دينا الحسيني تكتب: إسرائيل تكذب نفسها.. إعلام تل أبيب ينسف مزاعم قيادته عن تسليح مصر لحماس
الإثنين، 22 أبريل 2024 06:38 م
تذهب إسرائيل دائماً إلى لعبة "الإلهاء" للتغطية على الفشل المتلاحق، فليس من المستغرب أن تستعيد تل أبيب مزاعم تزويد مصر للفصائل الفلسطينية، وخاصة حماس، بالسلاح عبر الأنفاق من سيناء، فهي الحيلة التي لجأت إليها حكومة نتنياهو لاحتواء غضب الشارع الإسرائيلي الذي حمل جيش الاحتلال الفشل الاستخباراتي والعسكري في إدارة الحرب على قطاع غزة، والتسبب في احتجاز العديد من الرهائن الإسرائيلية.
مصر التي تحاول إسرائيل اليوم الزج باسمها في إمداد حماس بالسلاح، هي التي أعلنت الحرب على الإرهاب بمفردها نيابة عن العالم بعد 30 يونيو 2013، وخاضت حربا شرسة في سيناء بالعملية الشاملة وغيرها من الحملات التي شنتها القوات المسلحة المصرية على معاقل الإرهاب ومستودعات الأسلحة والمتفجرات، والأنفاق التي أغلقتها مصر والتي كانت تستخدم كممرات لتجارة الأسلحة والمخدرات والجريمة المنظمة بكافة أنواعها، في وقت تكالبت فيه دول إقليمية عديدة ومن بينها إسرائيل على الدولة المصرية، بعد أن ساعدوا في تقوية شوكة الإرهابين تارة بالسلاح وتارة بإمدادهم بالمعلومات الاستخباراتية.
تحملت مصر تكلفة مكافحة الإرهاب في سيناء وعلى الحدود مع غزة باستشهاد رجال القوات المسلحة والشرطة، خلال المواجهات التي جرت مع العناصر الإرهابية وتجار السلاح، بالإضافة إلى التكلفة المالية. إن مصر، التي تجاهلت إسرائيل جهودها عمداً على المستوى الدبلوماسي، واتهمتها وطعنت فيها، تسعى إلى وقف نزيف الحرب في غزة من خلال الدعوة إلى السلام، والجلوس على طاولة المفاوضات، واحترام القرارات الدولية التي لطالما تجاهلتها إسرائيل، وأصرت على سياستها الاستفزازية تجاه الشعب الفلسطيني و العالم العربي، ورغم ذلك لم تدخر مصر جهدا للتوسط بدافع إنساني في إطلاق سراح الرهائن المدنيين المحتجزين، وقدمت الخدمة الطبية للحالات الحرجة منهم قبل تسليمهم ، وهو ما دفع عديد من دول العالم لتوجيه الشكر للقيادة المصرية على مساهمتها في إنقاذ الأرواح.
تقديم الرعاية الطبية لإحدى الرهينات الإسرائيليات
كانت وسائل الإعلام العبرية أول من نسف أكاذيب قادة إسرائيل حول وصول السلاح إلى حماس من داخل الأراضي المصرية، بل ووثقت بالأدلة والبراهين فضائح أعمال الجنود الإسرائيليين المتعلقة بتجارة الأسلحة في تل أبيب، والتي كشفت عدة مرات تعرض معسكرات الجيش الإسرائيلي للسرقة من الجنود وبيعهم المعدات في السوق السوداء.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها وسائل إعلام عبرية عن سرقة معدات عسكرية من المخازن التابعة للجيش وبيعها، فقبل شهرين، أجرى موقع كالكاليست الإسرائيلي تحقيقا مفصلا وثق لجوء جنود الاحتياط إلى بيع معداتهم القتالية بحثا عن المال وإقناع الآخرين بشرائها، واستعرض التقرير عشرات الإعلانات التي نشرها جنود الاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وتلغرام، وموقع Yad2 الإسرائيلي لبيع مختلف أنواع المعدات والأدوات القتالية التابعة للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الخوذات العسكرية ومناظير البنادق، بأسعار منخفضة.
إعلان إسرائيلي عن بيع معدات للجيش على الإنترنت
فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية في نشرة الأخبار المسائية، اعتقال جنديين إسرائيليين من مقاتلي "لواء النحال" حاولا بيع سلاح للجيش الإسرائيلي إلى فلسطيني في الضفة الغربية، عبارة عن بندقية من طراز "Micro-Tavor"تابعة للجيش الإسرائيلي.
בעיצומה של המלחמה: שני לוחמים מחטיבת הנח"ל חשודים בניסיון למכור נשק לשוהה בלתי חוקי פלסטיני. שני הלוחמים נעצרו על ידי מצ"ח והפלסטיני על ידי המשטרה | @ItayBlumental עם הפרסום הראשון#חדשותהערב pic.twitter.com/UpL14BQP6x
— כאן חדשות (@kann_news) February 22, 2024
وفي سبتمبر الماضي، وبعد أن أصبحت سرقة الأسلحة والذخيرة من قواعد ومعسكرات الجيش الإسرائيلي ظاهرة، كشفت الشرطة الإسرائيلية أن العصابات تمكنت من سرقة دبابة ميركافا 2 من معسكر التدريب في جبل الكرمل، كانت تستخدم خلال التدريبات وبعد يومين من الهجوم، عثرت عليها الشرطة في محل خردة في منطقة خليج حيفا.
الدبابة الإسرائيلية المسروقة معروضة في محل خردة
كل هذه الوقائع وغيرها تثبت بلا ريب أن من يسلح حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلحة، هو الجيش الإسرائيلي نفسه، وأن كل الأكاذيب والادعاءات التي دأبت عليها الحكومة اليمينية في إسرائيل محاولة فاشلة لاحتواء الانفلات الأمني الحاصل في الشارع الإسرائيلي و طال قواعد عسكرية كما جرى نهب واسع للمعدات العسكرية، وهو ما يستدعي محاسبة الأطراف المسئولة عن هذا الانفلات وبدلاً من أن تواجه الحكومة الإسرائيلية نفسها بالأخطاء التي ارتكبتها راحت تزج باسم الدولة المصرية بغية الهروب من المسئولية، لكن الجيد في الأمر أننا في وقت لا يستطيع فيه أحد أن يغير الحقيقة، فوسائل الإعلام متواجدة في كل شبر على كوكب الأرض ترصد وتوثق بالصوت والصورة كل حدث، وفي النهاية ستبقى راية مصر خفاقة ترفرف بشموخ مهما بلغت الأكاذيب مبلغها.