في ذكرى رحيل أم المؤمنين.. تعرف على أبرز فضائلها وموقفها مع رسول الله "ص "
الأربعاء، 20 مارس 2024 01:02 ممنال القاضي
تحل اليوم 10 رمضان ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله عنها، على أشهر الأقوال، هي أم المؤمنين، السيدة خديجة بنت خُوَيلد بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصي بن كلاب، القرشية الأسدية، تجتمع مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في جده قُصَي.
أبرز فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها .
هي أم المؤمنين خديجة وأمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وكانت تدعى في الجاهلية «الطاهرة»، وكانت تحت أبي هالة النباش بن أبي زرارة فولدت له هندًا وهالة وهما ذكران.
و تزوجها عتيق بن عائذٍ المخزومي، فولدت له جارية اسمها هند، وبعضهم يقدم عتيقًا على أبي هالة.
ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها يومئذٍ من العمر أربعون سنة، وكانت سنُّه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، ولا خلاف في أن أول امرأة تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمهات المؤمنين هي خديجة بنت خويلد، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها حتى ماتت.
وكانت عرضت نفسها عليه، فذكر ذلك لأعمامه، فخرج معه منهم حمزة، حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه فتزوجها صلى الله عليه وسلم، وأصدقها عشرين بكرة. وزاد ابن إسحاق من طريق آخر: وحضر أبو طالب ورؤساء مضر؛ فخطب أبو طالب. وذكر الدولابي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق خديجة اثنتي عشرة أوقية ذهبًا.
وقد كانت خديجة أول من آمن من الناس، وفى "الصحيحين" من حديث أبى هريرة أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، هذه خديجة قد أتتك بإناء فيه طعام -أو إدام أو شراب- فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصَب. والقصب: اللؤلؤ المجوف.
قال ابن إسحاق: كان صلى الله عليه وسلم لا يسمع شيئًا يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له -عليه السَّلام- فيحزنه ذلك إلا فرَّج الله عنه بخديجة؛ إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس حتى ماتت.
وخرَّج الإمام أحمد عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة ابنة محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون».
قال الشيخ ولي الدين العراقي: خديجة أفضل أمهات المؤمنين على الصحيح المختار، وقيل: عائشة. انتهى.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "شرح بهجة الحاوي"، عند ذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم: وأفضلهن خديجة وعائشة وفى أفضلهما خلاف، صحح ابن العماد تفضيل خديجة لما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة، حين قالت له: قد رزقك الله خيرًا منها، فقال: «لا والله ما رزقني الله خيرًا منها، آمنت بي حين كفر بي الناس، وصدقتني حين كذبني الناس، وأعطتني مالها حين حرمني الناس».
وسئل ابن داود [بن علي الظاهري] أيهما أفضل؟ فقال: عائشة أقرأها النبي صلى الله عليه وسلم السلام من جبريل، وخديجة أقرأها جبريل من ربها السلام على لسان محمد، فهي أفضل. قيل له: فمن أفضل خديجة أم فاطمة؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني» فلا أعدل ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا.
ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم لها: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم؟»
واحتج من فضل عائشة بما احتجت به من أنها في الآخرة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الدرجة، وفاطمة مع علي فيها.
وسئل السبكي عن ذلك فقال: الذي نختاره، وندين الله به، أن فاطمة بنت محمد أفضل من أمها خديجة، ثم أمها خديجة، ثم عائشة، ثم استدل لذلك بما تقدم بعضه.
وأما خبر الطبراني: «خير نساء العالمين مريم بنت عمران ثم خديجة بنت خويلد، ثم فاطمة بنت محمد، ثم آسية امرأة فرعون»؛ فأجاب عنه ابن العماد بأن خديجة إنما فضلت فاطمة باعتبار الأمومة، لا باعتبار السيادة.
وقال أبو أمامة بن النقاش: إن سبق خديجة، وتأثيرها في أول الإسلام ومؤازرتها ونصرها وقيامها في الدين لله بمالها ونفسها، لم يشركها فيه أحد، لا عائشة ولا غيرها من أمهات المؤمنين. وتأثير عائشة في آخر الإسلام، وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة وإدراكها من الأحاديث ما لم تشركها فيه خديجة ولا غيرها، مما تميزت به عن غيرها، انتهى.
وماتت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بأربع، وقيل بخمس، ودفنت في الحجون، وهى ابنة خمس وستين سنة، ولم يكن يومئذٍ يصلى على الجنازة، وكانت مدة مقامها مع النبي صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة، وقيل أربعًا وعشرين سنة.
صفات أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
هى أول من أسلم من النساء، وساندت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسيرته الدعوية، فكانت تثبته وتقوي من عزمه، ورُزق منها بالولد، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وهي خير نساء هذه الأمة: (خَيْرُ نِسائِها مَرْيَمُ، وخَيْرُ نِسائِها خَدِيجَةُ)
فقد تحلت السيدة خديجة بصفات كريمة، رسمت ملامح شخصيتها الكبيرة. الطهارة والعفة وشرف النسب كانت تُدعى في الجاهلية الطاهرة
وتسمى: سيدة نساء قريش
وكان والدها من سادات مكة، ومن أثرياء قريش. الفراسة ورجاحة العقل كانت راجحة العقل، نافذة البصيرة، ذا فراسة ثاقبة؛ فقد أرسلت الصادق الأمين في تجارة إلى بلاد الشام، وأرسلت معه غلامها ميسرة؛ ليرصد كل حركة من حركاته، ولما عاد يخبرها بما رآه من الآيات، أرسلت إليه تخطبه لنفسها.
واجتمعت نساء قريش يومًا فجاءهن يهودي فقال: "يا معشر نساء قريش، إنه يوشك أن يظهر نبي، فأيكن استطاعت أن تكون زوجة له فلتفعل"، فحصبته النساء وأغلظن له، ووقر ذلك في نفسها، فلما أخبرها ميسرة بما رآه من الآيات، وما رأته هي قالت: "إن كان ما قاله اليهودي حقًا، ما يكون النبي إلا هذا"
قوة الشخصية ويتضح ذلك من خلال تنظيمها أمور التجارة؛ فقد كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف، وتجارة تبعث بها إلى الشام؛ فتكون عيرها كعامة عير قريش، وكانت تستأجر الرجال وتدفع إليهم الأموال مضاربة، وكانت قريش قوماً تجاراً، ومن لم يكن تاجرًا من قريش فليس عندهم بشيء.
روى الحاكم عن جابر، قال: "استأجرت خديجة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سفرتين إلى جَرَشٍ، كل سفرة بقَلوصٍ"،
والقلوص: هي الشابة من النوق. وتتجلى قوة شخصيتها في عرضها نفسها على الصادق الأمين، فقد بعثت إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقالت له: "إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك"، ثم عرضت عليه نفسها.
سرعة الاستجابة للحق عدما نزل على النبي الكريم الوحي في غار حراء
وعندما دخل عليه نبي الله صلى الله علية وسلم بعد الوحى : (دَخَلَ النبي" ص "علَى خَدِيجَةَ بنْتِ خُوَيْلِدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْها-، فقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَزَمَّلُوهُ حتَّى ذَهَبَ عنْه الرَّوْعُ، فقالَ لِخَدِيجَةَ وأَخْبَرَها الخَبَرَ: لقَدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِي، فقالَتْ خَدِيجَةُ: كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا؛ إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ).
التأني وحب التثبت عندما سكن الروع عن النبي الأمين
وعقب نزول الوحي عليه في حراء، أخذته إلى ورقة بن نوفل: (فقالَتْ له خَدِيجَةُ: يا ابْنَ عَمِّ، اسْمَعْ مِنَ ابْنِ أخِيكَ، فقالَ له ورَقَةُ: يا ابْنَ أخِي ماذا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خَبَرَ ما رَأَى، فقالَ له ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي نَزَّلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فيها جَذَعًا، لَيْتَنِي أكُونُ حَيًّا إذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ، قالَ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا).
[ رعاية شؤون البيت
فقد كانت تقوم برعاية شؤون النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعتني بتربية الأولاد دون كلل، وقد أتى جبريل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: (يا رسول اللَّه هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك، فاقرأ -عليها السلام- من ربِّها ومني، وبَشِّرْهَا ببيت في الجنة من قَصَبٍ، لا صَخَب فيه ولا نصب).
ربت بناتها وسهرت عليهم، كما ربت في بيتها زيد بن حارثة، وكان قد أهداه لها حكيم بن حزام، فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فأعتقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبناه، وذلك قبل أن يُوحى إليه،[١٣] وربت في بيتها علي بن أبي طالب، فقد أخذ -عليه الصلاة والسلام- علياً ليربيه عنده؛ ردًّا للجميل الذي فعله أبو طالب معه.
السخاء والبذل
قدمت حليمة السعدية على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وقد تزوج خديجة، فشكت جدب البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خديجة فيها، فأعطته أربعين شاة، وبعيراً يصلح للركوب.[١٥] وقال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أبدَلَني اللهُ -عزَّ وجلَّ- خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عز…