أستاذ تفسير: القرآن الكريم لا يقر الباطل ولا يدعم النقص
الأربعاء، 20 مارس 2024 09:39 م
ألقى الدكتور محمد سالم أبو عاصي، الأستاذ بجامعة الأزهر، الضوء على أهمية التسامح الفكري والديني، مؤكدًا على ضرورة دعم الآراء المنطقية بغض النظر عن الدين أو المذهب.
وأكد أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، في برنامج "أبواب القرآن"، المذاع عبر قناة إكسترا نيوز، أن الرأي الصائب يجب أن يُقبل ويُدعم، حتى وإن كان صادرًا عن شخص من دين أو مذهب آخر، مشددا على أن العقلانية يجب أن تكون المعيار الأساسي في قبول الآراء، مستشهدًا بالقرآن الكريم الذي يحتوي على العديد من الآيات التي تدعم هذا المنطق.
وأوضح أن القرآن الكريم لا يقر الباطل ولا يدعم النقص، وأن الآيات التي تدعم الحق وترفض الباطل هي الأساس في الحكم على الأقوال والأفعال، لافتا إلى أن كل كلمة فى القرآن هي من تعاليم الله ويجب التعامل معها كحكم ينبغي اتباعه.
وأشار أبو عاصي إلى أن القرآن لا يقتصر على الإعجاز اللغوي فحسب، بل يتعداه إلى إعجاز يشمل جميع الناس، يُعرف بـ"مظهر جلال الربوبية".
وتحدث أبو عاصي عن كتابه "لا يأتون بمثله.. دراسة حول إعجاز القرآن الكريم"، موضحًا أن الإعجاز القرآني لا يقتصر على اللغة والمعاني التي يفهمها المتخصصون فقط، بل يمتد ليشمل الجميع بأسلوب يعكس جلال الخالق، والكلمات تعكس صفات المتكلم، مستشهدًا بقول سيدنا علي: "ما في القلب يظهر على فلتات اللسان"، ليؤكد أن القرآن يعبر عن صفات الله العظيمة.
وأوضح أبو عاصي أن الحسد يمكن أن يظهر في كلمات الحاقدين، والذين يتساءلون كيف تقدم الآخرون في حياتهم المهنية، والشخص الطيب يظهر طيبة قلبه في كلماته المفعمة بالفرح، ولا يمكن لأحد أن يحاكي أسلوب الله في القرآن، الذي يعد فريدًا ولا يمكن للبشر تقليده، فالقرآن يعبر عن جلال الربوبية وأنه لا يمكن لأي إنسان أن يصل إلى مستوى البيان الذي يقدمه، والقرآن يعرض مظاهر الربوبية بأسلوب يتعذر على البشر تقليده، ويتميز بخطابه الإنساني الشامل، الذي يتجاوز الزمان والمكان، ويحمل في طياته القيم الأخلاقية والتشريعية التي تناسب كل عصر.
وأشار إلى أن النص القرآني يتضمن معايير عدالة عالية، تدعو إلى الإنصاف حتى في مواجهة العداوات، مستدلاً بآيات من سورة النساء تعكس هذا المبدأ.