"يورن هورست" محقق شرطة نرويجى يتحول لكتابة أدب الجريمة بمعرض الكتاب
الأربعاء، 31 يناير 2024 10:15 م
استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة للكاتب النرويجي "يورن لير هورست"، حاوره فيها الروائي أشرف العشماوي.
وطرح الروائى أشرف العشماوى سؤالا على الروائي النرويجي "يورن لير هورست"، حول سبب اتخاذه قرار التحول من مهنة محقق في الشرطة إلى روائي، وكانت إجابة يورن أنه كان من الصعب مواكبة العملين كمحقق وروائي في الوقت نفسه، حيث قضى سنوات طويلة في التحقيقات وبدأ فى كتابة أدب الجريمة، كان يعمل نهارًا كمحقق وليلاً يكتب ما يشعر به، ولهذا السبب قرر التفرغ للكتابة الروائية.
ثم سأله "العشماوي" عما إذا كان عمله كمحقق في الجريمة منذ عام 2003 يسبب له حرجًا، وأجاب بأنه لم يتعرض لذلك. ويرى "يورن" أنه أمر مرعب للغاية أن يكون للذكاء الاصطناعي شريحة واسعة من المعلومات، ويشير إلى أن الخطر يكمن في امتلاك الكثير من الأفراد لهذه المعلومات.
وأكد أنه على الرغم من أنه خطير، يمكنك الآن أن تجد بعض القصص القصيرة حول الأبطال وأن تشهد الكمبيوتر يقدم لك العديد من القصص بأسماء متنوعة حول العالم، لذلك، يعتقد أنه من الضروري التركيز والاهتمام بهذا الجانب الخطير، وقد ساعدته هذه التحديات على تطوير مهاراته ليتفوق على هذا التحدى.
وشدد "يورن" على أن المعلومات أصبحت متاحة لملايين الأفراد في نفس اللحظة، ولكنه يتساءل كيف سيكون الأمر لو كان لديك كل هذه الكتب متاحة لك، حيث ستحصل على كل المعلومات التي تحتاجها. يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحديد المذنب، ولكنه لا يمكن أن يقدم لنا أدبًا جديدًا متعلقًا بالجريمة. وبالتالي، يرى أنه يجب أن نحترم تأثيرنا الفريد في هذا السياق.
ووافقه "العشماوي" على وجهة نظره، حيث يروي تجربته في معرض الرياض، حيث شاهد ماكينة كبيرة تطلب منه اختيار نوع القصة التي يرغب في قرائتها. يؤكد على أن هذا فعلاً أمر خطير، ولكنه يشدد على أن الإبداع الحقيقي للكتابة والتفكير يظل في يد الإنسان.
وأضاف "يورن" في حديثه أن الإنسان يمر بتجارب فريدة لم تمر بها هذه الآلة، وخبرته التي تجاوزت العشرين عامًا في مجال التحقيقات ساعدته على تجاوز كل الحدود التي قد تساعده في استجواب المجرمين وفهم مشاعرهم المختلفة، وهو يؤكد أن هذا هو جوهر الإبداع والتفرد الذي لا يمكن للآلة أداءه.
وفيما يتعلق بالاستخدام الذي يقوم به "يورن" للقصص الحقيقية، خاصةً الرواية الأولى التي تستند إلى قصة حقيقية، يقول إنه قد شهد العديد من الجرائم والتقى بكثير من رجال الشرطة، وعندما كتب أول قصة حول الجرائم الغامضة، وجد أنه من الصعب وصف شعور المشي فوق مسرح الجريمة وآثارها، كان من الصعب أيضًا إيجاد التوازن بين الحقيقة والخيال. لذلك، اعتمد في رواياته على تحقيق التوازن، حيث يكتب بناءً على تجاربه الشخصية وما يقرأه في المجلات.
وأكد "يورن" أن القصة القصيرة تعزل شخصياتها عن السياق الكامل، مما يجعل من الصعب نقل الوقائع كما هي في الواقع ولذلك، اعتمد على مزج بين الواقع والخيال في رواياته، حيث رأى الكثير من مسرحيات الجريمة وتعامل مع قصص الجرائم التي قامت بها الشرطة في اقتحام منازل المشتبه بهم.
وفي تأكيد على صعوبة تحقيق التوازن في هذا السياق، يقول أشرف العشماوي إنه قرأ روايتيه "المنكوبين" بالتعاون مع صديق له. ورد "يورن" بأنه يكتب قصص الجرائم التي تستند إلى تجاربه الحقيقية، ولكن القصة الأخيرة كانت تتناول نطاقًا واسعًا من الجرائم، مثل تلك التي تُرسل رسائل للشرطة.
وطلب الروائي أشرف العشماوي من "يورن" توضيح تفاصيل أكثر حول تجربته مع توماس وكيف يكتبون معًا، سواء كانوا يكتبون فصلًا كل منهما أم يتبادلون الكتابة في نفس الفصل. وأوضح يورن: في النرويج، لا يكون من المألوف أن نرى كتابين ناجحين يتعاونون في عمل واحد، ولكن عند العمل معًا في قصة واحدة، يقوم توماس بكتابة جزء، ثم يأتي الدور عليّ لكتابة الجزء التالي، وهكذا يتبادلان الكتابة والاقتراحات بكل بساطة. ولذلك، هناك العديد من الكتب التي نجحت بهذه الطريقة. يكتب توماس الفصل كاملاً من وجهة نظر الشرطة، بينما يكتب صديقه كصحفي من وجهة نظر القاتل. في النهاية، يرى "يورن" أن عملية الكتابة ليست سهلة، ولكنه يؤكد أن القارئ يمكنه أن يستمتع بتفردها ويرونها تحدًا مثيرًا.
واستمر الكاتب في حديثه حول كيفية التصرف في المسودات ومن يساعده في اتخاذ القرار النهائي للنشر، حيث قال إن هذه العملية تأخذ أكثر من 8أشهر، وأن أول وآخر من يقرأ قبل النشر هما زوجته لتصحيح الأخطاء.
وعن النصيحة التي يقدمها ككاتب شهير في أدب الجريمة لكاتب يرغب في كتابة رواية بوليسية، يعتقد "يورن" أنه ليس على الكاتب أن يقضي عشرين عامًا في التحقيق ليكتب جريمة، ولكن الخبرة يمكن أن تأتي عن طريق قراءة الكثير من كتب أدب الجريمة والاستمتاع بالكتابة، وهذا هو ما يحتاجه أي كاتب. وقد أكد العشماوي اتفاقه مع الكاتب في شغفهما بمسرح الجريمة.