مسلسلات خاطبت العقول

عنتر عبداللطيف 

 

وظفت «المتحدة» دراما رمضان 2024 لتنوير العقول وزيادة الوعي، ونجحت في الوصول إلى فئات كثيرة باستخدام أعمال فنية هادفة، كشفت النقاب عما يجري من حولنا من تلاعب باستخدام الدين كما جاء بمسلسل «الحشاشين»، وكيف جند حسن الصباح خلال القرن الحادي عشر المئات ليستخدمهم كأدوات اغتيالات تحت الطلب، بزعم امتلاكه مفتايح الجنة وهو ما تكرر ولا يزال حتى لحظة كتابة هذه السطور من قبل جماعات الإسلام السياسي بمصر وبلداننا العربية!

وناقشت الأعمال الدرامية كذلك قضايا شائكة معاصرة واستعرضت ما حدث لفتاة فلسطينية تدعى «مليحة»، بعدما رحلت عن أرضها مع أحداث انتفاضة عام 2000، إثر تدمير جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلها.

عاشت الفتاة مع جديها في ليبيا ثم تقرر العودة من جديد إلى غزة، ليصطدم حلمها بمعوقات كثيرة، وكأن « مليحة» - الحلم- رمز لكل فلسطيني يأمل في العودة إلى غزة مجددا، بعدما دمر القطاع الاحتلال معظم القطاع الفلسطيني.

وتطرق مسلسل «بابا جه» بشكل كوميدي إلى أزمة أكرم حسني -هشام- بعدما استغنى عنه الفندق الذي يعمل به بسب جائحة كورونا، لتتفجر المواقف الساخرة خلال رحلة بحثه عن عمل ليواجه أعباء الأحياء ويرعى أسرته.

اللافت في دراما رمضان 2024 إنها نجحت في جذب المشاهد إلى شاشات التلفزيون طوال الشهر الفضيل، ليشاهد ربما لأول مرة أعمالا فنية ترتقي بالذوق العام وفي ذات الوقت تتناول قضايا كان يراها البعض نخبوية رغم حضورها القوي وتأثيرها على المشهد السياسي المعاصر.

إهمال ما يجري تجاهنا من مخططات طوال سنوات تسبب في حالة من انفصال المشاهد عن قضايا مصيرية، حان الوقت لعرضها بحياد ومنطق لكشف خيوط «لعبة» ظلت لسنوات داخل أدراج، وعقول ترى أنها تفاصيل لا يجب الجهر بها لما قد تمثله من صدمة أو عدم استيعاب وتحتاج لشرح قد يظل عصيا لى الفهم!

تبسيط ما يجري حولنا واستلهام التاريخ لإنارة الطريق أمام المواطنين، وإيمانا من الدولة بالدور الذي تعلبه الأعمال الدرامية، فقد سبق وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أهمية الإعلام والدراما في التوعية، مؤكدا أن، الدراما والإعلام لهما دور كبير في توعية المواطنين، مشيرا إلى أن مسلسل الاختيار خير دليل على مدى تأثير الدراما ودورها في التوعية، وقال إن الدراما قادرة على ترجمة الواقع بشكل كبير، كما أنها أكثر تأثيرا على الجمهور ووعيه.