ملحمة «الاختيار» خلدت سير شهداء كمين البرث ومأورية الواحات وكشفت مؤمرات الجماعة الإرهابية ضد المصريين (6)

- أجزاء المسلسل الثلاثة وثقت لأكبر مؤامرة تعرضت لها الدولة المصرية من الإخوان الإرهابيين وكيف ردت القوات المسلحة والشرطة على المتأمرين

 

خلدت ملحمة "الاختيار" الدرامية بأجزائها الثلاثة اسطورة الفداء، وروح الانتماء للوطن باستحضارها البطولات التي قدمها الجيش المصري، ومنهم الضابط أحمد المنسي وزملاؤه في سلاح الصاعقة على مدى سنوات، وكذلك ابطال وجنود الشرطة المصرية التي ضحوا بأرواحهم أثناء تصديهم للإرهاب وحتى اللحظات الأخيرة قبل استشهادهم في شمال سيناء علي حدود مصر الشرقية، وفي الواحات علي حدود مصر الغربية، لتظل حدود مصر أمنه بعدما روتها دمائهم الطاهرة.

 

وكشفت ملحمة الاختيار النقاب عن المؤمرات التي كانت ستعصف بأمن مصر من قبل جماعة الاخوان الإرهابية، لولا تدخل الجيش المصري في الوقت المناسب لحماية مصر وابنائها، حيث جاءت الأجزاء الثلاثة من الاختيار متكاملة، فالجزء الأول تحدث عن الشهيد أحمد المنسي ورفاقة في كمين البرث،  والجزء الثاني تحدث عن دور الداخلية في الشارع واستشهادهم في مهمة الواحات، والجزء الثالث تحدث عن الصندوق الاسود للإخوان الإرهابية الذي كشف كل مخططاتهم، وكانت فرصة جيدة، أن تعرف الناس ما حدث، خصوصًا الأجيال الصغيرة، فأسهل شيء تزوير التاريخ، فكان القرار أن تقدم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الحقيقة كما هي من خلال الجزء الثالث من مسلسل الاختيار.

 

في الجزء الأول من الاختيار، جسد الفنان أمير كرارة شخصية الشهيد البطل أحمد صابر المنسى، قائد الكتيبة ‏‏103 صاعقة، الذى يعشقة أهل سيناء، واستشهد فى كمين "مربع البرث"، بمدينة رفح ‏ عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، حيث أثبتت الاحداث الاخيرة التي وقعت في فلسطين المحتلة من الحرب الاسرائيلية، علي غزة علي الجانب الاخر من رفح المصرية للتأكيد على أهمية المدينة وموقعها بالنسبة لمصر، وتوجيه التحية لمن ضحوا بدمائهم لتطهيرها من الارهاب.

 

هجوم البرث أو هجوم رفح عام 2017 هو هجوم إرهابي وقع في 7 يوليو 2017، وتم تنفيذه من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابى على بعض نقاط التمركز العسكري المصري جنوب مدينة رفح، الذى أدى إلى استشهاد وإصابة 26 فرد من أفراد القوات المسلحة المصرية، وكان على رأسهم الضابط أحمد منسي، كما تم قتل أكثر من 40 فردا من عناصر داعش مصرعهم وتدمير 6 سيارات تابعة لهم.

 

ويعد الجزء الأول من مسلسل الاختيار من أهم المسلسلات التي وثقت فترة من أصعب الفترات التي مرت بها مصر، حيث واجهت سيناء الإرهاب على مدار سنوات، حيث تمكن الجيش من التصدي له والقضاء عليه.

 

وضرب البطل أحمد منسى ورجاله أروع الأمثلة في التضحية والفداء، حينما هاجم الإرهابيين الكمين فجر يوم 7 يوليو عام 2017، حيث دافع ورجاله باستماتة لآخر طلقة حتى سقط الشهداء واحدا تلو الآخر لينتهي مسلسل الشجاعة والتضحية بسقوط الشهيد أحمد منسى محتضنا سلاحه، ولم يتمكن أحد من هؤلاء من اقتحام مبنى الكتيبة الذى انفجرت فيه سيارتان مفخختان، كما لم يستطع هؤلاء أخذ جثة أي شهيد من هؤلاء الأبطال.

 

واستشهد في كمين البرث البطل جندي “فراج محمد محمود أحمد”، والبطل سائق “عماد أمير رشدي يعقوب”، والبطل جندي “محمد محمود محسن”، البطل جندي “أحمد محمد علي نجم”، البطل جندي “على حسن محمد الطوخي”، والبطل جندي “محمود صبري محمد”، والبطل جندي “محمد محمود فرج”، و”أحمد العربي مصطفى”، والبطل مندوب مدني “صبري”.

 

وسلط مسلسل "الاختيار 2" الضوء على شهداء الشرطة في وقت الفتن التي تسببت في انقسامات داخل الشارع المصري بداية من 2012 حتى 2020، وأهم الأحداث التي شاركت فيها قوات الشرطة كفض اعتصامي رابعة والنهضة الذي نتج عنهما الكثير من ضحايا وشهداء من قوات الشرطة، بالاضافة إلي حادث مأمورية الواحات التي راخ ضحيتها العشرات من ابناء الشرطة المصرية.

 

وفضح الاختيار ٢ مخططات الجماعة الإرهابية لتفجير استاد القاهرة الدولي خلال بطولة الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر عام 2019، وحادثة استاد بورسعيد وتفجيرات مديريات الامن وغيرها من الاحداث الارهابية التي تصدت لها الشرطة، كما سطرت الحلقات الاخيرة من المسلسل تضحية مأمورية الواحات التي وقعت في 20 أكتوبر 2017، وأسفر عن استشهاد 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، ومصرع 15 من العناصر الإرهابية.

 

واستُشهد في حادث مأمورية الواحات ضباط شرطة العميد امتياز إسحاق والمقدم أحمد فايز الذي جسد دوره في الإختيار 2 الفنان أحمد سعيد عبد الغني، والمقدم أحمد جاد جميل والمقدم محمد مصيحلى، والرائد محمد عبد الفتاح سليمان والرائد أحمد عبد الباسط  والنقيب كريم فرحات، كما استُشهد النقيب أحمد زيدان والنقيب إسلام محمد حلمى على مشهور والنقيب عمرو صلاح عفيفى والنقيب أحمد أبو شوشة ورقيب شرطة أنور محمد الدبركى والمجند بطرس سليمان مسعود  ومجند محمود ناصر رجب ومجند حسن زين العابدين والمجند عمر فرغلى أحمد.

 

وفي اعترافاته أكد المتهم الليبي عبد الرحيم المسماري أنه وأفراد جماعته بقيادة عماد الدين عبد الحميد ارتكبوا الحادث، واضاف المسماري في اعترافاته في القضية رقم 160/2018 "ارتقت كل مجموعة تبة عالية على جانب الطريق الذي ستمر منه قوات الأمن وعلى مسافة قصيرة من القوات وتم إطلاق قذائف آر بي جي تجاه القوات ثم تابعوا بإطلاق النار من الأسلحة الآلية والثقيلة وأخذوا النقيب محمد الحايس والمرشد الذي كان عضوا بجماعتهم وألقي القبض عليه ودل الأمن على مكان وجود الجماعة ويدعى إبراهيم بعرة".

 

وقال المتهم إنه "بعد ارتكاب الحادث تم الابتعاد مسافة تراوحت بين 60 و80 كيلومترا داخل صحراء الواحات، ونتيجة الملاحقات الأمنية المتتالية بعد ارتكاب الحادث لم يتمكنوا من العودة للأراضي الليبية وعدم وجود مؤن كافية وطعام وشراب ووقود للسيارات وكانوا يتنقلون بين أماكن مختلفة داخل صحراء الواحات وكانوا يعلمون أن قوات الأمن تلاحقهم لأن الأمن كان يصل للأماكن التي تواجدوا بها بعد مغادرتهم أكثر من مرة".

 

ودارت أحداث الجزء الثالث من الاختيار حول ما شهدته مصر خلال السنوات التى أعقبت ثورة 25 يناير، والأسباب التي أدت إلى وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى رأس السلطة، والأزمات التي لحقت بمصر في تلك الفترة التي تسببت في حالة غضب شعبي على الجماعة والرئيس المعزول محمد مرسي، والتي انتهت باندلاع ثورة 30 يونيو 2013، وكشف المسلسل بالصوت والصورة، محاولة خيرت الشاطر وجماعة الإخوان السيطرة على المؤسسات العسكرية بتفيذ عملية إرهابية في رفح، كما كشف الجزء الثالث من الاختيار حشد الإخوان لميلونية الشرعية لتأييد قرارت الرئاسة، ومطالبة الشاطر لأعضاؤ الجماعة حصار المحكمة الدستورية العليا لمنع القضاة من الاعتراض على الإعلان الدستورى، ويحشد الآلاف أمام قصر الاتحادية لحماية الشرعية، ويُقتل الصحفي الحسيني أبو ضيف بطلقة محرمة دوليا.