هل ينجح التوأمان فى قيادة المنتخب؟
الأحد، 11 فبراير 2024 10:58 ص
5 خطوات لإصلاح مسار الكرة المصرية أهمها قاعدة مدربين مؤهلين وإنشاء أكاديميات للناشئين وإصلاح منظومة التحكيم
اختيار علاء نبيل مديرا فنيا للجبلاية أول خطوة للإصلاح بشرط الاستماع لآرائه وتنفيذ خططه المستقبلية حتى لا ينتهى إلى مصير الجوهرى
الثلاثاء الماضى، قرر مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم، فى اجتماعه الطارئ رسميا تعيين حسام حسن مديرا فنيا للمنتخب المصرى الأول، خلفا للمدير الفنى البرتغالى روى فيتوريا، وتعيين إبراهيم حسن مديرا للمنتخب، وطارق سليمان مدربا للمنتخب وسعفان الصغير مدربا للحراس، ووليد بدر مدير إدارى، واعتذار محمد يوسف عن منصب مدرب المنتخب بعد ساعات من تعيينه.
وقبل توجيه الشكر له، قدم البرتغالى روى فيتوريا تقريرا لاتحاد الكرة تناول أن منتخب مصر خاض فى البطولة الأفريقية أربع مباريات شهدت أفضل معدل تهديفى تمثل فى 7 أهداف، كما أن المنتخب أكثر منتخب خلق فرصا وأرسل عرضيات وقطع الكرة فى ملعب المنافس ويملك أرقاما جيدة على مستوى الاستحواذ، أما الأهداف التى دخلت مرمى المنتخب، وهى 7 أهداف، جاءت عكس سير المباريات وفى حالة عدم تحقيقنا الفوز لا أحد ينظر للأرقام، كما أشار إلى تعرض لاعبى المنتخب لإصابات قوية ومؤثرة من بينها إصابة محمد صلاح ومحمد الشناوى وإمام عاشور والثنائى تريزيجيه وعمر مرموش قبل المباراة الأخيرة، بالإضافة إلى عدم ظهور بعض اللاعبين بالمستوى والحالة المتوقعة منهم، فضلا عن أن درجة الحرارة والرطوبة المرتفعة فى كوت ديفوار أثرتا بشكل سلبى على مردود الفريق.
هذه القرارات جاءت بعد الخروج المؤسف للمنتخب من دور الـ16 بأمم أفريقيا، وهو الخروج الذى رأينا وتابعانا من بعده الكثير من التحليلات الكروية، التى كانت متوقعة من خبرائنا الكرويين، الذين لم ولن يتغيروا أبدا، لأنهم لا يملكون شيئا يضيفونه إلى الكرة المصرية سوى مزيد من الصوت العالى، أو التحليلات الفوضوية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع.
من ضمن ما قيل إن ما حدث للمنتخب أمر متوقع، لأننا لا نملك منظومة احتراف قوية.
وقيل أيضا إن الدورى المصرى ضعيف، وكان نتيجته ما حدث مع المنتخب.
وقيل أيضا إن السبب الاتيان بمدير فنى أجنبى وتجاهل المدرب المحلى، رغم أن كل إنجازات أو اغلب إنجازات الفراعنة كان على يد مدير فنى محلى.
وقيل إن الشللية التى تحكم الكرة المصرية هى السبب فى ما حدث.
قيل وقيل الكثير، رغم أن كل ما قيل لم يأت بالسبب الحقيقى، الذى لا نعرفه، وكان التوقع من خبرائنا الأفذاذ أن يأتوا به علنا نضع أنفسنا على الطريق الصحيح.
فكل ما قيل منهم خلال الأيام الماضية، مردود عليه.
أما بالنسبة لمنظومة الأحتراف القوية التى نفتقدها، فمردود عليها بأن كبار القارة السمراء الذين يملكون مئات المحترفين فى أفضل الأندية العالمية أخفقوا أيضا فى البطولة الأفريقية، فضلا عن أن منتخب جنوب أفريقيا الذى لا يملك سوى أعداد قليلة من المحترفين قدم أداء جيد ووصل إلى المربع الذهبى للبطولة الأفريقية، ولأنه يعتمد على عناصر كثيرة من فريق صنداونز، رأينا من يلقب الأولاد بفريق صنداونز، وهو ما يؤكد أن المشكلة ليست فى عدم وجود محترفين لنا كثيرين فى الخارج، وأكبر دليل على ذلك أن مصر حصدت 3 بطولات افريقية متتالية 2006، 2008، و2010، بفريق قوامه الغالب من اللاعبيين المحليين.
أما القول بأن الدورى المصرى ضعيف ولم يفرز اللاعبين القادرين على الأداء الدوليين فمردود عليه بان الأهلى هو بطل أفريقيا، كما أن الأندية المصرية لا تزال تملك السطوة الأفريقية.
فى المجمل فإن كل ما قيل مردود عليه بعكسه تماما، سواء على المستوى المحلى أو الافريقى، لانه لا توجد تجربة كاملة نستطيع أن نستقى منها ما نراه صالحا لنا، وهو أمر لا عيب فيه إذا وجدناه.
