وقفة مصرية قوية ضد المساس بوحدة وسيادة الدول العربية

رسالة حاسمة ورادعة من الرئيس السيسي: «لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منا الوقوف معهم»

السبت، 27 يناير 2024 06:00 م
رسالة حاسمة ورادعة من الرئيس السيسي: «لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منا الوقوف معهم»
الرئيس السيسي ونظيره الصومالي

«لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منا الوقوف معه».. رسالة مصرية واضحة وحاسمة، وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليس فقط لإثيوبيا التي وقعت قبل أيام اتفاق مع ما يسمى بإقليم أرض الصومال، بشأن استحواذ «أديس أبابا» على ميناء في البحر الأحمر، في تهديد واضح وصريح لسيادة الصومال على أراضيها، فهذه الرسالة عابرة للحدود، ومضمونها واضح، وهو ان مصر أبدأ لن تتخلى عن أشقائها، ولن تقف أبداً مكتوفة الأيدى امام أي تهديد يلحق بدولة شقيقة، من شأنه المساس بأمنها وسيادتها.
 
الأحد الماضى، استقبل الرئيس السيىسى، نظيره الصومالى "حسن شيخ محمود" بقصر الاتحادية، ومن خلال اللقاء، وجه الرئيس السيسى مجموعة من الرسائل المهمة لمن يعنيه الأمر، لخصها الرئيس في الأتى:
 
- مصر لن تسمح بأي تهديد للصومال وأمنه، لذلك فإن مصر ترفض بشكل قاطع الاتفاق الموقع بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا مؤخرا بشأن الاستحواذ على ميناء في البحر الأحمر.
 
- مصر تدعم الصومال وترفض التدخل في شؤونه والمساس بسيادته، كما تدعم مصر، الصومال في محاربتها للإرهاب والعمل على تطوير العلاقات.
 
- الصومال دولة عربية ولها حقوق طبقا لميثاق الجامعة العربية في الدفاع المشترك لأي تهديد له، ومصر لن تسمح بتهديد الأشقاء إذا طلبوا منها التدخل.
 
- أي تحد يمكن مجابهته طالما أن الدولة مستقرة وآمنة.
 
- مصر مستعدة دائما لتطوير علاقتها مع أشقائنا في إفريقيا وفي الدول العربية، والصومال دولة إفريقية وعربية مثل مصر، وعلى استعداد أيضا أن نتطور ونتحرك بشكل إيجابي وبإرادة قوية في كل المجالات المتاحة.
 
- مصر لا تتدخل في شئون الدول وتسعى للتعاون من أجل البناء والتنمية والتعمير.
 
- التعاون والتنمية أفضل كثيرا من أي شيء آخر، ورسالتي الآن ليست لمصر ولا للصومال ولكن رسالتي للإثيوبيين، أنك تحصل على تسهيلات مع الأشقاء في الصومال أو في جيبوتي أو إريتريا فهو أمر متاح بالوسائل التقليدية، وأن تبقى لك فرصة أن تستفيد من الموانئ الموجودة في هذه الدول أمر لا يرفضه أحد، ولكن محاولة القفز على أي أرض من الأراضي حتى تستطيع السيطرة على تلك الأراضي بشكل أو بآخر مثل الاتفاق مع (أرض الصومال) بالتأكيد لا يوجد أحد يوافق على ذلك.
 
هذه الرسائل كانت "حاسمة ورادعة"؛ من الرئيس السيسى، للتحذير بأن لا أحد سيوافق على محاولة القفز على أي أرض للسيطرة عليها، وأن لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منها الوقوف معهم.
 
وتقوم الصومال بدور مهم في شرق القارة الأفريقية، إلا أنها في المقابل تُقابل بتحديات لاسيما من إثيوبيا التي لم تشأ أن ترى دولة قوية تظهر بجوارها، فأظهرت أطماعها في أراضي الصومال التي تمتلك شاطئا كبيرا على البحر الأحمر وتتمتع بثروة سمكية هايلة تستغلها أساطيل الأسماك الدولية، ومن هنا جاء الاتفاق المخالف للقانون الدولي الذي وقعته أديس أبابا مع "أرض الصومال" للحصول على "ميناء بربرة" الاسترتيجي المطل على البحر الاحمر، وهو الاتفاق الذى أثر على علاقات أديس أبابا بدول شرق أفريقيا التي تعي تمامًا أطماع تلك الدولة الحبيسة في الاستيلاء على منفذ بحري، معتبرين أن إثيوبيا ضغطت على "أرض الصومال" التي لا يُعترف بها وليس لها صفة بالعالم، لتوقيع تلك الاتفاقية المخالفة للقانون الدولي، الأمر الذي يهدد بزعزعة أمن واستقرار القرن الأفريقي.
 
ومن الواضح أن زيارة رئيس الصومال للقاهرة، مؤشر على تعويل الصومال على مصر لمساندتها في أزمتها الحالية بعد انتهاك إثيوبيا لسيادتها؛ إذ تثق في مواقف القاهرة الداعمة لإعلاء مبادئ القانون الدولي واحترام المواثيق والأعراف الدولية، فضلاً عن حرصها على استقرار محيطها ولاسيما قاراتها الإفريقية، خاصة ان مواقف القاهرة واضحة، برفضها التام لتقسيم الصومال، أخذا في الاعتبار العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين على مر التاريخ القديم والحديث، فضلاً عن تعارض ما قامت به إثيوبيا مع القانون والمواثيق الدولية ومبادئ وأهداف منظمة الأمم المتحدة.
 
كل ذلك ظهر من تصريحات الرئيس الصومالى، حسن شيخ محمود، الذى أكد أن مصر تعتبر حليفا تاريخيا ودولة شقيقة وصديقة للصومال، معربا عن تطلعه إلى المزيد من الرخاء والتعاون القائم على الاحترام والمنافع المشتركة بين البلدين، مثمنا الدعم الفوري من الرئيس السيسي للصومال عبر إدانة والتصدى لمحاولة إثيوبيا غير القانونية تقويض السيادة وسلامة الأراضي الصومالية، لافتاً إلى أن جميع الشركاء الدوليين والإقليميين يقدمون كل الدعم من أجل التزام إثيوبيا بالقانون الدولي واحترام سلامة الأراضي الصومالية وسيادتها، مشددا على أن أن البحر الأحمر جزء أساسي من التجارة العالمية، ويقدم فرصا حالية ومستقبلية لجميع البلدان، خاصة لدول الجوار المطلة عليه، وكذلك الخليج العربي، وقال: "لدينا إمكانات وفرص كبيرة، ولن نسمح لأي دولة بالاستيلاء على أراضينا، سواء إثيوبيا أو أي دولة أخرى.. ورسالتنا للشركاء الدوليين أن الشراكة بين مصر والصومال في كل المجالات لا تهدد أي بلد أخر".
 
كما أكد رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، إن إثيوبيا تدعي رغبتها بالتجارة الاقتصادية في سواحل الصومال ثم تتحدث علنا عن إنشا قاعدة بحرية، مشيرًا إلى أن إثيوبيا يمكنها الوصول إلى البحر عبر السودان أو إريتريا أو جيبوتي أو الصومال أو كينيا، فكلهم جيران لإثيوبيا ولم ينكر أحد الوصول إلى البحر، مشيراً إلى أن "إثيوبيا تريد انتزاع قطعة أرض من الصومال، وضمها إلى أراضيها وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لنا"، متابعا: "إثيوبيا خلقت حالة من عدم الاستقرار وغيرت أولوياتنا من مواجهة حركة الشباب الإرهابية".
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة