الإعلام والوعي البيئي
الثلاثاء، 23 أبريل 2024 09:29 م
من الأحداث الهامة التي ستحدث في شهر مايو المؤتمر العلمى الدولى التاسع والعشرين "الإعلام والتحول نحو الاقتصاد الأخضر في ضوء التغيرات البيئية والمناخية"، وتعقده كلية الإعلام بجامعة القاهرة خلال يومي 5 - 6 مايو المقبل، برعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة.
وربما تكون المرة الأولى التي يعقد في مصر مؤتمر يربط بين قضايا البيئة والإعلام، وهو أمر في غاية الأهمية والضرورة لتنمية وعي الجمهور فيما يخص موضوعات البيئة ومصطلحاتها، وما يرتبط بحياة المواطن مباشرة هو مهمة يقع معظمها على عاتق الإعلاميين، وفي نفس الوقت فإن قضايا البيئة أصبحت على أجندة أولويات الحكومة ولها تأثير أساسي على تنمية الدولة فكل جوانبه.
وتدور محاور المؤتمر حول مناقشة عدد من القضايا الهامة بشأن دور الإعلام فى التحول للاقتصاد الأخضر، وتتضمن المحاور دور الإعلام وتأهيل الجمهور للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، ويضم الإعلام ورؤية مصر للاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، والتناول الإعلامي للجهود الدولية في تحقيق الاقتصاد الأخضر، والإعلام وإبراز جهود الحكومات نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر، والتجارب والنماذج الإعلامية الرائدة في مجال التحول نحو الاقتصاد الأخضر، الرصد الإعلامي لنماذج المدن الجديدة المتحولة نحو الاقتصاد الأخضر المستدام، الإعلام وتهيئة الجمهور للاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، الرصد الإعلامي للمشروعات القومية في مجال الموارد المائية، التناول الإعلامي لقضايا الاقتصاد الأخضر والاقتصاد الأزرق: نحو رؤية تكاملية.
ويمكن من خلال الإطلاع على اجندة المؤتمر أن نلاحظ الجهد الكبير الذي بذلته الدكتورة ثريا البدوي عميدة الكلية والدكتورة وسام نصر، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، ومعهم فريق ضخم من أعضاء هيئة التدريس في كلية الإعلام، فالأجندة تشمل خليط مميز من الخبراء المتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والصحفيين والإعلاميين الذين لهم خبرة كبيرة في مجال الإعلام التوعوي البيئي، كما يضم المؤتمر مشاركات بحثية ومداخلات من داخل مصر وخارجها، وكلها تبرز دور الإعلام في تشكيل الوعي البيئي، والتوعية بمخاطر التغيرات البيئية من خلال الحديث عن الإعلام وإبراز جهود الدولة في مجال قضايا البيئة، ودور الإعلام في تعزيز جهود الأكاديميين والممارسين في حل قضايا التغيرات البيئية، التناول الإعلامي لجهود الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية في حل قضايا البيئة، التحديات والتهديدات التي تواجه الإعلام في مجال التوعية البيئية، الإعلام البيئي الرقمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة، رؤى استراتيجية لتطوير الإعلام البيئي.
ومن أكثر النقاط التي تجذب الاهتمام في المؤتمر تسليطه الضوء على أدوار القائمين بالاتصال في مجال الإعلام البيئي، في ضوء رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، وتأهيل وتدريب القائمين بالاتصال في مجال الإعلام البيئي، والضغوط المهنية والمجتمعية الواقعة على القائمين بالاتصال في مجال الإعلام البيئي.
هذا المؤتمر يأتي في وقت تتصاعد فيه الأزمات البيئية وتواجه الأرض مخاطر بيئية لا حصر لها منها المشكلة السكانية، ومشكلة التلوث ومشكلة التصحر واستنزاف موارد البيئة الطبيعية، وانعكاس هذا على شح الموارد الطبيعية ومنها المياه خاصة وهو ما ينذر بحدوث حروب في بعض الأحيان ويتسبب في حدوث مجاعات في بعض المناطق ونزوح الآلاف البشر من المناطق الجافة إلى المناطق الرعوية وتأثير كل هذا تحقيق الرفاه للجميع.. ودون شك إذا لم يستطع المواطن التفاعل مع قضايا البيئة وأن يكون جزء من خطط التنمية التي تضعها الدولة ومن هذه الخطط وقف الزيادة السكانية وما يتبعها من صعوبة توفير الموارد الكافية لهم من مواد غذائية ومياه ومناطق سكنية مناسبة للمعيشة وتتلخص خريطة المخاطر البيئية في مصر في: ندرة المياه، والجفاف، وارتفاع منسوب مياه البحر، والآثار السلبية الأخرى لتغير المناخ، والتي يتوقع أن تؤثر -بشدة- على قطاعات الزراعة، والسياحة، ونظم الحياة في المجتمعات الساحلية، مما دفع نحو التوجه المدروس للاقتصاد الأخضر.
وبعيدًا عن قطاع المياه، تشتمل قائمة المخاطر البيئية في مصر أيضًا على تلوث الهواء، والأخطار الصحية للمبيدات، وأثر الإفراط في استخدام الأسمدة الكيماوية، والمبيدات، والمخلفات الصلبة والنفايات الخطرة، وضعف الوعي البيئي والتلوث الناتج عن النشاط الصناعي.
وتزداد حدة كل تلك المشاكل مع الحروب حيث تعيش المنطقة الآن حربا في فلسطين وأخرى في السودان ومع هذه الظروف تزيد الضغوط على البيئة وتوزيع الموارد وهذا يعود بنا إلى دور الإعلام في توعية المواطن لترشيد التعامل مع الموارد وترسيخ فكرة ذهنية واضحة في داخل عقول الجمهور ان الكوكب في خطر ولا بد من تكاتف الجهود لحمايتها.