«وباء وطني».. ذعر في أوروبا بسبب انتشار مرض الحصبة
الأربعاء، 31 يناير 2024 05:00 م
حالة من الذعر والقلق تسود أوروبا بسبب زيادة حالات الإصابة بالحصبة في العديد من الدول الأوروبية، حيث تم الابلاغ عن 30 الف حالة إصابة بالحصبة فى 40 دولة، وقامت كلا من رومانيا والمملكة المتحدة بإعلانه "وباء وطنى".
وقالت صحيفة 20 مينتوس الإسبانية إن حالة من الذعر تنتاب المواطنيين بسبب سرعة انتشار مرض الحصبة ، مع تضاعف الحالات بمقدار 30 الف حالة فى القارة الأوروبية مقارنة بتلك المكتشفة فى عام 2022، حيث أن الحصبة مرض شديد العدوى، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 90٪ من الأشخاص غير المحصنين يصابون به عند تعرضهم لشخص مصاب.
وترجع معدل الإصابة إلى انخفاض تغطية التطعيم فى جميع أنحاء العالم بين عامى 2020 و 2022، وإذا أخذنا فى الاعتبار أن هذا مرض شديد العدوى، فمن المهم أكثر من أي وقت مضى التأكد من أننا نتلقى اللقاحات بشكل كاف، محصنين ضد العدوى.
وبطبيعة الحال، فإن ظهور الأعراض لا يحد من الفترة التي يمكن أن ينشر فيها المصابون بالفيروس، على العكس من ذلك، يُعتقد أن الفترة التى ينقل فيها الشخص الفيروس هى تلك التى تنقضي من الأيام الأربعة التي تسبق ظهور الطفح الجلدي إلى الأيام الأربعة التالية له، وهو ما يجعل فى كثير من الأحيان من الصعب عزل حاملي المرض لتجنب عدوى المرض.
وكما توضح مستشفى مايو كلينيك الولايات المتحدة، على موقعها الإلكترونى، فإن الحصبة مرض شديد العدوى ينتقل بشكل رئيسى عن طريق الهواء، ويوجد الفيروس فى الجهاز التنفسي العلوي "الأنف والحنجرة" لدى الأشخاص، وعندما يعطسون، تتناثر فى الهواء قطيرات تحتوي على جزيئات فيروسية؛ يمكن للأشخاص القريبين استنشاقها والإصابة بالمرض.
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 90% من الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة طبيعية ضد المرض (بسبب التغلب عليه سابقًا) أو الذين لم يتم تطعيمهم يصابون بالعدوى عند تعرضهم لشخص مصاب بالمرض.
وقد أعلنت وكالة الصحة البريطانية بالفعل عن "وباء وطني" بسبب تفشي المرض في وسط إنجلترا، واختفى الفيروس تقريبًا في أوروبا أثناء عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، لكن "العدد الإجمالي لحالات الحصبة في الاتحاد الأوروبي يتزايد بشكل مطرد منذ يونيو 2023"، كما يقول المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) في تقريره.
وإلى جانب المملكة المتحدة، وضعت رومانيا في حالة تأهب قصوى، وأعلنت أيضا وياء وطنى في ديسمبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة في البلاد عن وباء الحصبة الوطني بعد زيادة مثيرة للقلق في الحالات وارتفاع عدد حالات العلاج في المستشفيات بين الأطفال المصابين. ومنذ الإعلان، توفي أربعة أشخاص غير مطعمين - ثلاثة رضع وشخص بالغ - بسبب الحصبة، وفقا لوسائل الإعلام المحلية والمعهد الوطني للصحة العامة، وأكد الأخير 2805 حالات إصابة بالفيروس في رومانيا العام الماضي.
وتكافح النمسا مرض الحصبة منذ بداية عام 2023، حيث تم تسجيل ما يقرب من 200 حالة عبر نظام الإخطار الوبائي. وفي فرنسا، بدأ تفشي مرض الحصبة في مدرسة في بلدة جيلهيراند - جرانج بجنوب شرق البلاد في سبتمبر. وذكرت وكالة الصحة الإقليمية أنه بحلول منتصف نوفمبر ، تم تأكيد 64 حالة، اثنان منها تم إدخالهما إلى المستشفى. وسجلت ألمانيا 57 حالة العام الماضي، وهو أعلى مما كان عليه في عام 2022 ولكنه أقل من مستويات ما قبل الوباء، وإسبانيا تشدد التطعيمات لمنع انتشار المرض.
وعلى الرغم من أن هذا المرض الفيروسي يُلاحظ في الغالب عند الرضع، فإنه أصاب في العام الماضي جميع الفئات العمرية، مع وجود اختلافات كبيرة في التوزيع العمري للحالات بين البلدان.
وتظهر بيانات الصحة العالمية أن حالتين من كل خمس حالات، بشكل عام، حدثتا لدى أطفال تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات، وواحدة من كل خمس حالات بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 عام أو أكثر.
ومن بداية عام 2023 إلى أكتوبر، تم قياس 20918 حالة تم إدخالها إلى المستشفى، وأبلغ بلدان عن خمس وفيات مرتبطة بهذه الحالة.
ووفقا للخبراء، فإن عودة ظهور المرض، الذي لا يوجد علاج محدد له والذي يمكن أن يكون له مضاعفات خطيرة مثل العمى والإسهال الحاد والتهابات الأذن والالتهاب الرئوي، تعزى إلى حد كبير إلى انخفاض تغطية التطعيم في المنطقة بين 2020 و 2022.
علاوة على ذلك، أدى استئناف السفر المحلي والدولي وإزالة التدابير الاجتماعية والصحية العامة المتعلقة بجائحة Coivd-19 إلى زيادة خطر انتقال المرض عبر الحدود وانتشاره داخل المجتمعات، خاصة في المجتمعات غير المحصنة أو غير المحصنة بشكل كاف.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن هذه الدول لا تزال تواجه خطر تفشي المرض بشكل كبير ومثير للقلق، بعد استيراد الفيروس من خطوط العرض الأخرى.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز بى كلوج ، إن "التطعيم هو الطريقة الوحيدة لحماية الأطفال من هذا المرض الخطير"، "هناك حاجة إلى بذل جهود عاجلة لوقف انتقال العدوى ومنع المزيد من الانتشار".