احتفالات رمضان تختلف العادات ويبقى المعنى واحد
الأربعاء، 13 مارس 2024 08:23 م
يمثل شهر الصوم بالنسبة للمسلمين حول العالم مناسبة دينية خاصة تستحق الاحتفال بشتى الطرق ويحتفل كل شعب برمضان على حسب طريقته وفي بعض الأحيان يكون هذا الاحتفال غريبا بعض الشئ، لكن المحصلة أن كل الشعوب المسلمة تتحد في رمضان على التعبد وقراءة القرآن وصلاة التروايح والتهجد، وأجمل ما في الشهر هو التجمع مع العائلة والأقارب والأصدقاء وكأن الشهر يأتي ليتجدد العهد مع الله.
ومن أغرب طقوس الاحتفال برمضان حول العالم عادة الأوغنديين في رمضان، وتحديداً لدى قبائل “اللانغو”، أن يضرب الأزواج زوجاتهم على رؤوسهن قبل الإفطار، ومن ثم تقوم السيدات برضى منهن بإعداد وجبة الإفطار وفي أوغندا، لا تتغير مواعيد الإفطار والسحور كما هو الشائع في جميع دول العالم وذلك نتيجة موقعها الجغرافي حيث تقع على خط الاستواء. ويصوم مسلمو أوغندا يومياً 12 ساعة منذ دخول الإسلام إليها.
وفي باكستان تعتبر مسابقة “حرب البيض” من أغرب عادات الشعوب في شهر رمضان، وهي عبارة عن لعبة تبدأ في المساء وتنتهي عند وقت السحور، وتعتمد قوانينها على إمساك أحد المتسابقين الشباب ببيضة مسلوقة، ويضرب بها البيضة الأخرى التي في يد خصمه بهدف كسرها، حتى يتأهل للمرحلة التالية، كما تتميز باكستان بعادة غريبة وهي “الزفاف للمرة الأولى”، وهو اسم الحفل الذي يزف به الأطفال الذين يصومون للمرة الأولى ويرتدي الطفل خلاله ملابس تشبه ملابس العريس إضافة إلى غطاء ذهبي يزين الرأس، كما يرتدي أهل الطفل الملابس البيضاء، وذلك تشجيعا للأطفال على الاستمرار في الصيام.
وفي جمهورية الشيشان، يقوم المسلمون بزيارة أقاربهم في المقابر صباح أول يوم من شهر رمضان، كما يسمون البنت التي تولد في هذا الشهر الفضيل باسم “مرحة” والولد الذكر باسم “رمضان”.وفي تايلاند تحتفي الأسر الغنية بشهر رمضان المبارك بالذبائح، أما الأسر الفقيرة فإنها تقدم الطيور وتذبحها، والعادة الغريبة أن الطعام الذي تطهوه الزوجات ممنوع على أزواجهن، وإنما يرسل لشخصٍ آخرٍ ليأكله، ويشكل الأمر حافزا للرجال لتناول الإفطار من خلال الموائد الرمضانية الجماعية خارج منازلهم، وتجتمع النساء جميعا ليتناولن طعام الإفطارِ في باحة المنازل بشكلٍ جماعي.
من العادات الرمضانية في العراق، ظهور "المسحرجي"، وهو شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها في بعض الدول "المسحراتي"، كما يسمى في بعض مناطق العراق، بـ"أبو طبل"، نسبة للآلة التي يحملها، وهي "الطبلة" التي يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر في الشوارع ليذكّر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر.
وكان أهالي بغداد يعتمدون بشكل تام على "المسحرجي" في إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور وظهور الساعات الحديثة، ضعف دور هذه الشخصية، وكاد يختفي .
وفي نيجيريا، يمنع الإفطار المنفرد، وتجمع الأطعمة التي تم إعدادها بمنازل الأسر المتجاورة ويتم تقسيم الموائد أمام أقرب منزل إلى جزأين أحدهما للرجال والآخر للنساء، لكن الأغرب، هو حرص كل أسرة على استضافة أحد الفقراء يوميا على مائدة الإفطار، كنوع من التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان.
وفي أوغندا، لا تتغير مواعيد الإفطار والسحور كما هو الشائع في جميع دول العالم وذلك نتيجة موقعها الجغرافي حيث تقع على خط الاستواء. ويصوم مسلمو أوغندا يومياً 12 ساعة منذ دخول الإسلام إليها.
وفي جزر المالديف يحرص المسلمون على الخروج إلى الشواطئ في اليوم الأخير من شهر شعبان لرؤية الهلال بالعين المجردة، كما يفطرون في أغلب أيام شهر رمضان بالأسماك الطازجة.
ويعتبر ارتداء “الطاقية” طوال الشهر الفضيل عادة متداولة عند مسلمي الهند، كما يقومون بتوزيع الحلوى والمرطبات على المصلين بعد الانتهاء من صلاة التراويح.
ويعد السودان البلد الوحيد الذي يستقبل شهر رمضان المبارك بـ”زفة” عسكرية مكونة من فرق موسيقية تابعة للجيش والشرطة يتقدمها رجال الطرق الصوفية ثم الشباب والمواطنون، حيث تقوم بالطواف في شوارع المدن الكبرى، معلنة بدء شهر الصيام، كما يتم تدريب النساء على تجويد القرآن كل صباح، فضلاً عن تجديد أواني المطبخ احتفالاً بقدوم الشهر الكريم. وهناك عادة “قطع الطريق على المسافرين”، وهذه العادة، التي تمارس في مختلف أنحاء السودان، أضحت تراثاً سودانياً خالصاً، حيث ينهض الصائمون لقطع الطريق أمام المارة وأصحاب السيارات، خصوصا المسافرين والعابرين في الأصقاع البعيدة عبر طرق المرور السريعة قبيل أذان المغرب، لإكرامهم وإجبارهم على تناول الإفطار معهم.
وفي المغرب، وبمجرّد التأكد من ظهور هلال رمضان تنطلق ألسنة الناس بالتهنئة بجملة “عواشر مبروكة”، أي أيام مباركة مع دخول شهر الصوم بعواشره الثلاث: عُشر الرحمة، وعُشر المغفرة، وعُشر العتق من النار. وهناك “النفار” وهو بديل “المسحراتي”، ويدل هذا المصطلح، على آلة النفخ النحاسية الطويلة الشهيرة، التي تستخدم لتنبيه الناس وإيقاظ النيام لتناول طعام السحور.
وفي موريتانيا، يحلق الرجال والأطفال رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر، وتسمى هذه العادة باسم “زغبة رمضان”، كما يحرص أئمة المساجد هناك على ختم القرآن الكريم في الشهر الفضيل في صلاة التراويح.. كما أن لدى الشعب الموريتاني، في بعض المناطق، طقوساً خاصة بليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، تتمثل في عدم الخروج من المنزل بعد غروب شمس يوم السادس والعشرين من شهر رمضان، وإشعال البخور في البيوت.
ويتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان، حيث يخرج السكان في الليلة الأولى من شهر رمضان المبارك حاملين المشاعل، ويتوجهون إلى السواحل، لينعكس نور المشاعل على المياه، ثم يأخذون في قرع الطبول إعلاناً بقدوم شهر الصوم، ويمتد السهر حتى وقت السحور.
ومن أشهر طقوس استقبال رمضان في لبنان ما يعرف بـ”سيبانة رمضان” وهي عادة قديمة ما تزال مستمرة إلى اليوم، تتمثل في القيام بنزهة على شاطئ مدينة بيروت تخصص لتناول المأكولات والعصائر والحلويات في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام في شهر رمضان المبارك.
وبمجرد ثبوت رؤية هلال رمضان في تركيا، تنطلق الزغاريد في كل بيت لتعبر عن الفرحة بالبشرى التي زفت إليهم ببدء الصوم في اليوم التالي، وتفوح من البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد التي تنثر على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل طيلة أيام رمضان الكريم.
مهما اختلفت العادات في شهر رمضان المبارك يظل المعنى واحد وهو طاعة الله والقرب منه وتعلم معاني العطاء والإحسان والحب والتآخي وهي أخلاق مطلوبة طوال العام لكن يأتي رمضان ليعيد ترسيخها من جديد في قلوبنا.