المشكلة الأكبر من وجهة نظر الكثيرين أن أحد الأسباب الرئيسية فيما نحن فيه بجانب غياب الفكرة المستقبلية التى يجب أن تكون متواجدة لتحديد لمستقبل الكرة المصرية، فإن خبرائنا الكرويين هم سبب التعثر الكروى، لأن الكثير منهم ولن أذكر أسماء لأن الجميع يعرفهم، اختاروا أن يكونوا نجوم التحليل الفضائى، لأنه لا يتطلب منهم شيئا سوى كلمتين أو افيهات يلقونها هنا أو هناك، أو التريقة على هذا اللاعب أو ذلك المدرب، لكن لا أحد منهم كلف نفسه عناء الدراسة والتفقه فى العلم الكروى، الذى أصبح حقيقة علم تتداخل فيه الكثير من العناصر، ووصل بنا الحال إلى أننا نتباهى بمدرب مصرى وحيد استطاع الحصول على رخصة التدريب الدولية «برو»، بينما الآخرون يسلكون مهنة التدريب لأسباب لا علاقة لها بالكرة وعلومها.
المنطق يقول أن الإصلاح يبدأ من قاعدة الناشئين، وفى مصر فإن هذه القاعدة لا تحكمها سوى قاعة المجاملة والمحسوبية فى الأندية، وهو ما كشفه برنامج «كابيتانو مصر» الذى استطاع أن يبرز المواهب الكثيرة التى يتمتع بها الناشئين المصريين، لكن للأسف لم يجدوا فى الأندية من يكتشف هذه المواهب، لأن قطاعات الناشئين فى أنديتنا مشغولين بأمور أخرى، ولديهم أولويات أخرى غير اكتشاف المواهب الحقيقية.
المنطق يقول إنه اذا كنا بالفعل نريد إصلاح مسار الكرة المصرية، فالطريق واضح، من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات الواضحة منها:
أولا: أن يكون لدينا قاعدة مدربين مؤهلين علميا وتدريبيا، وحاصلين على الدورات الدولية المتخصصة، لأن وجود هذه القاعدة سيضمن لنا وجود قاعدة لاعبيين قادرين على الأداء، ولعلنا هنا نتذكر ما قاله كارلوس كيروش، المدير الفنى الأسبق للمنتخب، بأن اللاعبين المصريين يفتقدون لأبسط قواعد اللعبة من التسليم والتسلم، وهذه المهارة يكتسبها اللاعب منذ الصغر، وهو ما نفتقده فى مصر، ولن تتحقق إلا إذا كان لدينا مدربون على مستوى فنى عال، ولديهم القدرة على إخراج المواهب لدى الناشئين.
ثانيا: إنشاء أكاديميات للناشئين تتولى اكتشاف المواهب الكروية وتتعامل مع هذه المواهب منذ الصغر، ليس فقط كرويا وإنما صحيا وغذائيا، وهو أمر تسير عليه دول أفريقية بدأت يكون لها تواجد قوى على المستوى العالمى، ومن بينها السنغال ومن قبلها غانا ونيجيريا.
ثالثا: إصلاح منظومة التحكيم، لأنه بدون تحيكم عادل، لا ننتظر نجاح للمنظومة الكروية بأكملها.
رابعا: أن يكون القانون هو الذى يحكم المنظومة الكروية، وليس أى شىء آخر، ولعلنا تذوقنا مرارة الخروج الكثير عن النص، فكانت النتيجة هذا الارتباك الواضح فى المنظومة الكروية بشكل كبير.
خامسا: أن يكون المحللون لديها ما يؤهلهم للجلوس على كرسى التحليل، لأنهم لا يقلون أهمية عن المديرين الفنيين، بل هم جزء أصيل من المنظومة الكروية.
هذه بعض الأمور التى يراها كثيرون ضرورية، وهناك الأمور الأخرى الكثيرة التى يستطيع المتخصصين فى الكرة أن يضيفوها إذا ما أرادوا بالفعل التخطيط السليم، وليس فقط مجرد الحديث.
علينا أن ندرك أن كرة القدم فى دول كثيرة تندرج ضمن أولويات الامن القومى، لأنها بجانب مدخولاتها الاقتصادية التى تزداد يوما وراء الأخر فإنها تتحكم فى أمزجة الشعوب، لذلك فإن الاهتمام بها وتطويرها بات ضرورة ملحة، ليس فقط لإصلاح حال المنتخب الوطنى الأول، وإنما لتطوير الكرة المصرية بشكل كامل.
ولنأخذ قرارات اتحاد الكرة الأخيرة، بتويجه الشكر للبرتغالى روى فيتوريا المدير الفنى لمنتخب مصر وجهازه المعاون، بداية للتصحيح، الذى يجب أن يكون ضمن إطار شامل، لا يقتصر فقط على تعيين مدير فنى جديد، وإنما يجب أن تكون لدينا استراتيجية مستقبلية واضحة للتطوير، تبدأ من الناشئين، وتستمر لسنوات، ولا تخضع للتغيير وفق الأهواء الشخصية، وإنما تكون بمثابة المسار الواضح والملزم لكل من يجلس فى الجبلاية، لتحقيق ما نصبو إليه.
وهنا يبرز الدور الذى يجب أن يقوم به الكابتن علاء نبيل، الذى اختير مؤخرا فى منصب المدير الفنى لاتحاد الكرة، فدوره كبير، وهو التخطيط للمستقبل للكرة المصرية، وعليه أن يستعين بما يراه من خبرات للتخطيط، على أن يوفر له الاتحاد ما يحتاجه، فضلا عن الالتزام بما يبديه من آراء وخطط، ولا يكررون ما فعله الاتحاد فى وقت سابق مع الكابتن الراحل محمود الجوهرى حينما تمت الاستعانة به فى منصب المستشار الفنى لاتحاد الكرة، خلال الفترة من 2007 حتى 2009، لكنهم لم يلتزموا بما كان يقوله، فانتهى الأمر على تقديم الجوهرى لاستقالته لأن طلباته لم يتم تنفيذها.