«المتحدة» تعيد سلاح القوى الناعمة المصرية: حافظت على الهوية الوطنية.. وحمت عقول المصريين

الأحد، 31 مارس 2024 02:00 ص
«المتحدة» تعيد سلاح القوى الناعمة المصرية: حافظت على الهوية الوطنية.. وحمت عقول المصريين
السعيد حامد

- الشركة حافظت على الهوية الوطنية وحمت عقول المصريين من التطرف وأعادت للفن المصري بريقه

- قنوات المتحدة ضيف دائم على مائدة الأسر في رمضان.. وإشادات سياسية وحزبية بدورها في حماية نسيج المجتمع 
 
على مدار سنوات، ظلت الدول الكبيرة- عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية- تبحث عن أفضل وسيلة لاستعادة مكانتها ودورها على الساحة الدولية، دون اللجوء إلى استخدام الأسلحة والصواريخ والمقاتلات الحربية، وكانت الخطة هي انتهاج نمط جديد من أنماط القوى لا يعتمد في الأساس على «البارود»، ولا يكبد الخسائر في الأرواح والموارد، ويكون أكثر فاعلية من طاولات المفاوضات، ليدرك المفكرون وتدرك أيضا مراكز الأبحاث، ما للثقافة والفنون من تأثير على الشعوب، وسط ثورات تكنولوجية، جعلت من العالم قرية صغيرة، وقلصت إلى حد كبير من الفوارق الفكرية والثقافية بين سكان العالم، وهنا كان لزاما وفرض عين على الدولة المصرية أن تستعيد سلاحها القديم الفعال الذي خارت قواه جراء الفوضى والاضطرابات السياسية، فكان بالأخير قرار إنشاء المتحدة للخدمات الإعلامية.
 
دور غير عادي تضطلع به الشركة «المتحدة»، في حلحلة مشكلات وقضايا المجتمع المصري الشائكة، منذ اللحظة الأولى لولادة هذا الصرح الكبير والعملاق، فلم تكتف «المتحدة» بإنهاء الفوضى الإعلامية التي سادت البلاد عقب أحداث 25 يناير وحسب، بل أعادت تنظيم سوق الفن والدراما والثقافة للحفاظ على الهوية المصرية والنسيج الاجتماعي من الانهيار والدمار، لتكتمل بذلك عناصر القوى الناعمة، وتستعيد تلك القوى عافيتها في وقت وجيز، وتفرد جناحيها من جديد ليمتد كما السابق من المحيط إلى الخليج، ولعل الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، خير مثال على القوة الضاربة لتأثير الفن المصري على الوطن العربي كله.
 
ومنذ أن تحول الإعلام التقليدي إلى الإعلام الرقمي، صارت مهمة الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية، مهمة صعبة ومحفوفة المخاطر، فثمة هويات لقيطة ومستوردة تستعد للإجهاز على المجتمع، الذي أصاب نسيجه الإعياء والتعب، بعد سنوات طوال من التعرض لغسيل فكري وهابي إخواني راديكالي، يهدف لسلخ المصريين عن هويتهم الوطنية الأصيلة، الضاربة في أعماق التاريخ منذ بزوغ فجر الحضارة، وتحريضهم لهدم ورفض كل المؤسسات الفكرية والثقافية التي ظلت تعاني الأمرين، وربما ظهر جليا في حديث الدكتور عبدالهادي القصبي، شيخ الطرق الصوفية، خلال استضافته في برنامج «مملكة الدراويش»، بعد أن وجه «عظيم الشكر» إلى الشركة المتحدة التي تستعيد الهوية المصرية، وتبين الحقائق وتنتصر للوعي المثقفين والمتابعين والمشاهدين.
 
ما قاله «القصبي»، اختصر به كثير من كلمات سياسيين ونقاد وحزبيين وجمهور عادي بشأن الدور الذي تضطلع به الشركة المتحدة، سواء من خلال الدراما الرمضانية أو البرامج، التي استحوذت على أعلى نسب مشاهدة من الجمهور المصري والعربي، كونها قدمت كل ما يحتاجه المشاهد، بالإضافة جرعة التنوير التي قدمتها الشركة، علاوة على فتح الباب أمام أكبر عدد من شركات الإنتاج لتكون شريكة معها في موسم رمضان الدرامي، الذي شهد تنوعا دراميا كبيرا، لتتحول بالأخير قنوات «المتحدة» إلى ضيف دائم على مائدة الأسر بداية من الإفطار وصولاً إلى السحور.
 
وأكد الناقد الفني خالد محمود، بدوره، أن الشركة المتحدة تقدم دراما في رمضان متنوعة وأسلوب راقي، واستطاعت أن تضع الدراما المصرية في مكان كبير ويبرز عدد من الأبطال بأكبر كم من القضايا والموضوعات. كما أشاد المخرج الكبير مجدي أبو عميرة، بمجهود الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في إنتاج دراما رمضان 2024، قائلا: «يحسب للشركة المتحدة هذا التنوع وأهمها مسلسل الحشاشين، والثراء الإنتاجي، وهناك سلسلة دراما اجتماعية وكوميدية، ونشكر الشركة المتحدة على هذا التوجه والثراء في التنوع».
 
يبرز الدور المحوري الوطني الذي تقوم به الشركة المتحدة، في دعم الدولة المصرية، عبر نشر الوعي وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع المصري، أو كما وصف الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ، الشركة المتحدة بأنها قوى ناعمة حقيقية لمصر؛ نظرًا لتنوع محتواها الإعلامي وحرصها على تقديم برامج هادفة تُساهم في بناء وعي جماهيري راشد، مؤكدا أنها- أي الشركة المتحدة- تُقدم محتوى دراميًا ووثائقيًا وبرامجيًا يُسلط الضوء على مختلف القضايا التي تهم المجتمع المصري، مع الحرص على معالجتها بأسلوب موضوعي وهادف.
 
نقيب الإعلاميين أكد أيضا أن الشركة المتحدة تُولي اهتمامًا كبيرًا بالبرامج التي تُعزز الهوية الوطنية المصرية وتُرسخ القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس الأجيال الجديدة، مشددا على ضرورة دعم جهود الشركة المتحدة في نشر الوعي وتعزيز القوى الناعمة المصرية، وأن ذلك يُعد مسؤولية جميع أفراد المجتمع، لتعكس تلك التصريحات بالأخير حقيقة الدور المجتمعي والتنموي الكبير الذي تلعبه الشركة المتحدة تجاه المجتمع المصري.
 
الإشادات بدور الشركة المتحدة لم تتوقف عند نقيب الإعلامين، إذ أكد الدكتور محمد عمارة، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب، بدوره في مقال له تحت عنوان «من القلب شكرًا للمتحدة»، إن شركة المتحدة للخدمات الإعلامية قدمت أهم وسائل تشكيل الوعي في العصر الحديث، مشيرا إلى أنه عقب عام 2011 والكذب بما يسمى الربيع العربي انهارت بعض القيم ودخلت على الشاشات المصرية واستطاع البعض التسلل والإفساد ونشر الأعمال التي لا ترقى مع الذوق العام.
 
«عمارة» أوضح أيضا إلى أنه من هنا جاءت شركة المتحدة باستراتيجية محددة من أهداف وهي تحسين الذوق العام وتشكيل الوعي الأسري، ويعتبر السباق الدرامي هذا العام شرسًا ومع ذلك حافظت المتحدة على القيم الأسرية والمجتمعية، وقدمت مردودًا إيجابيًا للغاية عن الفن كقوى ناعمة له رسالة سامية، كما أنها قدمت محتوى دراميًا يتناسب مع الشارع المصري، ولا يخدش حياء الأسرة المصرية، وينحاز للهوية الوطنية.
 
ويبدو أن المسئولية الكبيرة التي باتت الآن على عاتق الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ستزداد يوما تلو الآخر، خاصة وأن الآمال في استعادة القوى الناعمة المصرية لدورها الفعال والقوي، أصبحت معلقة على أكتاف الشركة المتحدة، وهو ما يعني أن القادم سيكون أصعب وأن التحدي الآن أمام القائمين على الشركة، هو مواصلة هذا الدور الوطني الكبير بنفس الكفاءة والفعالية واليسر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق