ونجحت الحلقة الأولى من مسلسل الحشاشين في وضع المُشاهد أمام حالة مميزة لعمل مُرتقب ومميز استطاع القائمون عليه فى وضع الجمهور أمام حالة من الترقب منذ الوهلة الأولى، وذلك بعدما حاولوا تعريف المشاهدين بالفترة الزمنية والظروف التي مهدت لظهور طائفة الحشاشين، مثلما حصل بداية العمل باستعراض تاريخ الدولة الإسلامية منذ البداية، حتى ظهور حسن الصباح فى القرن الحادى عشر.
وتضمن تتر البداية شرح التاريخ الإسلامى، من بعثة النبى محمد - صلى الله عليه وسلم- وصولاً بالخلفاء الأربعة، ومن ثم تقسيم المسلمين إلى سنة وشيعة، ومذاهب ودول متناحرة، ومن خلافة راشدة ورشيدة إلى خلافة أموية، ومنها إلى خلافة عباسية، وبالتالى كل خلافة بعد الخلافة الراشدة كانت تنتقم من الخلافة التى تسبقها.
ثم بدأت الأحداث في الإثارة بصورة أكبر، إذ شهدت الحلقة ظهور مبعوث من ملك فرنسا إلى قلعة آلموت التى يقودها حسن الصباح الذى يلعب دوره كريم عبد العزيز، وذلك برسالة مفادها طلب ملك فرنسا منهم أن يدينوا بالولاء له هم وكل من في القلعة، إلا أن أحمد عيد الذى يلعب دور الذراع اليمنى لـ حسن الصباح بادره بجملة: "قلعة آلموت ولاؤها لسيدها فقط".
بعد ذلك ظهر حسن الصباح (كريم عبد العزيز) ورد على سؤال مبعوث ملك فرنسا حينما استغرب من قوة قلعة آلموت بسخرية وقال: "قلعة بين الجبال قوتها إيه" ليقول حسن الصباح موجهاً كلامه لأحد جنود الحشاشين: "انت تعمل أي حاجة فداء الدعوة"، ويرد الجندي بالسمع والطاعة لصاحب مفتاح الجنة كما يتم وصف الصباح.
ثم يذهب الجندي لأعلى القلعة ويقول: "روحي فدا صاحب مفتاح الجنة" ملقياً نفسه إلى الموت، ويظهر بذلك مدى قوة حسن الصباح في سيطرته على أتباعه وجنوده لتلك الدرجة"، كل ذلك جعل الجمهور مع ترقب كبير لما ستسفر عنه الأحداث خاصة أنها كانت مرسومة بصورة احترافية من قبل المخرج بيتر ميمي.
مسلسل الحشاشين خلال الحلقة الأولى حاول إظهار طفولة حسن الصباح ومدى ذكائه خلال طفولته واختلافه عن أقرانه، ثم تطور الأحداث لمحاولة دراسته الحروف النورانية وغيرها من الأمور.
كون الثنائى كريم عبد العزيز وأحمد عيد ثنائية مميزة خلال أحداث المسلسل، ظهرت جلية في الحلقة الأولى، وذلك بعدما تمكنا معاً من رسم خط مميز لهما، بداية من معرفتهما سوياً عقب إنقاذ كريم له من الموت وحتى تحول عيد كتابع له وذراعه اليمنى، ليسند له الصباح أول مهمة اغتيال في تاريخ الطائفة.
استطاع العمل خلال الحلقة الأولي إبراز صورة مميزة للغاية رسمها المخرج بيتر ميمي بعناية شديدة، خلال كافة المشاهد الخارجية التي اتسمت بجمالية شديدة، خاصة في مشهد ذهاب كريم عبد العزيز مع أحمد عيد، إلى القائد ابن العطاش، وذلك داخل كهف فى جبل شاهق، وهو المشهد الذي تم تصويره بحرفية شديدة.