مصر سفينة السلام وإنقاذ فلسطين.. مارست الضغوط على إسرائيل وفضحتها أمام العالم وحركت قوتها الدبلوماسية لإيصال المساعدات
الخميس، 04 أبريل 2024 01:37 م
سمة ميزت الدبلوماسية المصرية على مختلف العصور، وهى صنع السلام والاستقرار فى العالم، فعلى مستوى القضية الفلسطينية على مدار عقود، نجحت القاهرة فى لعب دور محوري فى تهدئة الصراع العربي- الإسرائيلى، ولا تزال حتى كتابة هذه السطور تقود جهودا دبلوماسية حثيثة لحقن دماء الفلسطينيين الذين راح ضحيتهم أكثر من 30 ألف شهيد خلال عدوان السابع من أكتوبر.
دور القاهرة الريادى اتخذ مسارات عديدة، من بينها المسار الإنسانى المعهود للقاهرة على مدار الحروب الاسرائيلية الست على قطاع غزة، وخلال عدوان السابع من أكتوبر، انخرطت القاهرة فى محادثات مكثفة مع كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والجانب الفلسطيني، أفضت إلى انتزاع اتفاق لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورغم العراقيل الإسرائيلية نجحت تلك التحركات الدبلوماسية المصرية، فى إعادة فتح المعبر من الجانب الفلسطينى وتم إدخال عددا من شاحنات المساعدات إلى غزة، ونقل مصابين من الحالات الحرجة بينهم أطفال ثم السماح للرعايا الأجانب ومزدوجى الجنسية من العبور، ولا تزال حتى اليوم تعبر شاحنات المساعدات وتستقبل الحالات الحرجة وبينهم أطفال، فضلا عن استقبال عدد من الأطفال الخدج حديثي الولادة وانقاذهم من موت محقق، بعد حصار المستشفيات وقطع كل سبل الحياة عنها من مياه وكهرباء.
وكشف مصدر مطلع أن حجم المساعدات المصرية لقطاع غزة منذ بدء العدوان بلغت 10.868ألف طن أدوية ومستلزمات طبية، 10.235 ألف طن وقود، 129.329 الف طن مواد غذائية؟، 26.364 ألف طن مياه، كما تم إدخال 123 سيارة إسعاف، 43.073 الف طن من الخيام والملابس.
كما أعلن المصدر أن حجم المصابين والأفراد الذى تم استقبالهم في مصر منذ بداية العدوان على قطاع غزة وصل إلى 3706 مصابين، 6071 مرافقا وحالات إنسانية، 64607 فلسطينيين من مزدوجى الجنسية، 6231 مصريين، كما تم استقبال 582 رحلة جوية بمساعدات من دول العالم.
ومن أجل تفادى العراقيل الإسرائيلية فى ادخال المساعدات وايصالها للأشقاء الفلسطينيين، استحدثت القوات المسلحة المصرية الباسلة عمليات اسقاط مساعدات ومواد اغاثية جوا، وذلك وتنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلح ، حيث أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة أوامرها بتجهيز طائرات نقل عسكرية محملة بأطنان من المواد الغذائية والاحتياجات الإنسانية العاجلة للتخفيف من المعاناة التى يعيشها سكان قطاع غزة، حيث نُفذت أعمال الإسقاط الجوى للمساعدات بمناطق متفرقة بشمال القطاع، وتواصل مصر جهودها لضمان إنفاذ المساعدات الإنسانية العاجلة لتلبى الاحتياجات الأساسية لأبناء الشعب الفلسطينى.
وعلى المسار السياسى، لعبت مصر دورا محوريا فى اقرار هدنة وتبادل أسري منذ بدء عدوان السابع من أكتوبر، ولا تزال تسعى لانهاء الحرب، وتهدف القاهرة وقف اطلاق نار إنساني لحماية المدنيين، وتحقيق انجاز في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على غرار اتفاق نوفمبر 2023 بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية، والتي نجحت فى إدخال عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود إلى قطاع غزة، إضافة لإفراج الفصائل الفلسطينية عن 50 من النساء والأطفال المحتجزين في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من النساء والأطفال المحتجزين بسجونها، وحظيت بإشادة العالم فى مقدمتها الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى ثمن وقتها الدور المحوري الذي تقوم به مصر وجهودها الإيجابية على جميع المسارات ذات الصلة بالأزمة الحالية، والذى أكد علىً تقدير الولايات المتحدة للمواقف المصرية الداعمة للاستقرار في المنطقة.
ومنذ بدء الأزمة، أعلنت القاهرة رؤية شاملة لوقف الصراع العربى – الإسرائيلى، المتمثلة فى خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور، تبدأ بالتدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، ثم التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال "حل الدولتين"، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى، مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".
الدعم المصرى للقضية الفلسطينية، امتد للدعم القانونى، حيث واجهت مصر الاحتلال بجرائمه فى ساحات القضاء، و قدمت فى فبراير الماضى، مرافعة تاريخية، أمام محكمة العدل الدولية، حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، حيث شارك القاهرة فى الرأى الاستشارى الذى طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وفتحت السجل الدموى للإحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 75 عاما، فى مواجهة سيسطرها التاريخ بأحرف من نور للقيادة المصرية، تضاف لرصيد الدبلوماسية المصرية، والدور المصرى المعهود تجاه القضية الفلسطينية على مدار تاريخ الصراع العربي – الإسرائيلي.. ولاتزال تبذل الجهود لحقن دماء الأشقاء.