من هم الحشاشين ولماذا سُميت الطائفة بهذا الاسم؟.. ومن هو حسن الصباح الذي يجسد دوره كريم عبد العزيز

الإثنين، 11 مارس 2024 10:44 م
من هم الحشاشين ولماذا سُميت الطائفة بهذا الاسم؟.. ومن هو حسن الصباح الذي يجسد دوره كريم عبد العزيز
الحشاشين
إسلام ناجي

تصدر مسلسل "الحشاشين" للمؤلف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي، محركات البحث، بعد بث الحلقة الأولى فى أول أيام شهر رمضان.
 
ويعد مسلسل "الحشاشين"، من أكثر المسلسلات التى انتظرها جمهور الدراما في رمضان 2024، نظرًا لميزانية العمل الضخمة، وفريق العمل الذي يضم كلاً من كريم عبد العزيز، وفتحي عبد الوهاب، وشريف سلامة، وميرنا نور الدين، وأحمد كشك، ومحمد علاء جمايكا، وأمير المصري، وسوزان نجم الدين، وياسر علي ماهر، وعدد آخر من الفنانين الشباب، فضلاً عن تناول المسلسل لقصة جماعة، صنفت تاريخياً بأنها أول جماعة إرهابية، حيث تدور الأحداث في إطار تاريخي، في القرن الحادي عشر، حول زعيم الحشاشين (حسن الصباح)، وقيادته للفرقة التي اشتهرت بتنفيذ عمليات اغتيالات دموية لشخصيات مرموقة في تلك المرحلة.

من هم الحشاشين ومن هو حسن الصباح، الذي يجسد دوره الفنان كريم عبد العزيز، ولماذا سميت طائفة الحشاشين بهذا الاسم وما هي عقيدتهم؟. 
 
خلال القرن الحادي عشر، في شمال بلاد فارس، أسس «حسن الصباح» فرقة من المخلصين للعقيدة الإسماعيلية، وهم رجال لا يهابون الموت رغبة منهم في تحقيق هدفهم، الذي كان إلقاء الرعب داخل قلوب الأمراء والحكام المعادين لهم، إذ اغتالوا عددا من الشخصيات المهمة في ذلك الوقت، وبذلك كانوا جماعة قتالية سميت فيما بعد بـ"الحشاشين"
 
وفق ما ذكرت رواية «ألموت» الشهيرة للكاتب فلاديمير بارتول، «معنى كلمة الحشاشين».. بأنها ليست من مدخني المخدرات والحشيش، كما ظن البعض بعد الكشف عن اسم المسلسل، لكن سميت الطائفة كما اشتهرت في ذلك العصر بتنفيذ الاغتيالات الدموية للعديد من الشخصيات المهمة، إذ كان اسم الطائفة يبث القلق والرعب في نفوس المسيحيين والمسلمين حينها، وذلك الذي يناقشه مسلسل الحشاشين.

معني كلمة "الحشاشين"
وجاء معنى كلمة الحشاشين، بالقتلة أو الإغتياليين، أو الـ«الحساسان» نسبة لشيخ الجبل «حسن الصباح» الذي أسس الطائفة أو المنظمة، أو «العساسون» واشتقت من العسس إذ كانوا يقضون الليل في داخل القلعة لحراستها والدفاع عنها، نسبة لتأسيس قوتهم بـ«قلعة آلموت»، وتعني القتل خلسة أو القتل بالغدر، أو القاتل المأجور المحترف، وذلك لأنهم اشتهروا بتنفيذ الاغتيالات بسرية تامة وتنظم ممنهج.
 
ويعود تأسيس طائفة “ الحشاشين” الإسماعيلية الشيعية إلى حسن الصباح الملقب بالسيد أو شيخ الجبل، والتي تعد من أوائل الطوائف الإرهابية في التاريخ.
 
وهى طائفة باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين في مصر آواخر القرن الخامس هجري والـ11 الميلادي، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران، وتركز تواجدهم في المناطق الجبلية.
 

صراعات الحشاشين

كان أول ظهور للحشاشين الإسماعيلية في بلاد الشام سنة 498هـ/1105م عندما أرسل الحسن الصباح داعيته لنشر المذهب، ولإفساد علاقة الأخوين (دقّاق حاكم دمشق ورضوان حاكم حلب ابني تُتش بن ألب أرسلان السلجوقي)، فتحالف الداعية الإسماعيلي مع رضوان واستماله إلى المذهب الإسماعيلي، وأقام دارا للدعوة الإسماعيلية في حلب، ولكن موت رضوان جعل خلفه ألب أرسلان الأخرس ينقلب على الإسماعيلية في تلك المنطقة؛ بل تمكن من قتل رئيسهم أبي طاهر الصائغ، ولم يجد البقية إلا الهرب والنجاة.

واشتد نفوذهم أيام داعيتهم بهرام في دمشق وما جاورها في الربع الأول من القرن السادس الهجري، لكن غضب أهل دمشق على هذه الدعوة اضطر بهرام للهرب مع أتباعه، فتمكن من الاستيلاء على قلعة بانياس غربي دمشق، ولم يلبث إلا قليلاً حتى بدا خطره ماثلاً من جديد على هذه المنطقة، وكان الأتابك طغتكين -الذي وقف بجوارهم بادئ الأمر- قد أفاق على صدمة هذا الخطرالقريب منه شخصيًا، غير أنه توفي قبل مواجهتهم، وقد خلفه ابنه تاجُ الملوك بوري على حكم دمشق، وفي عهده أفرط وزيره المزدقاني الموالي للباطنية في حماية رفاقه، حتى إنه عرض على الصليبيين تسليمهم دمشق غيلة مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صُور بديلا عنها، وحدّد الطرفان أحد أيام الجُمع لتنفيذ ذلك الاتفاق، وقت انشغال أهل دمشق بصلاة الجمعة.
 
وتم كشف المؤامرة قبل موعدها فقتَل الأمير بوري وزيره الخائن، وأصدر قراره بتعقب الباطنية في كافة بلاده، وهو الأمر الذي تحمس له العامة قبل القادة، ولم يأت منتصف رمضان سنة 523هـ/1129م حتى قُتل ستة آلاف باطني، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيين الذين كانوا يتمركزون في الساحل الشامي، طالبًا منهم الحماية واللجوء مقابل تسليمهم قلعة بانياس، وقد كانت هذه الأحداث بمثابة كلمة النهاية للوجود الباطني في الشام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق