"المتحدة" تسلط الضوء على قضية أسرية شائكة بمسلسل بابا جه
الخميس، 14 مارس 2024 09:19 م
من الأمور التي تتميز بها شركة المتحدة للخدمات الإعلامية هي مناقشة قضايا مجتمعية شائكة من خلال أعمالها الدرامية وهو ما رأيناه في أكثر من عمل لعل أبرزها مسلسل تحت الوصاية للفنانة منى زكى والذى تم عرضه رمضان 2023 وأحدث ضجة حينها، وخلال رمضان الحالي تقدم المتحدة وجبة دسمة من الأعمال الدرامية المختلفة تناقش عدة قضايا هامة، ومن هذه القضايا هو ما ظهر في مسلسل بابا جه للفنان أكرم حسني بما أثاره من تجسيد شخصية الأب السلبي الذى ليس له أدنى دور في حياة ابنته وزوجته.
وهو ما أثر على ابنته لتقف أمام الجميع في حفل مدرسي يتبادل فيه الأطفال ما لديهم وليس له فائدة قد يحتاجه طفل آخر، لتعلن أن والدها "مالوش لازمة" في مشهد صادم للجميع، وهو ما تحدثنا عنه الدكتورة أمل الشافعى خبيرة علم النفس، والتى بدأت حديثها بنصيحتها للأم مؤكدة أن الأم عليها دور مضاعف كما أن عليها تحمل المسؤولية بشكل كامل والكف عن التنفيس الانفعالى الدائم من خلال الصوت العالي والمشكلات مع الأب، وهو الأمر الذى يعتبر ضغط كبير على الأم ولكن من أجل أطفالها.
وشددت خبيرة علم النفس لـ"صوت الأمة" على أنه فى مثل هذه الحالة على الأم مراجعة الكلام مع ابنتها ومحاولة تبرير المشكلة التى دارت بين الأبوين والكلام الذى قالته الأم لزوجها الذى ترسخ فى عقل البنت وكررته أمام الجميع فى المدرسة، وتوضح لها أنها ارتكبت ذات الخطأ الذى ارتكبته هى، وهنا تعترف الأم بخطأها وأنه من المفترض إيجاد حل للمشكلة بدلا من التلفظ بكلمات قاسية وتأخذها ويعتذرا سويا للأب، وتوضح لها أن كل منا من الممكن أن يخطأ فلا يوجد أحد خلق كأب فدور الأب جديد عليه، وعلينا مساعدته ليقوم بدوره بشكل أفضل، ومن هنا تبدأ الأم تعزيز دور الأب بشكل كبير.
وتابعت: "فى ذات الوقت على الأم مناقشة الأب بهدوء بعيدا عن الطفلة وتوضح له مدى خطورة علاقته بابنته على المدى البعيد، فإذا كبرت البنت ولم تجد لوالدها دور فى حياتها ستتزوج وتختفى من حياته تماما دونما تشعر بغيابه، نظرا لتعودها على عدم وجوده، ناهيك عن الأزمة النفسية التى قد تعانى منها الطفلة خاصة مع بداية فترة المراهقة، حيث ستحاول البحث عن علاقات سوية خارج عائلتها تعوضها عن دور الأب المفقود وهو الأمر الذى يعرضها لكثير من المشاكل فلا يستطيع أحد أن يكون أب بديل، وبالتالى تتعدد علاقاتها وهو ما يعرضها لمشاكل نفسية كبيرة لعل أبرزها اضطراب الشخصية الحدية والذى يأتى نتيجة فقدان دور الأب، بالإضافة إلى الاكتئاب والقلق، وهو ما يجعل الفتاة تدخل سن المراهقة وهى أشبه بالمريض النفسى، وهنا يأتى دور الأم أيضا بأن تعطى لابنتها وقت أطول قبل دخول فترة المراهقة والتى تبدأ فى سن التاسعة من عمرها، وأشارت إلى أن سماع الطفلة فى هذا العمر يصحح مفاهيم خاطئة فى عقلية الطفلة، وتبدأ توضح لها دورهما فى تغيير شخصية والدها، وتشدد على أن لكل منا عيوب ولا يوجد شخص خالى من العيوب وعلينا مساعدة من نحبهم ليكونوا أفضل، ومن هنا تخلق فكرة التسامح فى عقل الطفلة والتفكير فى مسؤوليتها فى تغيير والدها للأفضل، أما إذا لم يستجب لكل هذه المناقشات فعلينا توجيهه لأخصائى نفسى لمساعدته".
وأضافت "الشافعى" أن من الأمور الهامة ممارسة الرياضة والهواية المفضلة إلى جانب خلق مسؤوليات جديدة من الممكن أن تأتى من خلال تربية حيوان أليف وندعمها بشكل كبير فى كل خطوة أو تصرف جيد تفعله لتعطى لها الدعم النفسى الذى تحتاجه.
كما وجهت رسالة إلى الأب بقولها: "بلاش نبص لأى مشكلة بتحصل فى حياتنا من منظور ضيق ونعيش دور الضحية فقبل ما نوصم غيرنا بالخطأ لازم ندور فى نفسنا والخطأ اللى عندنا"، مضيفة أنه يجب التخلى عن حب الذات المفرط وبدلا من لعب دور الضحية يلعب دوره الحقيقى وعليه فهم أسباب المشاكل ونبحث عن حلول لها بدلا من الهروب من المشكلة الحقيقية وإلقاء اللوم على الآخرين، كما نصحته بالتخلى عن كبرياءه والاعتذار عما بدر منه لابنته، مشددة على أن أكثر شخص صحيح هو من يعترف بعيوبه ويعتذر عن تقصيره، وهو ما قد ينتج عنه احترام البنت لأبيها وبدء صفحة جديدة.
وفى هذا الإطار، أكد المستشار القانوني أحمد عادل جابر والمحامي بالإستئناف، أن القانون المصري أتاح للزوجة في مثل هذه الحالة تحريك دعوى نفقة ضد زوجها لامتناعه عن الإنفاق عليها وأطفالها فقيام العلاقة الزوجية لا يمنع من تحريك دعوى نفقة، وهذا ما يخص الجانب المادى أما المسؤولية المعنوية تجاه الأطفال وزوجته فلم يحدد المشرع مفهوم معين للأب السلبي.
وأضاف "عادل" خلال تصريحاته، أنه ليس هناك نص قانونى يشمل تعريف محدد وواضح للسلبية من جانب الأب، فهناك نصوص واضحة لعلاج القصور بدعاوى، فعلى سبيل المثال عدم النفقة يعطي الزوجة الحق في تحريك دعوى نفقة وهكذا أما الطباع الشخصية أو السلبية فلا يوجد نص قانونى واضح ليكون هناك عقوبة إذا تخلف الأب عن أداء دوره بشكل متعمد أو بدون تعمد.