الجماعة هم من أهل الدين الذين يختلفون عن التيار السلفى، ويتميزون بالمرونة التى يتناقضون بها مع السلفيين، ومن ناحية أخرى، فإن لها خطابا داخليا، يحافظ على أفكار سيد قطب، الذى يصف المجتمع بالجهل، ويقوم على التكفير، وترسيخ العنف، الذى ظهر منهم، ثم عاد واعترف به.
 
وأشار الكتاتنى، إلى أن تشريع استخدام العنف داخل الجماعة، لم يكن دفاعا عن النفس، فقد تعامل جميع أفراد الشعب مع الجماعة بسلام تام، وأعربوا عن رفضهم لحكم الجماعة، إلا أن الجماعة رفضت ذلك، وحاولت جر الشارع المصرى إلى دوامة العنف والحرب الأهلية، ولزيادة حالة الغليان والانفجار بعد أن هاجمت فى أكثر من مناسبة، ونفذت حينها العديد من العمليات الإرهابية ضد الشعب ومؤسساته، فقد حاصرت مدينة الإنتاج الإعلامى، وحاصرت المحكمة الدستورية، دون أدنى وعى بأنها تحاصر مؤسسات الدولة التى تحكمها.
 
وأضاف الخبير فى شئون الجماعات، أننا أمام جماعة إرهابية، خططت ودبرت لتدمير الوطن، لافتا إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية عملت على تشكيل الميليشيات المسلحة، لتهديد مؤسسات الدولة المصرية قبل 30 يونيو، وسعى الإخوان من خلال مخططاتهم إلى تأجيج الأوضاع فى البلاد بعد 30 يونيو، ولكن كل هذه المخططات انكشفت أمام الشعب المصرى بأننا لا نواجه فكرة وتنظيم داخل البلاد، بل تنظيم دولى له الكثير من الأذرع فى دول العالم، بل ويتلقى ملايين الدولارات من أجل تنفيذ العمليات الإرهابية النوعية، وهذا كان واضحا من اعترافات القيادى الإخوانى محمد منتصر.
 
وأشار الكتاتنى، إلى أن مثل هذه التصريحات لها عدة دلالات، أبرزها التأكيد على أن هذه الجماعة تنتهج العنف بشكل فج وصريح، خاصة أن هذا القرار اتخذ فى أيام حكم محمد مرسى، وكان فى يناير 2013، فهو من المستغرب أن ترى حزبا حاكما يقوم بمظاهرات مضادة للمعارضة، تتسم بالعنف، مظاهرات بها أسلحة تستخدم ضد المعارضين السلميين، ضاربا المثل بما حدث فى مذبحة الاتحادية فى 5 ديسمبر 2012، حينما كانت مجموعة من الشباب داخل خيام أمام قصر الاتحادية، وعددهم قليل، لكن تم تكسير هذه الخيام والاعتداء على الشباب فيها، وهى لقطات غير منسية، فهى جماعة لا تتحمل الرأى الآخر، وهذه السلوكيات العدوانية للجماعة، توضح أنها ما كانت تصلح لأن تكون حاكمة للبلاد، أو حتى اعتبارها مجرد جماعة دينية دعوية.
 
وطالب «الكتاتنى» بضم مثل هذه الاعترافات فى أى حيثيات قضائية ضد الجماعة الإرهابية، بوصفها وثيقة ضد الجماعة، فالمتحدث للجماعة كان شاهد عيان على جرائمهم، وخرج بتصريحات تليفزيونية يتكلم بكل أريحية، وبعيدا عن أى ضغوط، يعترف بأنهم اتخذوا قرارات دامية داخل التنظيم، طارحها على الملأ بصورة فجة، وهو يتفاخر بها، وهى ربما محاولة منه لظهور الجماعة بمظهر القوة، أو مغازلة بعض أفرادها الذين يحبون هذا النوع من الخطابات.
 
الدكتور عمرو عبدالمنعم، الباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى، قال من جهته أن اعترافات متحدث جماعة الإخوان الإرهابية السابق محمد منتصر عن استخدام الجماعة الإرهابية العنف ليست جديدة، فقبل ثلاث سنوات بثت جماعة الإخوان الإرهابية فيديو يسمى «ساعات الحسم»، واعترفت فى هذا الفيديو بشكل كامل عن استخدام العنف، ونشروا خطة اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات، موضحا أن القيادى الإخوانى يحيى موسى، الذى كان يدير الخلية المعنية باغتيال النائب العام هشام بركات، خرج مؤخرا على منصة جديدة «الميدان» واعترف بشكل تفصيل عن الكثير من عمليات العنف، وهذا اعتراف تفصيلى بأن العنف هو المنهج الحقيقى للجماعة.
 
وأوضح عبد المنعم لـ «صوت الأمة»، أن الإخوان الإرهابية، تتعامل برؤية باطنية وسرية، حتى لا يصدم الكثير من الاتباع، وتتحدث دائما عن أنها تهدف لنصرة الدين، موضحا أن جماعة الإخوان الإرهابية أنكرت الكثير من العمليات الإرهابية، على خلاف تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش الذى يعلن بصورة كاملة عن عملياته الإرهابية.
 
أما الدكتور إبراهيم ربيع، القيادى المنشق عن الإخوان والباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، فأكد من جهته، أن هذا الاعتراف يعبر عن طريق العنف وسفك الدماء الذى اتبعته جماعة الإخوان الإرهابية طوال السنوات الماضية، كما يؤكد أننا أمام جماعة إرهابية سعت إلى تدمير الدولة المصرية، ولولا ثورة 30 يونيو 2013، لتحولت مصر إلى دولة متهاوية ومحترقة نتيجة الفوضى والإرهاب الذى سعت إليه الجماعة الإرهابية طوال هذه السنوات، وأن جماعة الإخوان الإرهابية عصابة كانت تحكم مصر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق