وبدأت بوادر انهيار أمريكا
السبت، 27 يناير 2024 03:01 م
بوادر أزمة غير مسبوقة في الولايات المتحدة قد تمثل بداية الانهيار للدولة الداعمة لإسرائيل، وذلك بسبب ولاية تكساس التي دخلت مع الحكومة الفيدرالية في أزمة سياسية كبرى مرشحة خلال الأيام المقبلة لتصبح أزمة عسكرية، في وقت لم يستبعد فيه المسؤولون بالولاية التصدي لأي أعمال عسكرية من الجيش الأمريكي ضد الولاية، بعد رفضه الانصياع لمطالب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وجه حاكم الولاية «الجمهوري» بإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها على حدودها مع المكسيك لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الولوج لأراضيها.
وتريد الولاية الانفصال عن الولايات المتحدة بسبب معارضتها للهجرة غير الشرعية التي تعتبرها (غزوا)، بينما تسمح واشنطن بها، ما قوّى الخلاف بين الجانبين، حيث أمر الرئيس جو بايدن بإزالة الحواجز التي بنتها تكساس لمنع دخول المهاجرين. وقالت الولاية إن «حكومة بايدن تتصادم معنا ولا تستطيع حمايتنا من الهجرة غير الشرعية والآن نريد أخذ زمام الأمور بأنفسنا وإن لم ينصاعوا لنا فلا سبيل إلا المطالبة بالانفصال».
ولم يقتصر الأمر على الموقف الرسمي فقط، إذ دشن أهالي تكساس هاشتاج بعنوان TEXIT "انفصال تكساس" ما يعيد للأذهان مصطلح Brexit "انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي"، ودعا فيه النشطاء بشكل مكثف للانفصال لدرجة أن الهاشتاج تحول إلى تريند في الساعات المقبلة.
وبالنظر إلى دستور الولاية التي كانت في يوم من الأيام مكسيكية، فقد نص على إمكانية انفصال تكساس، وقد تنضم معها بعض الولايات التي تؤيدها مثل (فلوريدا، أوكلاهوما، أركنسا، مونتانا) لتكوين اتحاد سياسي منفصل مكون من 5 ولايات مع تكساس حسب تقارير أمريكية.
ولعل ما يجعل هذا الحدث مؤثرا بدرجة كبيرة على الولايات المتحدة، هو طبيعة ولاية تكساس نفسها، إذ إنها تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية في أمريكا بعد كاليفورنيا، إذ يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للولاية 24 تريليون دولار، وهو يوازي 9% من الناتج المحلي للولايات المتحدة، ما يعني أن القوة الاقتصادية للولايات أكبر من دول كبرى مثل كندا والمكسيك كوريا الجنوبية، ما يرشحها للانفصال دون أي عقبات اقتصادية، ويقوي الفكرة.
الأمر الأخير هو ما لوح به حاكم ولاية أوكلاهوما بشأن إرساله تعزيزات عسكرية من الحرس الوطني في ولايته لمساندة تكساس، وسط تقارير تؤكد أنه إن حدث ذلك فإن الحرس الوطني للولاية قد يشتبك مع الجيش الأمريكي نفسه، ما ينذر في النهاية بحرب أهلية، قد تؤدي في النهاية لانهيار الدولة التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعني بداية النهاية للنظام العالمي الذي صنعته أمريكا طوال عقود.