كيف تدرب طفلك على الصيام؟
الخميس، 07 مارس 2024 09:20 م
أيام قليلة تفصلنا عن رمضان وحلاوة الصيام وتجمع العائلة وصلاة التراويح والتهجد وقراءة القرآن.
ويأتي هذا الشهر الفضيل ليحمل في طياته العديد من العادات الطيبة التي تضفي إحساسا بالمودة والكرم على البيوت والشوارع، وهنا تظهر أهمية تدريب أطفالنا على الصيام وممارسة الشعائر المرافقة، من صلاة وقراءة القرأن والإحسان للغير وإخراج الصدقات وإيصال مفهوم العطاء للغير.
وما أجمل أن ننقل للطفل إحساسنا بأنه مسؤول وقادر على الصيام، فالصغير يحب أن يرى نفسه كبيرا ويفعل كما يفعل الكبار فلا تحرمه من هذا الإحساس.
ويجب الصيام شرعا عند البلوغ، لكن ليس من الحكمة ترك الطفل دون تدريب على الصيام، حتى إذا بلغ فاجأته بالأمر؛ ولهذا كان تدريب الأطفال على الانقطاع عن الطعام أمرا مستحبا وسنة متبعة منذ عهد الصحابة الكرام، فكيف يكون ذلك؟ كيف ندرب الطفل على الصيام؟
يفضل أن نبدأ مع الطفل "بالتدريج من سن السابعة، فهي سن التمييز، ثم يترقى في عدد الساعات سنة بعد سنة، مع مراعاة ظروفه الصحية الخاصة ومدى قدرته على التحمل".
وهناك طرق متعددة لتدريب الطفل على الصيام، ومنها ألا يصوم اليوم كاملا، بل يصوم جزءا منه، من أوله حتى الظهر، أو يفطر الصباح ثم يصوم من الظهر حتى المغرب كي يفطر مع الأسرة، وهو أحسن، وأن يصوم صيام الماء، فيسمح له بالماء والعصير فقط دون الأكل، وعلى الوالدين مراقبة الصغير الصائم، فإذا ظهرت عليه علامات الإعياء والإرهاق، فليفطر، كما أن بعض الأطفال من المرضى لا يناسبهم الصيام، كمرضى السكري والكلى.
كما لا بد من مراعاة نفسيات الأطفال، فبعضهم لا يحب ترك الصيام والأفطار وسط النهار، لكن على الوالدين أن يرددا عليه أن "ربي يحب الأطفال ويسامحهم"، و"إذا جاعوا يمكن أن يأكلوا، فالله لا يؤاخذهم"، ونحو ذلك.
ويجب أن نتذكر أن الطفل أمهر آلة تسجيل في الدنيا، ولهذا يجب ألا نظهر نحن الكبار التأفف والتذمر من الصيام، وألا نمضي النهار كله نائمين، ونسهر في الليل، ويجب علينا الامتناع عن التدخين في رمضان وفي غيره، وأن نضبط أعصابنا ونتجنب الانفعال، ويجب ألا نترك وجبة السحور، وأن نوقظ الطفل لتناولها ليستعد للصيام فمن الرائع أن يصوم الطفل بحب وتقبل لا مكرها حتى يصوم عن قناعة ولا يفطر في الخفاء بعيدا عن الأعين.
تظل عبادة الصوم أمر بين العبد وربه لا يعلمه ولا يجازي عليه إلا رب العالمين.