وزير الأوقاف: للإعلام الديني دور عظيم في بناء الشخصية وترسيخ الانتماء الوطني.. والليثى: العلاقة بين القيم الأخلاقية ومهارات الاتصال الحديثة معقدة

الأحد، 03 مارس 2024 01:56 م
وزير الأوقاف: للإعلام الديني دور عظيم في بناء الشخصية وترسيخ الانتماء الوطني.. والليثى: العلاقة بين القيم الأخلاقية ومهارات الاتصال الحديثة معقدة
منال القاضي

افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي، الدورة العلمية الدولية السادسة، التي تعقدها أكاديمية الأوقاف الدولية لأعضاء اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي، بالمشاركة مع المنسقين الإعلاميين بالأوقاف، صباح اليوم الأحد 3 مارس 2024، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن ستي.
 
وهنأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الحضور الكريم بشهر رمضان المبارك، وقال: إننا في هذه الأيام نستعد لاستقبال شهر رمضان، والأحرى أن نستعد للقاء الله (عز وجل)، فرمضان وسيلة لا غاية، وهو سبيلنا إلى الله وطريقنا إليه ووسيلتنا عنده، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ: أَيْ رَبِّ ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ: مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه؛ فيَشْفَعَانِ"، موضحًا أن الغاية هي مرضاة الله (عز وجل)، وأن من يعملون في الحقل الدعوي والإعلامي، لاسيما الإعلام الديني يمكن أن يحولوا عملهم الوظيفي إلى عبادة محضة، بتجديد النية وحسن القول، وكما قال الإمام أبو حامد الغزالي: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، وقد يثاب المرء رغم أنفه، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْساً إلاَّ كانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لهُ صَدَقَةً، وَمَا سُرِقَ مِنْه لَه صدقَةً، وَلاَ يرْزؤه أَحَدٌ إلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً"، وأن الله سبحانه لا يضيع جهد من اجتهد، وكما يقول الإمام الحسن البصري (رحمه الله): "خذ من دنياك لآخرتك تربحهما جميعًا ولا تأخذ من آخرتك لدنياك فتخسرهما جميعًا"، يقول أحد الحكماء: يا ابن آدم أنت في حاجة إلى نصيبك من الدنيا ، ولكنك إلى نصيبك من الباقية أحوج، فإن أنت بدأت بنصيبك من الآخرة وكانت عينك على طاعة الله مَرَّ بنصيبك من الدنيا فانتظمه انتظامًا فأصلح الله لك أمر الدنيا والآخرة، وإن أنت بدأت بنصيبك من الدنيا على حساب نصيبك من الآخرة ضيعت نصيبك من الآخرة وكنت في نصيبك من الدنيا على خطر، وليس لك منه إلا ما كتب لك.
 
وأكد وزير الأوقاف على أهمية دور الإعلام، مشيرًا إلى أن الإعلام نوعان؛ إعلام ناقل للخبر، وإعلام يسهم في بناء الوعي بالتثقيف والتحليل، ويمكن للإعلام الديني بصفة خاصة وللإعلام الوطني بصفة عامة أن يؤدي دورًا عظيما في أمرين: الأول في بناء الشخصية الوطنية بالتوجيه السليم الدقيق شريطة أن لا يكون السبق على حساب المضمون، وقد قال أحد الإعلاميين الكبار: المصداقية أهم شيء في الإعلام، فلأن تُسبق بمائة خبر خيرٌ من أن تنشر خبرًا بلا تحقق ولا تدقيق فيأخذ من رصيدك، والأمر الآخر ترسيخ الانتماء الوطني.
 
وخلال كلمته، وجه الدكتور عمرو الليثي، رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات منظمة دول التعاون الإسلامي، الشكر والتقدير إلى جمهورية مصر العربية، حكومة وشعبًا وإلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعم سيادته الكريمة لإقامة مثل هذه الدورات التدريبية التي تقام في مصر، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، والتي هي خير دليل على عمق إدراك الواقع وحسن توظيف الموارد.
 
وأكد رئيس اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي، أن هذه هي الدورة التدريبية المتميزة السادسة في سلسلة حلقات التعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، معبرًا عن تفاؤله من افتتاح هذه الدورة قب استهلال الشهر الكريم شهر رمضان، وأن موضوع الدورة يطرح نفسه بقوة على الساحة الإعلامية الدولية وهو العلاقة بين القيم الأخلاقية ومهارات الاتصال الحديثة، تلك العلاقة المعقدة التي تتطور يوميا وتسجل معها الفرص البراقة والتحديات للاعتبارات الأخلاقية، وأن المتابع للمشهد الإعلامي يجده ديناميكيا فيوميا نجد المعلومات الحديثة من المصادر المختلفة لكل منها تحيز ذاتي، تجد ذلك عائقا أمام المسئولية المتضمنة الميثاق الأخلاقي لرجل الإعلام والشفافية المطلوبة في عرض الحقائق ونشر المعلومات، مبينا أننا نتناول في هذه الدورة مهارات الاتصال الحديثة وكذلك القيم الأخلاقية التي تدعم الممارسة الإعلامية المسئولة، كما أكد على أهمية الكلمة ومدى تأثيرها على الفرد والمجتمع، فتلك المهارات المكتسبة تتيح لنا تقديم المعلومات وتحديد التحيزات المحتملة والتمييز بين الحقيقة والرأي لاتخاذ قرارات مستنيرة حول ما يجب مشاركته وكيفية توصيل رسائلنا الأخلاقية، ولن يتأتى هذا إلا بمحو الأمية الرقمية بجوانبها المختلفة مثل الوعي بالإعدادات الخصوصية وأمن البيانات وكيفية التحكم في مشاركة المعلومات وإدراك الفروق بمنصات الاتصال المختلفة والعواقب المحتملة للتواصل الرقمي، ثم يأتي دور الأطر الأخلاقية والمواثيق وذلك بوضع مدونات أخلاقية توجيهية للتواصل كل في مجال تخصصه متيحة معايير موضحة لمنسوبيها لاتخاذ القرارات الأخلاقية وتتيح أيضا المحاسبة والتدقيق.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق