مقدمة الحلقة أشارت أيضا إلى فصل غزة والضفة الغربية عن مدينة القدس الشريف، ودمار الاقتصاد في القطاع بسبب التضيقات الإسرائيلية، وكذلك فشل قمة كامب ديفيد عام 2000، بين ياسر عرفات ويهود بارك، نتيجة الخلاف حول قضية القدس رغم تسوية بقية قضايا الحل الدائم.
وكشفت الحلقة الثامنة من مسلسل مليحة عن الشرارة التي أشعلها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، من محاولة السيطرة على القدس الشريف، وزيارته للمسجد الأقصى، وحفر نفق قرب الحرم الأقصى لمحاولة هدمه، ووضع الهيكل المزعوم، مما أدى إلى تفجير مظاهرات في كل مكان، واستخدام إسرائيل الرصاص الحي ضد المحتجين وقتل الطفل الأعزل الشهيد محمد الدرة، في حضن والده الذي كان يحاول حمايته من رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد لا ينسى.
الشرارة التي أشعلها شارون، أدى إلى رد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، من تنفيذ عمليات انتحارية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية التي تطلق الرصاص على الفلسطينيين، الأمر الذي زاد من العنف واستخدام الطيران الإسرائيلي للصواريخ التي قتلت 6600 شخصا إثر الاشتباكات المسلحة، فضلا عن الخلافات بين حركتي فتح وحماس، حيث كانت ترى الأخيرة أن المقاومة المسلحة هي الطريقة الوحيدة لتحرير الأراضي من الاحتلال، ورفضت أن تسير في التحركات الدبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية، مما أدى إلى نجاحها في القبول الشعبي.
وقد استغلت إسرائيل تلك الانقسامات وسمحت لحركة حماس بالعمل، الأمر الذي جعل "تل أبيب" باحتلال المناطق التي منعتها اتفاقية أسلوا الانسحاب منها، كما فرضت حصارها على ياسر عرفات، حتى سقط في المرض ووفاته في باريس، وكذلك قتل الشيخ أحمد ياسين مؤسسة حركة حماس أثناء صلاة الفجر في قطاع غزة.
ولكل ما سبق من أحداث فشلت طريق السلام التي سعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل، وفشل الكفاح المسلحة لحركة حماس، والخاسر الأكبر هو فلسطين.