«في ألف غيره بيتولد».. جيل بيسلم جيل راية الشهادة خفاقة (4)

السبت، 09 مارس 2024 11:00 م
«في ألف غيره بيتولد».. جيل بيسلم جيل راية الشهادة خفاقة (4)
عنتر عبد اللطيف

تضحيات أبناء مصر البواسل ضباط وجنود قواتنا المسلحة لا تنتهي، لتثبت بالفعل أن "جيل يسلم جيل في التضحيات والفداء وتقديم الدماء فداء لمصر ودفاعا عن تراب الوطن الطاهر".
 
زيواكب يوم الشهيد ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض في 9 مارس 1969 بعدما توجه بنفسه إلى الجبهة ليعاين نتائج المعركة عن قرب، وزار أكثر المواقع تقدماً لتنفجر إحدى قذائف مدفعية العدو بالقرب منه، فاستشهد متأثرا بجراحه بسبب الشظايا القاتلة لتحي الدولة المصرية والشعب المصرى ذكرى استشهاده في يوم الشهيد.
 
رثاه الرئيس جمال عبدالناصر يوم استشهاده قائلا: «وإنه لمن دواعى الشرف أن قدم عبدالمنعم رياض حياته للفداء والواجب فى يوم مجيد، استطاعت فيه قواتنا المسلحة أن تلحق بالعدو خسائر تعتبر من أشد ما تعرض له"، كما كرمه بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يوم 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر.
 
ويقول المهندس عزالدين سيد أحد أبطال حرب أكتوبر، في تصريحات سابقة إن القوات المسلحة الباسلة قدمت بطولات كثيرة في حرب أكتوبر المجيدة وفي حرب الاستنزاف، مؤكدا إلى أن عدد مَن استشهدوا في حرب الاستنزاف أضعاف مَن استشهدوا في أثناء الحرب.
 
وشهدت حرب الاستنزاف 3 مراحل بدأت بمرحلة «الصمود»، ثم «الدفاع النشط»، وبعدها تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها «الاستنزاف»، لتتوج بنصر 1973 العظيم، واستغرقت «مرحلة الصمود» من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، واستهدفت سرعة إعادة البناء، ووضع الهيكل الدفاعي عن الضفة الغربية لقناة السويس، فيما كان هدف مرحلة «الدفاع النشط»؛ تنشيط الجبهة والاشتباك بالنيران مع القوات الإسرائيلية؛ لتكبيدها أكبر قدر من الخسائر في الأفراد والمعدات، واستغرقت من سبتمبر 1968 إلى فبراير 1969.
 
خلال مرحلة «الاستنزاف»، والتي استغرقت من مارس 1969 إلى أغسطس 1970 تكبدت إسرائيل خسائر هائلة في الأفراد والمعدات.
 
ومن شهداء حرب الاستنزاف مقدم بحري أركان حرب حسني محمد حماد من شهداء معركة شدوان 22 يناير 1970، الذى تخرج في الكلية البحرية في أغسطس 1952، و عمل في لواء لنشات الطوربيد منذ تخرجه وأشترك في المعارك البحرية أثناء العدوان الثلاثي، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية و سافر في بعثة دراسية للإتحاد السوفيتي وعاد ليعمل في نفس فرع تخصصه بلواء لنشات الطوربيد حتى استشهد في معركة شدوان وهي جزيرة صخرية منعزلة مساحتها نحو 60 كيلو متر وتقع بالقرب من مدخل خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وعليها فنار لإرشاد السفن وتبعد عن الغردقة 35 كيلو متر وعن السويس 325 كيلو متر.
 
كمت استشهد العقيد إبراهيم الرفاعي في 19 أكتوبر 1973م، بعدما عمليات أسطورة الصاعقة المصرية الرعب في قلوب الإسرائيليين. تخرج  من الكلية الحربية 1954م، وانضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة أبو عجيلة، ولفت النظار خلال فترة تدريبه. وعُين مدرسًا في مدرسة الصاعقة، وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956م، وشارك كذلك في الدفاع عن مدينة بورسعيد.
 
وقاد الرفاعى مجموعة من الضباط والجنود الفدائيين لتنسف قطار للعد عند الشيخ زويد، ثم دمرت مخازن الذخيرة عند انسحاب القوات من معركة 1967ثم توالت عمليات الأبطال ضد الجيش الإسرائيلي، ونجحوا في تلقين العدو درسا قاسيا وتوسعت المجموعة وانضم إليها العشرات ليطلق عليها «المجموعة 39 قتال».
 
المفارقة أن «الرفاعي» اختار «شعار رأس النمر» كرمز للمجموعة، وهو ذات  الشعار الذي اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948 ما يؤكد بالفعل أن مسيرة الأبطال مستمرة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق