"بلومبرج": مستثمرون أجانب أشادوا بالقرارات الاقتصادية المصرية ويتوقعون جذب مصر لمزيد من مليارات الدولارات
الخميس، 07 مارس 2024 08:18 م
تحت عنوان "مليارات الدولارات الخليجية تتجه إلى مصر مع احتدام حرب الشرق الأوسط "، تحدثت وكالة "بلومبرج" فى تقرير لها اليوم عما أسمته تحول مصر من حافة الكارثة الاقتصادية، إلى الحصول على أكثر من 40 مليار دولار من الاستثمارات والقروض من دولة الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي، خلال 10 أيام فقط، مع احتمال وصول المزيد من التمويل من المملكة العربية السعودية وغيرها.
وقامت الوكالة، إن القرارات المصرية التى تم اتخاذها أمس برفع الفائدة وتحرير سعر الصرف، بالتنسيق مع الأطراف المختلفة، بقيادة دول الخليج الغنية بالنفط وصندوق النقد الدولي، وبدعم من الولايات المتحدة،تحقق الاستقرار في مصر، والتي تعد شديدة الأهمية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تضررت من ارتفاع التضخم والحرب في غزة.
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مستثمرين أجانب أشادتهم بالفعل بهذه الخطوات، وتوقعهم أن تجتذب مصر مليارات الدولارات عن طريق السندات في الأشهر المقبلة، وقالت: "من المرجح أن تكون الخطوة التالية لمصر، هي استثمار بمليارات الدولارات مع المملكة العربية السعودية، وتجري السلطات المصرية والسعودية محادثات أولية؛ بشأن حقوق تطوير منطقة رأس جميلة على ساحل البحر الأحمر، حسبما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر".
وأشار التقرير إلى أن المفاوضات بين السلطات المصرية والسعودية بشأن منطقة رأس جميلة التي تقع بالقرب من مشروع "نيوم" الضخم في المملكة العربية السعودية، لا تزال في مراحلها الأولى وقد تفشل، موضحاً ن الموقع أصغر بكثير من رأس الحكمة، الذي يبلغ حجمه حوالي ثلاثة أضعاف حجم "مانهاتن"، ومع ذلك، فإن أي اتفاق قد يصل إلى عدة مليارات من الدولارات، بحسب المصادر.
من جانبها، ذكرت كبيرة الاقتصاديين في بنك أبو ظبي التجاري "مونيكا مالك": "أن الاقتصاد المصري كان على حافة الانهيار، وتعكس حجم صفقة رأس الحكمة عمق الأزمة"، وأضافت: "لا تريد الإمارات ولا دول الخليج رؤية ربيع عربي آخر أو اضطرابات سياسية في مصر".
وقالت وكالة "بلومبرج": بدأت أحدث موجة من الاضطراب الاقتصادي في مصر في عام 2022، عندما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وزيادة تكلفة الواردات من القمح والوقود، وكذا خروج حاملي السندات بشكل جماعي، وفقدت البلاد حوالي 20 مليار دولار، وأدت حرب إسرائيل مع حماس في غزة إلى تفاقم الضغوط، حيث تراجعت السياحة، وكذلك انخفضت إيرادات قناة السويس وهي مصدر دخل مهم لمصر.
وتعتبر مصر وسيطًا رئيسيًا في محادثات وقف إطلاق النار، إلى جانب الولايات المتحدة وقطر، وتحاول إدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع، على الرغم من مقاومة القاهرة لدعوات استقبال مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين من غزة، وترى مصر أن ذلك يقوض قضيتهم، من أجل إقامة دولة مستقلة ويشكل تهديدا أمنيا في حال كانت حركة حماس من بين اللاجئين، وتسببت خطوات الإمارات في مصر، التي من بينها شراء حصص في الشركات المصرية التي تديرها الحكومة، في دفع المملكة العربية السعودية - التي تعتبر نفسها القوة السياسية الإقليمية الرئيسية - إلى تسريع محادثات الصفقات الخاصة بها، وفقًا لبعض المصادر التي صرحت بذلك لرويترز.
ونقلت الوكالة عن عمر منيب، كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ""Eurasia Group، قوله إنه من المرجح أن يتبع صفقة رأس الحكمة الإماراتية صفقات أخرى مع شركاء خليجيين آخرين، بالإضافة إلى التدفقات النقدية المتوقعة من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وهو ما يسهم في الحفاظ على استقرار العملة المحلية، وتلبية التزامات أقساط الديون، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين التصنيف الائتماني لمصر، وبالتالي تخفيض تكاليف الاقتراض الخاصة بها.
ويضيف "منيب"، بأن توجه دول الخليج قد تغير كثيرًا خلال السنوات الماضية، ففي الماضي، كانت الدول الخليجية الغنية بالطاقة مصدرًا هامًا لدعم لمصر، إلا أن هذا الموقف تغير كثيرًا مع الوقت، حيث سعت دول الخليج من بينها: الإمارات والسعودية وقطر إلى تأمين استثمارات مُربحة بدلاً من تقديم المساعدات النقدية فقط، وقد جعلت الحرب في غزة الوضع أكثر إلحاحًا.
ويؤكد التقرير أن الحرب في غزة، ضاعفت من الأهمية الجيوسياسية لمصر، ما جعل الأطراف المختلفة تتجه لمساعدتها على تحقيق استقرارها الاقتصادي، نظرًا لحجمها وقوة تأثيرها على ديناميكيات السياسة الإقليمية، وفقًا لبلال بسيوني، المختص بشئون الشرق الأوسط في شركة "Pangea-Risk".
ونقلت وكالة "بلومبرج" عن مستثمرين أجانب أشادتهم بالفعل بهذه الخطوات، وتوقعهم أن تجتذب مصر مليارات الدولارات عن طريق السندات في الأشهر المقبلة.