مسلسلات الأطفال الرمضانية تعزز الهوية وتحمي عقول الصغار

الأحد، 07 أبريل 2024 12:00 ص
مسلسلات الأطفال الرمضانية تعزز الهوية وتحمي عقول الصغار
ريهام عاطف

- «مغامرات يحيى وكنوز» يتعامل مع الطفل كشخص قادر على الحكم.. «نور والكوكب السعيد» واجه العنف والكراهية وتدمير البيئة.. ونورة تحول إلى منصة تثقيفية
 
بلغة رشيقة وأسلوب بسيط وممتع يحترم العقول بعيدا عن السذاجة والاستخفاف بالعقول، جذبت مسلسلات الرسوم المتحركة، التي قدمتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كهدية لكل الأطفال خلال شهر رمضان، قطاع كبير من الجمهور، في إطار اهتمام المتحدة بفئات الجمهور كافة، وحرصها على الاهتمام بالطفل وعلى تنشئة جيل واعي ومثقف، قادر على مواجهة التحديات والمشكلات التي تواجهه، وفق القيم والمبادئ المصرية الأصلية.
 
تشكل أعمال الرسوم المتحركة «الكارتون» التي جرى تقديمها خلال شهر رمضان، وهي «نوره، وسر المسجد، ونور والكوكب السعيد، ويحيي وكنوز الجزء الثالث»، حائط صد أمام ما يتعرض له الطفل المصري عبر القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت من أعمال تختلف مبادئها وأفكارها عما يجب عليه تنشئته، وهو ما تنبهت اليه الشركة المتحدة، لتقدم مسلسلات «أنيمشن» تعزز الهوية المصرية للأطفال وترفع وعيه وترسخ عاداتنا وأخلاقياتنا الحميدة وذلك بطريقة بسيطة وممتعة في ذات الوقت.

يحيى وكنوز.. نجاحات متواصلة

خلال العامين الماضيين حقق مسلسل الأطفال «مغامرات يحيى وكنوز» نجاح كبير في جزء الأطفال لمشاهدته، وهو ما دفع المتحدة لتقديم الجزء الثالث منه، والذي حمل عنوان «مغامرات يحيى وكنوز- أرض الحكايات» خلال شهر رمضان 2024، من خلال التركيز على ارتباط ومعرفة الجيل الجديد بحضارتهم القديمة ومعرفة الجيل الجديد بالهوية المصرية وسط تحديات كثيرة نواجها خلال السنوات الماضية في محاولة بعض الدول لتقديم أعمال لطمس الهوية المصرية وبث قيم غير أخلاقية في عقول أطفالنا.
 
يسلط مسلسل «مغامرات يحيى وكنوز 3» الضوء بشكل واضح على حرب العقول لسرقة الهوية والتاريخ، عن طريق أعمال درامية في منصات أو مقالات عالمية أو أوراق بحثية تنشر في مؤتمرات ليس لها أي دلائل تاريخية وغير حقيقية. فمن خلال الجزء الثالث من مسلسل الأطفال «يحيي وكنوز» جرى تسليط الضوء علي حكم الملكة كليوباترا، وإيجادتها التحدث بأكثر من لغة مع حرصها علي التحدث بلغتها المصرية القديمة، كما تم الحديث عن مدينة طيبة القديمة والمعروفة حالياً بالأقصر فى جنوب مصر، وصعوبة معرفة أسرار بناء الآثار الفرعونية في مصر القديمة رغم تطور العلم، ومنهم الهرم الأكبر وتوابيت السرابيوم ومعبد أبو سمبل وقناع الملك توت عنخ آمون وغيرهم، وخلال حلقات المسلسل تم الحديث عن معركة عين جالوت التي وقعت في 3 سبتمبر 1260 ميلادية والتي تعد أبرز المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قطز إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول بقيادة كتبغا، كما تم الحديث عن العديد من المعالم الإسلامية منها شارع المعز لدين الله الفاطمي، وتاريخ جامع الاقمر.
 
وجاءت أحداث الجزء الثاني من المسلسل في إطار من التشويق من خلال مغامرات يحيى وكنوز، وعصام وسينو مع ظهور عدد من الشخصيات الدرامية الجديدة في هذا الموسم أبرزهم شخصية الدكتور عجيب، والذي يجسد دوره الممثل محمد ثروت، وهي شخصية مؤثرة في الأحداث الدرامية تحاول خداع يحيى ورفاقه في بداية الأحداث وتستمر المطاردات بينه وبين يحيى في العالم الحديث، والقديم طول الحلقات.
 
ويعد العمل أول مسلسل أطفال مترجم لغة إشارة، ويقدم بأصوات عدد من النجوم، من بينهم الفنان عصام السقا، الطفل إياد، الطفلة بثينة، ريهام عبد الغفور، ليلى عز العرب، قصواء الخليلي، ياسر الطوبجي، الفنانة ريهام عبد الغفور هي من الشخصيات الجديدة التي انضمت لأبطال مسلسل يحيي وكنوز 3، من خلال شخصية «نونيا» وهي شخصية جديدة في المسلسل، والتي أكد صنّاعه أنها ستكون مفاجأة الموسم الثالث منه، ولم تقدم بهذا الشكل في أي عمل درامي أو إنيمشن من قبل.
 
الكاتب محمد عدلي، مؤلف كرتون «يحيي وكنوز»، أكد أن فكرة التبسيط المخل في مسلسلات الكرتون لم تعد مناسبة لطفل في هذا العصر، لأنه هو معرض لاختيارات كثيرة والسوشيال ميديا جعل مداركه أكبر وأوسع، قائلا: «الطفل اللي أمامي شخص ذكي ويحكم على المحتوى»، مضيفا أن الطفل المصري لديه القدرة الآن على الوصول لبدائل أخرى والطفل المصري بات مدركا للمعلومات المقدمة له وكرتون «يحيى وكنوز» بعيد عن التبسيط المخل، لافتا إلى أنهم يعملون على مدار على الكرتون لتقديم معلومة داخل إطار درامي مشوق.
 
وتابع: «أثناء التحضير للكرتون حرصنا على التعامل مع الطفل المصري كشخص قادر على الحكم والتحضير استغرق عملا على مدار شهور»، مشيرا إلى أن الموسم الثالث من الكرتون يتطرق إلى الهوية المصرية ويرد على مزاعم تزييف وسرقة التاريخ وصناع الكرتون يعتبرون الطفل المشاهد أمانة ويجب تقديم محتوى يليق به.
 
وكشف مخرج العمل محمد عيد عن الصعوبات التي واجهته أثناء العمل على مواسم يحيى وكنوز، قائلا إن أبرزها ما يخص استقطاب الجيل الصغير ليشاهد منتجا مصريا، فكانت الصعوبة في خلق ثقافة تجذب الطفل، متابعا: «الصعوبة أيضا في عدم تقديم رسوم متحركة بألوان زاهية لجذب الانتباه دون قصة، بل أن يكون المحتوى قويا، والفضل للشركة المتحدة التي تبنت الفكرة، مضيفا: «هدفي الأكبر من العمل إن كل طفل يشوف نفسه في شخصيات يحيى وكنوز، ويحس إن هما ممكن فعلا يكونوا أصحابه، ويتعامل معاهم كقدوة يحتذى بها، ولو وصلنا لكده يبقى نجحنا جدا، ووقتها الطفل هيحس بشخصيته وبلده وهويته المصرية ويدافع عن وطنه وتاريخه».
 
نور والكوكب السعيد.. حماية الكوكب من الدمار
 
ولمواجهة العنف والكراهية والصراعات وتدمير البيئة تم تقديم مسلسل الأطفال «نور والكوكب السعيد» وهو إنتاج مشترك بين الأزهر الشريف وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، بالتعاون مع مجلة نور الصادرة من المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، ويتكون المسلسل من 30 حلقة، كل 3 حلقات منه تروي حكاية مستقلة.
 
وتهدف حلقات المسلسل إلى التوعية بالقضايا المختلفة، وإثارة خيال الطفل، وتشكيل وعيه بالقيم الإنسانية والحضارية التي يجب أن يتحلى بها؛ وتتلخص فكرة المسلسل في الدعوة إلى عالم جديد خالٍ من العنف والكراهية، والصراعات، وتدمير البيئة، ويسوده التسامح والإخاء وقبول الآخر، كما يسعى المسلسل إلى إيجاد عالم يرتقي بالذوق العام، وبالفن الراقي الذي يمحو القبح والإسفاف من حياتنا، ويتعامل فيه البشر بالرحمة تجاه كل الكائنات على كوكب الأرض، وبالوعي الكافي للحفاظ على الكوكب نفسه من الدمار، والتلوث، والتصحر.
 
ويؤكد المسلسل على التسامح والإخاء وقبول الآخر، ويهدف إلى إثارة خيال الطفل، وتشكيل وعيه بالقيم الإنسانية والحضارية، التي يجب أن يتحلى بها، عبر الدعوة إلى عالم جديد خالٍ من العنف والكراهية والصراعات وتدمير البيئة والحفاظ على الكوكب من الدمار والتلوث والتصحر، ويسوده التسامح والإخاء وقبول الآخر.
 
وتعاون أبطال المسلسل بقيادة الطفل «نور» و«شقيقته زهرة»، والكائن الفضائي من كوكب السعادة «فرحة» في مهمة لإنقاذ كوكب الأرض من الطاقة السلبية المنبعثة منه، والتي يتضح أنها تنتج عن المخاطر التي يتعرض لها الكوكب، والتي أصابته بكوارث كما أصابت الكثير من سكانه بالتعاسة، وخاصة الأطفال، وذلك من خلال مغامرات مشوقة ينجح أبطالها في عمليات إنقاذ متعددة، وذلك من خلال 10 حكايات يشتمل عليها المسلسل، وهي «حملة تبرعات، الصيد الجائر، تلوث الشواطئ، حرائق الغابات، استخدام الأطفال في الحروب، الهجرة غير الشرعية، مخاطر الألعاب الإلكترونية، مخاطر الحروب، خطف الأطفال، الأغاني العشوائية».

نورة.. منصة تثقيفية بأسلوب مشوق ومبتكر
 
ويأتي مسلسل «نورة» ليكون منصة تثقيفية تقدم بأسلوب مشوق ومبتكر سهلا لمفهوم تحقيق الأهداف، ويركز على توعية الأطفال في تحديد أهدافهم والعمل لتحقيقها بهدف بناء مستقبلهم في سعادة وإيجابية، وهو المسلسل الذي يتناسب لكافة الأعمار وليس للأطفال فقط.
 
ويناقش مسلسل «نورة» جزء مهم يستفيد منه الصغار والكبار من خلال التربية السليمة وهي أهم مشاكل التربية التي تواجه الآباء والأبناء، وكيفية مساعدتهم في تحديد أفكارهم وتحقيق حلمهم مهما كان مستحيل.

سر المسجد.. مشكلات التنمر في إطار ديني

وفي إطار ديني تدور أحداث مسلسل «سر المسجد» حول التربية الدينية للأطفال وسر تعلقهم بالمسجد وحل المشكلات في إطار ديني ومن بينها مشكلة التنمر، وهو ما كنا نفتقده أيضا وسط زحام التطور التكنولوجي الذي احتل عقول أطفالنا ليحصلوا على معلومات وسلوكيات لا تمت للدين بصلة عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق