أم العواجز تسخط «داعش».. التنظيم الإرهابي يقتل أبرياء «السيدة زينب».. توعد بالمزيد من العمليات الانتقامية بسوريا والعراق بعد تشديد الخناق عليه.. والمجتمع الدولي يسابق الزمن لإنجاز مفاوضات جنيف
الأحد، 31 يناير 2016 09:08 م
أسفرت ثلاثة تفجيرات أعلن تنظيم داعش المتطرف المسؤولية عنها عن مقتل 45 شخصا على الأقل بالقرب من العاصمة السورية دمشق اليوم الأحد، ما يلقي بظلال على بداية هشة بالفعل لما يراد لها أن تكون محادثات سلام غير مباشرة بشأن سوريا.
وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن الانفجارات وقعت في ضاحية السيدة زينب التي تقطنها أغلبية شيعية في العاصمة السورية، وأسفرت عن جرح أكثر من 100 شخص. وقالت سانا إن المهاجمين فجروا سيارة ملغومة في محطة للحافلات وفجر انتحاريان المزيد من المتفجرات عندما هرع رجال الإنقاذ إلى المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (وهو جماعة معارضة مقرها لندن تراقب طرفي النزاع من خلال شبكة من الناشطين داخل سوريا) إن 63 شخصا على الأقل قتلوا في التفجيرات بينهم 25 مقاتلا شيعيا مواليا للحكومة، ومن بين قتلى المقاتلين سوريون وأجانب.
ضاحية السيدة زينب، وهي موطن واحد من أقدس المزارات لدى الشيعة، كانت واحدة من أولى المناطق التي أرسلت جماعة حزب الله اللبنانية مقاتلين في سنة 2012 لحمايتها من هجمات محتملة من قبل المتطرفين السنة الذين تعهدوا بتفجير المزار. ومن المعروف أن حزب الله والجماعات الشيعية العراقية لهم مقاتلون في المنطقة.
وتسببت التفجيرات في أضرار واسعة النطاق. وأظهرت لقطات للتلفزيون الحكومي عدة سيارات مشتعلة وحافلة محترقة، وكذلك نوافذ متطايرة وفتحات كبيرة في واجهة برج سكني قريب.
وقال موقع الكتروني تابع لتنظيم داعش إن التفجيرات نفذها أعضاء من التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في كلا من سوريا والعراق.
اجتماعات جنيف التي تستضيفها الأمم المتحدة هي جزء من عملية مذكورة في قرار الامم المتحدة الشهر الماضي تضع جدولا زمنيا مدته 18 شهرا لانتقال سياسي في سوريا، بما في ذلك صياغة دستور جديد واجراء انتخابات.
وبدأت المحادثات بانطلاقة متعثرة الجمعة، عندما اجتمع المبعوث الخاص للأمم المتحدة سوريا ستيفان دي ميستورا مع الوفد الحكومي السوري فحسب.
وقال وفد المعارضة إنه لن يشارك في المحادثات غير المباشرة حتى يتم تلبية مطالبه، بما في ذلك رفع الحصار المفروض على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وإنهاء القصف الروسي والسوري على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وفي واشنطن وصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الصراع المستمر منذ خمسة تقريبا والذي أسفر عن مقتل 250 ألف شخص وإصابة أكثر من مليون شخص وتشريد الملايين بأنه "كارثة إنسانية لا مثيل لها منذ الحرب العالمية الثانية."
وفي معرض حديثه عن المحادثات في جنيف، قال كيري: "إنني أناشد كلا الجانبين أن يحققا الاستفادة القصوى من هذه اللحظة، لاغتنام الفرصة لمفاوضات جادة، للتفاوض بحسن نية بهدف إحراز تقدم ملموس ملموس في الأيام المقبلة مباشرة".
وقال رئيس الوفد الحكومي السوري للصحفيين في جنيف اليوم الأحد إن المعارضة ليست جادة بشأن ما يفترض أن تكون محادثات سلام غير مباشرة تستضيفها الأمم المتحدة، وتحاول عرقلتها بشروط مسبقة.
وقال بشار الجعفري: "أولئك الذين يتكلمون عن الشروط المسبقة يأتون إلى هذا الاجتماع من أجل عرقلته وليسوا مهتمين بالحوار السوري السوري... مع عدم ظهور وفد المعارضة فإنه يدل على أنه ليس جادا وغير مسؤول في الوقت الذي يتم قتل السوريين فيه".
وحذر رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة، بعد لقاء رئيس الوزراء التركي اليوم الأحد في السعودية من أن المعارضة قد تسحب وفدها من جنيف في الوقت الذي "تعجز فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن وقف الانتهاكات".
وجاءت تصريحات حجاب في بيان حصلت عليه أسوشيتد برس.
وفي وقت سابق من اليوم، قام دي ميستورا بزيارة لوفد المعارضة في جنيف قائلا إنه "متفائل وعاقد العزم"، ووصف محادثات السلام غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة بأنها "فرصة تاريخية" لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد.
وقال مسؤول في المعارضة إنهم جاءوا إلى جنيف لإنجاح المحادثات، لكنه أضاف أن العنف ينبغي أن يتوقف أولا.
وقال المتحدث باسم المعارضة سالم المسلط لأسوشيتد برس: "إنه واجب يقع على عاتق أعضاء مجلس الأمن بأن يمارسوا الضغوط على روسيا كي تتوقف عن جرائمها في سوريا".
أضاف المسلط: "كفى قتلا لأطفالنا، وقتلا للمدنيين. إنهم يدعون أنهم يكافحون الإرهاب. وفي الحقيقة هم لا يكافحون الإرهاب لأنهم هم من يجلبون الإرهاب هناك وتنظيم الدولة الإسلامية انتشر في العديد من المناطق في سوريا أكثر من ذي قبل بسبب هذه الغارات الروسية".
ومن المقرر أن يلتقى وفد المعارضة مع دي ميستورا في وقت لاحق اليوم الأحد، بحسب المسلط.
في غضون ذلك، قال مسؤول سوري كبير إن حكومة الرئيس بشار الأسد لن "تقبل أبدا" إدراج جماعتين مسلحتين، تعتبرهما إرهابيتين، في محادثات السلام.
ووافقت جماعة أحرار الشام وجماعة جيش الإسلام، وهما جماعتان إسلاميتان تقاتلان للإطاحة بالأسد، على المشاركة في محادثات جنيف.
وجماعة أحرار الشام المتطرفة ليست جزءا من الفريق الذي تم ارساله إلى جنيف، لكن الوفد سمى المسؤول في جيش الإسلام محمد علوش كبيرا لمفاوضي الجماعة.
وتشير حكومة الأسد منذ فترة طويلة إلى جميع من يقاتلون للإطاحة بالرئيس بالإرهابيين، لكنها وافقت على التفاوض مع بعض الجماعات المسلحة في أحدث جولة من المحادثات.
وكلف قرار مجلس الأمن الذي اعتمد الشهر الماضي الأردن بتجميع قائمة متفق عليها للمنظمات الإرهابية التي سيتم استبعادها من المحادثات. ولا يزال العمل على إعداد هذه القائمة جاريا.
وفي حين يكاد يتفق جميع الأطراف على استبعاد تنظيم الدولة وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من المحادثات، فإنهم ينقسمون حول جماعتي أحرار الشام وجيش الإسلام.
وتعتبر المعارضة الرئيسية الجماعتين من أتباعها على الرغم من الخلافات المذهبية فيما بينهم، في حين تنظر إليهما الحكومة السورية وروسيا- حليفتها المقربة- على أنهما جماعتان متطرفتان.
وقال وزير الإعلام عمر الزعبي للتلفزيون الحكومي في وقت متأخر مساء السبت: "لن نعقد محادثات مباشرة مع إرهابيين، ولن يكون هناك أي حوار معهم".