سجل معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ55، بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس، أرقام قياسية في عدد الزوار منذ افتتاح بواباته لاستقبال الجمهور، لاقتناء الإصدارات التى يتم عرضها خلال أيام المحفل الثقافى الكبير، الذى يضم بين أروقته ملايين الكتب فى شتى المجالات.
وتجاوز عدد زوار المعرض خلال أيامه الـ4 الأولى، مليون و250 الف زائر، تمثل بداية مبشرة لها دلالتها الواضحة، بأن هذه الدورة استثنائية فارقة فى تاريخ المعرض، على صعيد الأهمية والمردود والمحتوى الثقافى والفنى الذى يقدمه المعرض للجمهور المصرى، مواكبا التطورات الحاصلة حولنا فى المجالات المتعددة، مشيدة باهتمام الأسرة المصرية وحرصها على تلقى الزاد الثقافى، وإدراكها قيمة المعرفة فى بناء المجتمعات، كما أكدت الدكتور نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة.
تقام الدورة الحالية لمعرض الكتاب برعاية رئيس الجمهورية، تحت شعار: «نصنع المعرفة... نصون الكلمة»، وتقام فعالياتها فى الفترة من 25 يناير الجارى حتى 6 فبراير المقبل.
كما تشهد تلك الدورة الاستثنائية من معرض الكتاب إقبالا كثيفا من القراء على اقتناء الكتب من قطاعات وزارة الثقافة، حيث حققت أجنحة الوزارة مبيعات مرتفعة، خلال اليومين الأول والثانى من انطلاق المعرض، وبلغ إجمالى مبيعاتها أكثر من 78 ألف نسخة.
حقق جناحا الهيئة العامة للكتاب ومبادرة «الثقافة والفن للجميع» مبيعات بلغت أكثر من 50 ألف نسخة، خلال يومى المعرض، الذى طرح عدد منها بأسعار مخفضة، تبدأ من جنيه واحد حتى 20 جنيها، وتضمنت قائمة الكتب الأكثر رواجا بالجناحين، الأعمال الكاملة لكبار الكتاب أمثال، صلاح عبدالصبور، صلاح جاهين، فؤاد حداد، وغيرهم، بالإضافة إلى سلسلة «ما» التى تضمنت العديد من العناوين المرتبطة بمجالات متخصصة، كالحرف اليدوية، الأدب، الدراما، الجيولوجيا، الصيدلة، الفقة، والخطابة، بالإضافة إلى أعمال سلسلة «رؤية»، التى تصدر بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وتشمل موضوعات إصداراتها، الدين والمواطنة، الانتماء، التثقيف بمقاصد الشرع وقضايا العصر، رؤى عصرية لقضايا الدين والحياة، الحث على مكارم الأخلاق، وغيرها، فضلا عن «سلسلة مصريات»، التى تشمل موضوعات تاريخية متعلقة بقضايا التربية والتعليم، الأسرة المصرية، الفلاح المصرى، وغيرها.
مبيعات مرتفعة بـ«قصور الثقافة».. كما حققت الهيئة العامة لقصور الثقافة مبيعات مرتفعة بجناحها الذى شهد إقبالا كبيرا من جمهور المعرض، حيث بلغت مبيعاتها فى اليومين أكثر من 20 ألف نسخة كتاب من مختلف العناوين، حيث اشتمل الجناح على مجموعة متميزة من الإصدارات لعدد من المجالات الأدبية والثقافية، منها الإصدارات الجديدة التى طرحتها الهيئة استمرارا للاحتفاء بمرور خمسين عاما على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين، حيث تقدم 36 عملا آخر للعميد هذا العام بخلاف 20 عملا أصدرتهم العام الماضى، بالإضافة إلى 5 أعمال ودراسات عنه، إلى جانب موسوعة «المستشرقون» لنجيب العقيقى فى أجزاء متعددة، «أصل الأنواع» لداروين، «ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات، «تاريخ سيناء» لنعوم شقير، «تاريخ النهب الاستعمارى لمصر» لجون مارلو، وغيرها من العناوين الصادرة حديثا بالسلسلة، وأقبل الجمهور على رواية «مائة عام من العزلة» لجابرييل جارسيا ماركيز، والصادرة ضمن سلسلة «آفاق عالمية»، وشهد الجناح إقبالا على إصدارات سلسلة «حكاية مصر»، وسلاسل الهيئة الشهيرة «الذخائر، والدراسات الشعبية» وغيرها.
القومى للترجمة.. أما عن مبيعات المركز القومى للترجمة، فقد بلغت 5 آلاف نسخة، كان أكثرها رواجا «دراسات عن المماليك فى مصر، مقدمة فى التصوف المسيحى، تاريخ الصراع بين العلم واللاهوت فى المسيحية، سفر دانيال، ثقافة الاستهلاك، قصور مصر المنسية، مقدمة فى الأناجيل الثلاثة، ذكريات فى الترجمة، القصة العظيمة للرياضيات، فرقة العمال المصرية، مدريد الإسلامية.. الأصول الخفية لعاصمة مسيحية»، كما يوفر جناح المركز بالمعرض 50 % تخفيضات على إصداراته لكل من طلبة الجامعات الحكومية، نقابة الأطباء، نقابة المهندسين، ذوى الهمم، ونقابات المهن الفنية، بالإضافة إلى خصومات 40 % للباحثين، وضباط الجيش والشرطة، ونقابة المهن التعليمية.
أما صندوق التنمية الثقافية، الذى يضم إصدارات عدد من القطاعات، منها المجلس الأعلى للثقافة، المركز القومى لثقافة الطفل، التنسيق الحضارى، فبلغ عدد النسخ المباعة بجناحه أكثر من 2000 نسخة، فى مجالات المعارف والفنون والعلوم المتنوعة.
موسوعات «الوثائق القومية».. كما بلغ إجمالى عدد النسخ المباعة بجناح دار الكتب والوثائق القومية 1177 نسخة، شملت مجموعة متنوعة من المراجع والموسوعات العلمية والتاريخية فى مختلف المجالات، وتشمل قائمة الأكثر مبيعا بها «عيون التاريخ، عجائب الآثار، أخبار البلدان، مدارج السالكين، كرسى الخلافة شاغر، نهاية الأدب فى فنون الأدب».
سور الأزبكية يتصدر.. كما استطاع تجار سور الأزبكية بالمعرض جذب الزوار بمختلف أعمارهم، حيث تم تخصيص أماكن لعرض الكتب المخفضة التى تبدأ سعرها من 2 جنيه وتصل لـ10 جنيهات، التى تضم نوادر الكتب الدينية والثقافية والتاريخية والأكاديمية فى العلوم والهندسة، إلى جانب الكتب التعليمية والروايات والقصص البوليسية.
كما اغتنم جمهور معرض الكتاب وجود ركن للفتوى داخل جناح الأزهر الشريف، لعرض استفساراتهم عن مجموعة مختلقة من الأمور الحياتية، وقالت إحدى المسؤولين عن ركن الفتاوى: إن نسبة الإقبال الأكبر كانت من النساء والفتيات، إذ إن اللاتى قمن بزيارة ركن الفتاوى للاستفسار عن أمور تخصن تجاوز الـ450 سيدة، خلال الأيام الماضية منذ فتح باب المعرض لاستقبال الزوار.
كما شهد جناح عصير الكتب إقبالا كبيرا من زوار المعرض، حيث يقدم خلال جناح الدار والمكتبة، الكثير من التخفيضات التى تبدأ من 25% وحتى 60% بالإضافة إلى مجموعة من الكتب المخفضة.
عصير الكتب «الأكثر مبيعا».. كما شهد جناح عصير الكتب مجموعة من المؤلفات التى دخلت قائمة «الأكثر مبيعا» منها كتب «سيروش للدكتورة حنان لاشين»، و«الأخطاء لصلاح أبوالمجد»، و«وتظن أنك نجوت » من اختيار وترجمة إيناس سمير، و«تشريح الاكتئاب- أندروسولومون شيطان الظهيرة- تجارب لمرض الاكتئاب.. مؤثرة وملهمة» ترجمة عمر فتحى، وكتاب «صباح الخير أيها الوحش » للدكتور كاثرين جلدنر وترجمة عصام الدين سامى، وكتاب «الويتشر- الأمنية الأخيرة» لإندجى سابكوفسكى وترجمة يوسف شحاته.
كما وقع وناقش الكاتب الصحفى أحمد إمبابى، نائب رئيس تحرير روزاليوسف، كتابه «جنوب السودان.. شاهد على ميلاد الدولة» بحضور السفير على يوسف، والدكتور محمود مسلم رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، ورئيس قطاع الصحف بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأدارت الندوة الكاتبة الصحفية أسماء الحسينى، مدير تحرير الأهرام والمتخصصة فى الشؤون العربية والأفريقية.
كبار الكتاب فى ندوات المعرض.. تقام على مدار أيام المعرض مجموعة من الندوات التى تستضيف كبار الكتاب والأدباء المصريين والعرب والأجانب، لطرح ومناقشة مختلف القضايا المجتمعية، وكان من أبرز تلك الجلسات التى عقدت، أمسية ولقاء الشاعر الصينى ذاو ليهونج، الذى أعرب عن إعجابه الكبير بزيارته إلى القاهرة، ووصفها بأنها كالحلم الذى تحقق، لافتا إلى أن الرحلة بدأت من شنجهاى حيث يقيم فى الصين إلى القاهرة، كانت مسافة طويلة للغاية، وأنه جاء محملا بمشاعر الفرح تجاه مصر.
سير ومذكرات الفنانين حاضرة .. للفنانين وسيرهم ومذكراتهم وأسرار حياتهم الشخصية نصيب كبير فى معرض الكتاب، فلا يخلو جناح داخل أروقة المعرض من كتب تروى مسيرتهم وقصص من حياتهم وبعضها يقدم أسرارا لأول مرة، وأخرى مذكرات شخصية، والقليل منها يتناول نقدا لأعمالهم أو إعادة قراءة لها.
الفنان عادل إمام له كتاب يروى خلاله الكاتب الفلسطينى، أشرف بيدس، مسيرته ورحلته فى الوصول للنجومية، واحتفاظه بها رغم تعاقب الأجيال، كما أن الكتاب يحتوى على نقد وقراءة لعدد من أعماله السينمائية، وأهم تصريحاته فى الصحافة، بالإضافة لعلاقته بالسلطة وبالجماهير التى عشقته فى كل الوطن العربى.
ومن الكتب أيضا التى تقدم لنا مذكرات، كتاب للفنانة ماجدة للكاتب والروائى المصرى السيد الحرانى، يعاد طرحه فى المعرض ونفس دار النشر، استغرق تأليف الكتاب عامين كاملين لتسجيل المذكرات مع الفنانة ماجدة، وعاما آخر للتفريغ والكتابة والمراجعة معها، ولم تتحفظ سوى على فصل واحد وهو المتعلق بصراعها مع فاتن حمامة، وطالبت بنشره بعد وفاتها، ولم تتقاض ماجدة أى مبلغ لهذه المذكرات.
الكتاب يتعرض لعلاقة الفنانة ماجدة بالرؤساء ناصر والسادات ومبارك، ورأيها فى كل منهم بمنتهى الصراحة، وكلامها الحقيقى عن أزمتها مع النقاد والصحافة والمفكرين والروائيين، كما يتناول حياتها بالتفصيل بدءا من التكوين والطفولة والحياة الأسرية وتاريخ الميلاد الذى ظل مدة طويلة مثارا للجدل، ويحتوى الكتاب وصفا تفصيليا لمصر التى عاشت بها ماجدة فى الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينبات، ويتطرق لثورة يوليو وخروج الملك، وأيضا بداية الحياة الفنية ومهدها وتبعاتها وأسباب خوضها مغامرة الإنتاج السينمائى، وهى فتاة العشرين عاما، ومراحل هذا الإنتاج ومواجهاته.
الفنانة وأيقونة الجمال مارلين مونرو لها كتاب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب يروى سيرة حياتها دون مبالغات أو قصص وهمية ملفقة، وقد قال أشرف بيدس مؤلف الكتاب فى مقدمته: «مارلين مونرو ظلت مانشيتا ساخنا ملتهبا باللون الأحمر حتى عندما انتهت الحكايات عنها، حرصت ورش الكتابة والفضاحين على نسج قصص أخرى أشد سخونة وأكثر إثارة، لذلك لم تمت حكايتها عبر السنوات، ومثلما كسبوا من ورائها ملايين الدولارات استمر الزحف لكسب المزيد، ورغم ذلك لم تفقد سحرها، بل ازدادت تألقا وتوهجا، وكان يسيرا علينا أن نمشى على جثة مارلين مونرو، مثل كثير من الرواة والحواة، وأن نصنع كتابا فضائحيا من طراز رخيص، يتهافت عليه الصبية وتجار السمعة ومتنطعو السوشيال ميديا، وكان ذلك سيعود على كاتبه بالخير الشديد الزائل، ولن يسأله أحد، وربما يتم ترويج الكتاب على نطاق واسع وفخيم، فالناس تشتاق وتسعى لغير المألوف، ويا حبذا لو كان الأمر يتعلق بالأعراض، فذلك يشعرهم بأنهم الأرقى، متناسين أننا جميعا مذنبون وخطاؤون، وما يميز البعض عن البعض ما يكشف من أسرار، لكن الله عليم خبير».
تعيد أيضا شقيقة سعاد حسنى، جانجاه، نشر طبعات جديدة من كتاب «أسرار الجريمة الخفية.. سعاد»، الذى يكشف أسرارا وقصصا وحكايات حول حادث وفاتها فى لندن، كما تضمن المعرض كتبا أخرى تتناول حياة وسيرة الكثير من الفنانين الكبار.
لم يقتصر المعرض على عرض وشراء الكتب فقط، بل هناك مجموعة من الأنشطة التى تفاعل معها الجمهور، إذ يتوافد الزائرون على المسرح المكشوف، داخل المعرض، لمشاهدة فقرات الأراجوز التى تنال أعجب وتفاعل الأطفال والكبار.
