بالفيديو والصور.. «مطاريد الجبل» يحتلون المواقع الأثرية بالقليوبية.. «تل أتريب وتل اليهودية» يتحولان إلى مرتع للمجرمين والخارجين عن القانون وتجار الكيف.. أسطورة قديمة تدفع الأهالى للحفر أسفل منازلهم
الأحد، 31 يناير 2016 03:28 م
تجارة الاثار.. الإقتراب من هذا العالم محفوف بالمخاطر الرعب؛ فالإقتراب منه يعنى اللعنة سواء كانت لعنة الفراعنة أو لعنة مطاريد الجبل، وبالتالى ستدفع ثمن الاقتراب من كلا اللعنتين، خاصة فى محافظة القليوبية.
فعقب الثورة نشط المنقبين عن الأثار والمهربين وتجارها فى كافة قرى المحافظة وانتشرت حمي البحث والتنقيب عن الآثار فى عدد من القرى ومنها قرى «سندبيس، وسنديون، والعلوة، والأحراز، وسرياقوس، بالإضافة الى مدن بنها، وقها، وقليوب، وشبين القناطر، ومؤخرا بقرية «كفر العمار».
ففى قرية «سنديون» بقليوب، قام بعض الأهالى بعمليات التنقيب عن الأثار أسفل منازلهم القديمة، مما أدي الي تشقق حوائط المساكن وتعرض مئات الأسر لخطر التشرد وإنهيار المنازل فوق رؤوس سكانها.
وبعد انتشارأسطورة يرويها الأهالي دائما، بأن القرية خسف الله بأهلها الأرض منذ قرون وتركوا كنوزا كثيرة، جعل الأجيال الجديدة تنقب عن هذه الكنوز فضلا عن الحكايات والقصص التي تؤكد بأن القرية أساسها فرعوني ويوجد بها شوارع أسفل المنازل وأعمدة من الجرانيت في بعض المناطق ومعبد قديم تحت مسجد القرية وعظام وجماجم من آلاف السنين، فضلا عن الروايات التي تؤكد علي وجود سراديب وشوارع أسفل المنازل بالمنطقة حيث أكد أهالى القرية أن سنديون تعني بالهيروغرافية معبد الإله «يون» حيث إن كلمة «سند» تعني معبد ويون إله الشمس عند الرومان.
وفي «قها» لقى طالب جامعي مصرعه، أثناء تنقيبه عن الآثار أسفل منزله وقال أحد سكان المدينة- رفض ذكر اسمه، إنه كان يسمع طول الليل أصواتًا غريبة تصدر من منزل جاره، وفي أحد الأيام قرر الذهاب لمعرفة سبب الحفر الذي يتم ليلًا وعندما طرق الباب وجد حفرة كبيرة في وسط المنزل يصل عمقها إلي 8 أمتار.
وفي قليوب تمكنت أجهزة الأمن من القبض علي سباك يتزعم عصابة للتنقيب عن الآثار أسفل منزله القديم بمنطقة قليوب البلد، بعد أن أقنعه بعض الدجالين بأن أسفل المنزل يوجد آثار خاصة أن المنطقة أثرية فاستعان بـ7 من زملائه بينهم تاجر آثار للحفر مما أدي إلي حدوث تصدعات بالمنزل والمنازل المجاورة.
وبعد أن انتشرت شائعة التنقيب على الآثار بقرية «سريا قوس» التابعة لمركز الخانكة بمحافظة القليوبية- أقدم قرية فرعونية فى مصر حيث يزيد عمرها عن 7 آلاف سنة - ما أدى إلى انهيار خمسة منازل وتصدع خمسة آخرين، وتمكنت مباحث القليوبية من القبض على 4 عاطلين كانوا ينقبون عن الآثار بقرية الأحراز، في مدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، وبحوزتهم 12 قطعة أثرية.
الأمرلم يقف عند حد تهريب الأثار والتجارة فيها بل تحولت المناطق الأثرية الجبلية الى مرتع للمجرمين والمنحرفين وتجار الكيف والمخدرات والأعمال المنافية للآداب ففى منطقة «أتريب» الأثرية، والتى كانت من المدن العظيمة على الشاطئ النيل، ويقال لها «أتريبس».
وتحولت أتريب تلك المدينة المصرية القديمة التى ذكرها «جوتييه» فى قاموسه من مدينة «الثور الأسود» كما أسماها، إلى مدينة الإهمال والتردى وتحولت من مقابر مقدسة ومعابد وحمامات رومانية، طالما حفظها التاريخ وصان قدسيتها، إلى أوكار للمجرمين والمنحرفين ومتعاطى البانجو والمخدرات وممارسة الرذيلة بالإضافة لتحولها لمقلب عمومى لقمامة المنطقة تحوى بداخلها الثعابين والحيوانات الضالة التى تهدد السكان والمارة.
وفى منطقة تل اليهودية بشبين القناطر عالم أخر هو «عالم الجبل والدجل والشعوذة والاجرام؛ فمنطقة «تل اليهودية» بشبين القناطر التى لقبت بحصن «الهكسوس»، والتى توجد بها بقايا معبد رمسيس، إضافة إلى منطقة مقابر عرب العليقات فرغم وجود عشرات الخطط، للنهوض بهذه المناطق الأثرية، إلا أنها لم تدخل حيز التنفيذ حتى الآن، وتم تشكيل لجنة لإعداد كتاب عن آثار القليوبية، وإنشاء متحف لـ4500 قطعة أثرية، وحصر الأماكن الأثرية، والبدء فى إصلاحها وترميمها، لكن الحال ما زال كما هو دون خطوة واحدة منذ عام 2002.
ففى منطقة «تل اليهودية» بشبين القناطر، والتى تبعد عن مدينة شبين القناطر مسافة 3 كيلو مترات، ومساحتها نحو 100 فدان، وتعج بالآثار، ورغم مرور سنوات على هذه المنطقة فلم يتم التنقيب بها لمعرفة ما تحتويه.
كل تلك الأثار والإهمال لازال يضرب المناطق الأثرية بالمحافظة، إلا أن حلم أبناء المحافظة فى انشاء متحف لأثار المحافظة تحطم على أبواب المسئولين.