جودر.. رحلة في عوالم ألف ليلة وليلة المليئة بالقصص والحكايات

السبت، 06 أبريل 2024 11:00 م
جودر.. رحلة في عوالم ألف ليلة وليلة المليئة بالقصص والحكايات
منال عبد اللطيف

 
فرض مسلسل «جودر» نفسه على قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة خلال النصف الثاني من موسم دراما رمضان، بأحداث مشوقة وحبكة درامية أثرت القلوب، وجعلت المشاهد يشعر وكأنه جزء من العمل الفني، وقدم قصة «ألف ليلة وليلة» التاريخية بطريقة مبتكرة ومبهرة، جعلت الأحداث مليئة بالإثارة والتشويق في كل لحظة، وخطفت معها المشاهد أنظار المتابعين، ودفعت بالمسلسل لتصدر محركات البحث أكثر من مرة.
 
يجسد الفنان ياسر جلال دور البطولة في هذا العمل «الفانتازي»، ويلعب شخصيتين مختلفتين هما «شهريار وجودر»، فيما تدور أحداث المسلسل حول «جودر»، صياد بسيط هو الابن الأصغر لعائلة تضم أشقاء آخرين هم سليم وسالم، وتتعقد حياة «جودر» بشكل غريب عندما يصبح المفتاح الوحيد للوصول إلى كنوز الحكيم شمردل الأربعة، التي يسعى العدو شمعون للاستيلاء عليها.
 
شهدت حلقات «جودر» قصص مشوقة من عوالم ألف ليلة وليلة المليئة بالكثير من الحكايات التي ترويها شهرزاد للملك شهريار، قصص جعلت المشاهد يتخيل هذا العالم بتفاصيله المبهرة، ويحلم بأن يكون جزء منها، حتى وإن كانت هذه التفاصيل مخيفة وبها الكثير من الألغاز، لكن الاهتمام بتفاصيل العمل والملابس، منح المسلسل شكلا مختلفا وجودة لا تضاهيها أي جودة.
 
وتحكي أسماء الدرديري، مصممة الحلي والإكسسوارات في مسلسل جودر، إنها جرى اختيارها عن طريق أعمالها السابقة في تصميم الإكسسوارات التي تميزت بالطابع الفرعوني والتراثي والتاريخي، إذ بدأت في صنع الحلي واحترافه كمهنة منذ أن صنعت من منزلها ورشة، ومع مرور الوقت كان لها حضور مميز من خلال هذه التصميمات في احتفالات طريق الكباش، ويعكس «تاج شواهي» تأثير الفن الفرعوني والتراثي والتاريخي، الذي كان أحد العوامل التي دعمت التصميمات وكأن من ترتديها جاءت من زمن بعيد أو أتت من قصة خيالية.
 
تقول «الدرديري»، إن تنفيذ الإكسسوارات الرئيسية والـ master Headpieces لشخصية شواهي «ملكة الشمعيين»، تصاميمها مستوحاة من الخيال للتعبير عن الشر والجمال والعظمة التي تصل حد الغرور في وقت واحد، وذلك من خلال الخطوط البارزة والحادة واستخدام فكرة القرنين في التاج الرئيسي لها لإثارة وجذب الانتباه كجزء تخيلي وعنصر أساسي في شكل الجن أو الشيطان، وأضافت أن التاج الآخر فيه تخيل من شكل النار حيث المثلثات البارزة المرتفعة والملمس المتعرج.
 
وعن الخامات، تشير مصممة حلي وإكسسوارات «جودر»، إلى أن النحاس والفضة والذهب بجانب الأحجار الكريمة هم أساس صناعة الحلى، موضحة أنها قامت أيضا بتنفيذ إكسسوارات شخصية داهش الجني ورتبة الجنية وأبو عبد الله المذهب، ضمن نفس الإطار في المسلسل، ولم يتوقف الأمر عند تصميم التيجان ولكنها قامت بتصميم الحلقان والأساور أيضا.
 
ومع تصاعد أحداث المسلسل وتحول حياة «جودر» من صياد بسيط إلى أحد أغنى أغنياء الدولة، تفاعل جمهور السوشيال ميديا مع المسلسل بشكل واسع، ودرات أغلب النقاشات حول القدرة الفنية المذهلة للفنان ياسر جلال، على تجسيد شخصيتين مختلفتين بنجاح، وكانت المفاجأة هي تصدر الفنانة نادية شكري، محركات بحث جوجل، وذلك بعد ظهورها خلال الحلقة الخامسة، بعد أن ظهرت يدور سيدة عجوز، تحاول انقاذ ابنتها من البيع في سوق النخاسة.
 
وعلقت الفنانة نادية شكري، على الإشادة الكبيرة بدورها في المسلسل، وتصدرها محركات البحث، وكتبت نادية شكري تقول عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك: «صباح الخير على كل حبايبي، مش عارفة اعبر عن فرحتي، إني أعمل دور ضيفة شرف فيعمل كل الضجة دي فهو طبطبة من عند ربنا أن يكون لي النصيب في اشتراكي في عمل يكتب له نجاح كبير مع مخرج رائعا لأستاذ إسلام خيري ومع نجم مثل الفنان ياسر جلال ومع طاقم من المبدعين. وأضافت: «هدية من ربنا كمان أنه يجعل حبكم لي يكون السبب الرئيسي في هذه الضجة ولولا حبكم لي ما كنت أصبحت تريند، فعلا اللي يحبه ربنا يحبب خلقه فيه، ربنا ما يحرمنيش من حبكم».
 
أكثر ما يميز جودر وفي الوقت نفسه يزيد من الضغوط على صناع العمل، كونه يأتي بعد غياب سنوات لتلك النوعية من الأعمال التي تنتمي لعالم الخيال، في وقت تطورت فيه التكنولوجيا بشكل رهيب جعل من المنافسة شديدة على مستوى الإبهار، خاصة تلك الأعمال التي تقدمها كبرى استوديوهات العالم، وربما يفسر هذا التكاليف الإنتاجية الضخمة لهذا العمل، كما يقول ياسر جلال الذي أكد أن المسلسل إنتاج ضخم، وجميع العاملين في المسلسل ضحوا تضحيات رهيبة لتقديم العمل، سواء على مستوى الديكور أو الستايلست والإكسسوار أو مدير التصوير والموسيقى، مؤكدا أن الجميع «بذلوا مجهودا مضاعفا ليخرج على أكمل وجه، والشركة المنتجة لم تقصر».
 
ياسر جلال، أشار إلى أنه دائما ما يبحث عن الاختلاف ويقدم أدوارا متنوعة، مؤكدا أن مسلسل «جودر» مناسب جدا لأن الدور جديد ومختلف تماما، والأعمال التي تنتمي لنوعية الحواديت مثل ألف ليلة وليلة غابت عن الشاشة منذ فترة، متابعا: «فرصة نقدمها للأجيال الجديدة، لأن هناك الكثير لا يعرف شيئا عن شهريار وشهرزاد، يعرفوهما اسما لكن لا يعرفون عنهما الكثير، وأنور عبد المغيث كاتب خبرة كبيرة وقدم سيناريو غاية في الجمال».
 
يأتي هذا في وقت نالت فيه النجمة ياسمين رئيس، إشادات بدورها الذي تقدمه في المسلس، إذ تقدم شخصية شهرزاد، وأشاد المغردون بطريقة تمثيلها وأدائها المقنع الذي يصل لهم بكل سهولة وبساطة ودون افتعال وملامحها مناسبة لدور شهرزاد، كما أشاد المغردون بمجهود الأبطال وأدائهم وطريقة تمثيلهم، ومن بين التعليقات: «بالتوفيق دائمًا من نجاح لنجاح ملامحك كلها وجميلة ما شاء الله، أبدعتي الدور يجنن ولايق عليك، قمر يا شهرزاد، إيه الحلاوة والجمال شهرزاد فعلاً، وطريقة كلامك خطيرة في الحكاية».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق