مدن عالمية ومناطق صناعية.. تفاصيل مخطط تنمية الساحل الشمالي الغربي
الجمعة، 23 فبراير 2024 04:31 م
في عام 2014، وضعت الحكومة المصرية مخططًا لتنمية الساحل الشمالي الغربي، لتصبح محور تنمية جديد، ويقوم المخطط على إنشاء العديد من مدن الجديدة المستدامة والذكية من الجيل الرابع لاستقطاب ملايين من السكان، وخلق أنشطة اقتصادية متميزة توفر فرص عمل لأعداد كبيرة من الشباب خلال العقود القادمة، والقطاع الزراعي الذي شهد تدشين مشروعي المليون ونصف المليون فدان والصوب الزراعية، مرورًا بالقطاع الصناعي الذي شهد تشييد عدد كبير من المصانع بالإضافة إلى ترسانة الإسكندرية، وإنشاء عدد كبير من الطرق التي تربطها بكل أنحاء الجمهورية.
رؤية تنفيذية متكاملة
ويعتمد المخطط على الاستخدام الأمثل لكافة الموارد والمقومات في هذا النطاق، ويتمثل ذلك في استغلال المناطق جنوب الشريط الساحلي بدءًا من العلمين إلى السلوم في استصلاح الأراضي بالاعتماد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، وتنمية المدن الساحلية القائمة كمراكز تنمية رئيسة، مع إنشاء مراكز سياحية عالمية إضافة إلى استغلال ظهير الاستصلاح الزراعي في إنشاء تجمعات عمرانية جديدة قائمة على الأنشطة السياحية والسكنية، وأنشطة التصنيع الزراعي والتعدين، فضلا عن إنشاء عدد من التجمعات البيئية الجديدة الخدمة أنشطة سياحة السفاري، وإمكانية استصلاح ملايين الأفدنة على تحلية مياه البحر ومياه الصرف الزراعي المعالجة الاستزراع نباتات الوقود الحيوي والأعلاف، بجانب استغلال منخفض القطارة في التنمية المتكاملة.
الطرق
يعد وجود شبكة طرق هو أهم مقومات النجاح لهذا المشروع القومي الثالث، فالطرق هي شرايين التنمية، لذا تم البدء في تنفيذ مجموعة من المحاور العرضية التي تدعم الاتصالية بين المراكز العمرانية بهذا النطاق التنموي وبين باقي أنحاء الجمهورية، وخاصة مناطق الصعيد، وذلك ضمن الخطة القومية للطرق التي أعلنت الحكومة بدء تنفيذها.
ويأتي في مقدمة هذه المحاور محور منخفض القطارة من طريق القاهرة - الإسكندرية، شرقا بطول 220 كم وصولا إلى رأس الحكمة، ووصلاته الفرعية إلى البرقان الحمام العلمين، الضبعة وفوكة، بالإضافة إلى ربط المنطقة بمحافظات الصعيد من خلال شبكة جديدة من المحاور العرضية، وهي محور البهنسا (المنيا) - الواحات البحرية - سيوة - جغبوب عند الحدود الليبية، أسيوط - الفرافرة - عين دلة - سيوة".
المياه والطاقة
يمثل مشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي المدخل نحو اليات تنفيذية جديدة للتصدي لقضيتي ندرة المياه والطاقة، من خلال العديد من التوجهات والأفكار والأدوات التنفيذية، وذلك من خلال استخدام موارد طاقة جديدة ومتجددة من الطاقة الشمسية التي سيتم توليدها بهذا النطاق الذي يعد ثاني أكبر مناطق سطوع شمسي على مستوى الجمهورية، وكذا من خلال الطاقة النووية، خاصة بعد اتخاذ العديد من الخطوات التنفيذية المتقدمة في مشروع المفاعل النووي بمنطقة الضبعة.
وكذلك سيتم توجيه مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة إلى تحلية مياه البحر، الاستخدامات التنمية المختلفة، وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المورد لتنفيذ هذا المشروع، ويمثل وجود هذين المقومين الأساس لتفعيل باقي مقومات التنمية بالمنطقة.
الزراعة
تزخر المنطقة بموارد المياه الجوفية في الظهير الصحراوي، مع نطاقات ساحلية تتجمع بها مياه الأمطار، مع من خلال ترعة الحمام المقرر استصلاح وزراعة نحو 148 ألف فدان حول توافر مصدر الري من نهر النيل مسارها فور إعادة الترعة إلى التشغيل وإزالة المعوقات أمامها، ومن المقرر زراعة 150 ألف فدان في منطقة المغرة، ونحو 50 ألف فدان جنوب منخفض القطارة، و 30 ألف فدان في سيوة، بما يتيح رفعة زراعية موزعة على أنحاء الظهير الصحراوي بالمنطقة اعتمادا على موارد المياه الجوفية ومصار الري المؤكدة.
التنمية الصناعية
الصناعات التي تقوم عليها تحتوى المنطقة على العديد من الموارد الاستخراجية التي تكفل إقامة العديد من بشكل أساسي أو ثانوي، ومن أهم تلك الموارد الحجر الجيري متوسط وعالي النقاء، الطفلة البتونايت الدولومايت، الجبس، رمال الكوارتز، وهي كلها من مقومات صناعة مواد البناء، هذا بالإضافة إلى الملح الصخري شديد النقاء ذي القيمة الاقتصادية العالية في التصدير في منخفض القطارة، فضلا عن وجود نطاقات استكشاف واستخراج البترول. عند حافة منخفض القطارة، مع استكشافات للزيت العام والغاز الطبيعي
المدن الجديدة
يتضمن مخطط للمية الساحل الشمالي الغربي كذلك إنشاء عدد من المدن الجديدة في الأقاليم التنموية الواعدة ومن بينها مدينة العلمين لتكون باكورة الجيل الرابع من المدن الجديدة في مصرة إذا تمثل مدينة العلمين الجديدة أحد أهم القطاب التنمية المتكاملة للساحل الشمالي الغربي ومنخفض القطارة.
وصدر قرار جمهوري بإنشاء مدينة العلمين الجديدة على مساحة 88 ألف فدان بمنطقة تبعد حوالي 10 كيلومتر عن الساحل، ستكون ايقونة التنمية بالساحل الشمالي كله، كمدينة ذات طابع بيني عمراني متميز جنوب الطريق الساحلي.
وتمثل هذه المدينة الجيل الرابع من المدن الجديدة التي تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، بعد أن تم تطهيرها من الألغام، فضلا عن توافر 15 ألف فدان معدة للتنمية الفورية بالمدينة.
بالإضافة إلى مدينة رأس الحكمة التي يستهدف مخطط التنمية العمرانية وضعه على خريطة السياحة العالمية خلال 5 سنوات كأحد أرقى المقاصد السياحية على البحر المتوسط وفي العالم، وتعكف الحكومة في الوقت الراهن على إنهاء مخطط تنمية المدينة لتكون ثاني المدن التي يتم تنميتها في إطار المخطط من خلال الشراكة مع كيانات عالمية.
المقومات السياحية
تضم منطقة الساحل الشمالي الغربي أنماطا متعددة ومقومات جاذبة للسياحة الشاطئية، على طول امتداد الساحل الشمالي الغربي لنحو 400 كم من غرب الإسكندرية، وحتى الحدود الغربية للجمهورية، بطول نحو 90 كم من غرب الإسكندرية وحتى العلمين، ومن العلمين وحتى رأس الحكمة بطول نحو 130 كم، ومن النجيلة وحتى السلوم بطول نحو 130 كم تضم بداخلها شرق و غرب مدينة مرسى مطروح بطول نحو 90 كم.
أما السياحة العلاجية فهي في رمال واحة سيوة، والسياحة البيئية في نطاق محميات العميد وسيرة والسلوم، فضلا عن سياحة السفاري التي تعتد مساراتها من الصحراء البيضاء إلى الواحات البحرية عبر الكثبان الرملية بالصحراء الغربية، وصولا إلى منطقة واحة سيوة، وذلك عبر محاور السياحة السفاري من العلمين.