وقع السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، مذكرة إطلاق مشروع إدارة موقع "قبة الهوا" في أسوان، المفترض البدء في أعماله 1 مايو 2024.
ويتم تمويل موقع "قبة الهوا" في أسوان، من الاتحاد الأوروبى، كجزء من مشروع حماية وتعزيز التراث الثقافي في غرب أسوان، وذلك بـ2 مليون و500 يورو، وكذلك وزارة الخارجية الألمانية ممثلة في GIZ، التي ساهمت بـ 215 ألف يورو.
"قبة الهوا" هو جبل صخري يقع على الضفة الغربية للنيل بالقرب من مدينة أسوان، بارتفاع يبلغ 130 مترا، وتوجد به مقابر منحوتة لنبلاء وكهنة أسوان من عهد المصريين القدماء.
من أهم ما يميز المكان، هو وجود قبر وضريح بقبة لأحد أولياء الله الصالحين اسمه "سيدي علي بن الهوا" يقع على قمة الجبل الجنوبية، لذا سمي بأسمه القبة، وهي ضريح أبيض ذو قبة تري من بعيد، كما يوجد أسفله بقايا "دير سان جورج".
وقال السفير كريستيان بيرجر، إن المشروع يستهدف المساهمة في تعزيز التعاون والتفاهم المشترك بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وبشكل كبير بين المشاركين في التنمية الشاملة لمواقع التراث الثقافي على الضفة الغربية لأسوان، كما يساهم إنشاء إدارة لموقع أثري في قبة الهوى وقبة الهوى الشمالية، في زيادة فرص التواصل والشراكات المحلية، حول الأجندات الثقافية والسياسية والاقتصادية المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ومصر.
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي، أن المشروع يستهدف في الأساس العنصر البشرى، من خلال الاهتمام بتوفير فرصة عمل لائقة للسكان المحليين، من خلال عملهم كمرشدين للسائحين، وكذلك فتح محلات مناسبة في طريق ممهد يربط المواقع الأثرية الموجودة على امتداد 5 كيلو متر ما بين قبة الهوا الشمالية والمواقع الإسلامية والقبطية الموجودة هناك، موضحا أن المشروع يستهدف أيضًا جذب السياحة الأجنبية و المحلية إلى قبة الهوا، من خلال تسهيل طرق وإنشاء بنية تحتية مناسبة للوصول إلى الموقع التاريخى، سواء بالجمال، أو طريق بالحجر لا يستطيع إنشاءه سوى سكان المدينة المحليين.
وأشار سفير الاتحاد الأوروبي، إلى أن غرب أسوان هو موقع تراث أثري متميز ويمكن أن يصبح منارة للمشاركة المصرية والأوروبية للإدارة المستدامة للموقع، وهو حاليا مفتوح جزئيا فقط للسياحة، ولكنه يوفر فرصة رائعة وواعدة في المستقبل لإعطاء نظرة عامة شاملة على جميع فترات الثقافة المصرية، من عصور ما قبل التاريخ والعصور الفرعونية واليونانيين والرومان والمسيحية والهندسة المعمارية الإسلامية حتى الثقافة النوبية، كما يمكن ربط مناطق الجذب بالمراكز السياحية الموجودة بالفعل في أسوان الشرقية وجزيرة إليفانتين.
ويبلغ طول الموقع حوالي 5 كم على طول نهر النيل، ويغطي بعض الجبال والوادي، والتي تعرف باسم المنطقة المحيطة ب "ضريح آغا خان"، وهي أديرة "سانت" التي لا تزال نشطة، و سمعان" (دير القديس أنبة)، "قبة الهوا" و"قبة الهوا-الشمال" والجبال المجاورة مع المنحوتات الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
وأكد بيرجر أن المشروع ذو أهمية كبيرة، لأن الضفة الغربية لا تستفيد دائما من التدفق السياحي في منطقة أسوان، ويهدف المشروع أيضا إلى بدء تعاون وثيق مع المجتمع النوبي لزيادة تعزيز الوعي بالتراث الثقافي للمنطقة وإدراج أسوان الغربية كجزء من الطريق السياحي الرئيسي.
جدير بالذكرأن معظم الأعمال الأثرية في المنطقة منذ زمن نابليون، نفذتها البعثات الأوروبية المصرية، ولا يزال هذا هو الحال، وعلماء الآثار الأوروبيون الرائدون حاليا هم الفريق الإسباني في قبة الهوا من جامعة جيان (البروفيسور الدكتور. أليخاندرو خيمينيز سيرانو) والفريق المصري الألماني في قبة الهوا (شمال) من المتحف المصري في برلين (البروفيسور الدكتور. فريدريك سيفريد)، تليها بعثات ألمانية وإيطالية وبريطانية أخرى وكذلك مصرية.
ويتم تمويل جميع البعثات بشكل رئيسي لأبحاثها العلمية من قبل مؤسسات البحوث الحكومية ونتائجها رائعة في كل جانب، بالإضافة إلى ذلك، تساهم كل مجموعة قدر الإمكان في تحسين إدارة الموقع، مثل على سبيل المثال الفريق الإسباني، الذي بنى، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، مبنى إداريا لتحسين الخدمات للسياح في الموقع: مكتب المفتشين ومكتب الشرطة ومكتب التذاكر، وجهود البعثة الألمانية للحصول على إذن لحماية جدار البناء الجاف للأثار حول قبة الهوى الشمالية، ومن ناحية أخرى، ينبغي تصميم إدارة الموقع للمنطقة بأكملها في خطة رئيسية واحدة شاملة ومستدامة مع جميع البعثات لإظهار وإظهار أفضل الممارسات للتعامل مع موقع أثري.
من جانبه قال توبياس كراوس نائب رئيس بعثة سفارة المانيا في مصر، إن مشروع قبة الهوا هو مثال رائع للشراكة بين مصر وألمانيا والاتحاد الأوروبى ووزارة السياحة والاثار مع محافظة أسوان ، لأنه سيحدث تغيير في عدد من المؤسسات والأفراد المرتبطين بعمل الآثار.
وأوضح كراوس، أن المشروع يمثل استغلال للإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها أسوان، سواء كانت المواقع الأثرية، أو العنصر البشرى، لذلك ستستفيد المجتمعات المدنية أيضًا، بالإضافة إلى حماية التراث الثقافي المصرى، وبناء الطاقة وخلق فرص عمل و الحفاظ على التاريخ المصرى العظيم.
وعبر توبياس عن سعادته باستكمال الشراكة في مجال الحفائر الأثرية والتبادل العلمي الممتد منذ سنوات طويلة، بالإضافة إلى عروض المتاحف، مشيرًا إلى أن العام الماضى استقبلت مصر مليون ونصف سائح ومن المتوقع أن يزداد العدد خلال الفترة المقبلة.
من جانبه قال اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، إن أسوان تدعم الجهود المبذولة من أجل المزيد من الاكتشافات الأثرية التي تساهم في إثراء البحث العلمي والوعى الأثري ووضع المزيد من الاثار المكتشفة على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية.
وأكد محافظ أسوان، على دعم الحكومة والمحافظة، للإدراة التشاركية في مجال الحفائر الاثرية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى والخارجية الألمانية، وعدد من الجامعات الأوروبية ، حيث يأتي توقيع بروتوكول التعاون المشترك كحلقة للعديد من اتفاقيات التعاون المؤكدة على قوة العلاقات المصرية الأوروبية.