تحتل قناة السويس موقعا استراتيجيا متميّزا على خارطة العالم الجغرافية ولهذا فهي تحظى بأهمية كبيرة في مجال الملاحة البحرية على مستوى العالم بشكل عام ولمصر بشكل خاص حيث انها أقصر طريق بحرى يربط بين الشرق، والغرب وتشكّل حلقة الوصل بين مدينة السويس المُشرفة البحر الأحمر، ومدينة بورسعيد المُطلّة على البحر الأبيض المتوسط بالإضافة لكونها أسرع طريق للعبور بين المحيط الأطلسيّ والمحيط الهنديّ.
ولهذ الموقع المتميز اهتمت الدولة المصرية بإنشاء مشاريع قومية عملاقة لتنمية وتطوير الثروة السمكية وزيادة اللإنتاج المحلى والرقى بترتيب مصر عالميا فى مجال الاستزراع المائية وزيادة الانتاج العالمى لكافة الأحياء المائية وتحقيق خطة الدولة لتنمية سيناء ومدن القناة.
واستكمالا لهذه الخطة قامت جامعة قناة السويس بدورها العلمى لخدمة المجتمع و تنمية البيئة بانشاء معهد الاستزراع السمكى وتكنولوجيا الأسماك لتوفير الكوادر العلمية المؤهلة و توفير كافة المساعدات والدعم العلمى والبحثى لهذه المشاريع القومية الواعدة.
حيث يتوسط المعهد 7 محافظات هي الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وشمال وجنوب سيناء والشرقية و دمياط. وتنتج هذه المحافظات مجتمعة ما يقرب من 50% من إجمالي الإنتاج السمكي بجمهورية مصر العربية. يقديم الخدمات الإستشارية والفنية والبحثية مجال الإستزراع السمكي لجميع المحافظات السابقة.
ويمنح المعهد درجات علمية تسهم نتائج أبحاثها في حل مشكلات الاستزراع المائي وتساهم في زيادة انتاجية الأسماك والكائنات البحرية والتي تمثل أحد مصادر الغذاء الغني بالبروتين والمفضل لدى سكان منطقة القناة وسيناء، وكذلك حماية تلك الكائنات البحرية من الصيد الجائر والتاثيرات البيئية التي تؤثر عليها بالسلب وتستنزف من مخزونها.
وقال الدكتور محمد التابعى عميد المعهد خلال البث المباشر أن معهد الاستزراع السمكى وتكنولوجيا الأسماك يساهم بشكل كبير فى خدمة تنمية المجتمع والبيئة عن طريق تقديم المشورة وعمل دورات لمزارعى الأسماك على مستوى محافظات القناة وسيناء والاسماعيلية للتعرف على الطرق الصحيحة والعلمية فى تربية وتغذية الأسماك والمحافظة عليها وتوفير كميات العلف فى زراعة الأسماك.
وأضاف الدكتور محمد التابعى عميد معهد الاستزراع السمكى وتكنولوجيا الأسماك أنه يوجد بالمعهد وحدة كاملة لعملية تفريخ الأسماك مع استنباط أنواع وسلالات مختلفة لم تكن موجودة سابقا فى مصر. وأشار إلى أن هذه السلالات ترفع من إنتاجية البروتين السمكى وتتحمل الظروف البيئية المصرية ومنها أنواع سمكة الباسا والتى تستخدم فى إنتاج شرائح الفيليه واسماك البلطى الأحمر التى تستطيع تحمل درجات الملوحة العالية فى المياه.
وأضاف أن هناك داخل المعهد وحدة أخرى للغذاء الحيوي للأسماك والتى تهدف إلى الحد من استخدام الأعلاف والاعتماد على الكائنات الحية الدقيقة الموجودة بالبيئة. وأكد الدكتور محمد التابعى أنه يوجد بالمعهد وحدة التربية والخاصة بعملية الإنتاج وتربية الزريعة التى تم تفريخها فى وحدة التفريخ. بالإضافة إلى وحدة الأحواض الزجاجية أو أمراض الأسماك والتى تختص باستحداث التكنولوجيا الحديثة فى مكافحة وعلاج أمراض الأسماك.
وأضاف الدكتور محمد التابعى عميد معهد الاستزراع السمكى وتكنولوجيا الأسماك فى الإسماعيلية أن معهد الإستزراع السمكي وتكنولوجيا الأسماك يتوسط 7 محافظات هي: الإسماعيلية و بورسعيد و السويس وشمال وجنوب سيناء والشرقية ودمياط.
وتنتج هذه المحافظات مجتمعة ما يقرب من 50% من اجمالي الإنتاج السمكي بجمهورية مصر العربية. لذلك يسعى المعهد بشكل أساسي الدفع بمجال البحث العلمي في مجال الإستزراع السمكي من اجل خدمة المجتمع و البيئة عن طريق تدريب العاملين في المجال بكافة المستويات الفنية والإدارية حيث يحرص المعهد على تقديم الدورات التدريبية للعاملين في المجال بكافة مستوياته تبدأ من تدريب العامل حتى المهندس والطبيب البيطري المشرف على المزرعة.
فقد تنوعت الدورات التدريبية بين دورات محلية وأخرى دولية و التي تعتمد على استقدام خبراء من دول أجنبية رائدة في المجال وذات ظروف مشابهة للظروف المصرية كجمهورية الصين الشعبية، حيث تم تنظيم ثلاث دورات دولية بالتعاون مع أكبر المؤسسات البحثية الصينية في مجال الإستزراع السمكي وتم تدريب العاملين في المجال من كافة محافظات جمهورية مصر العربية.
وتنوعت الدورات ما بين تغذية الأسماك وتفريخها ومكافحة أمراضها والتقنية الحيوية الحديثة ونشر ثقافة الصحة المهنية والسلامة وتقديم الخدمات الإستشارية للمزراع السمكية بقطاعيها العام والخاص حيث تم عمل العديد من قوافل الإصحاح البيئي بجامعة قناة السويس وزيارة المزارع السمكية بالعديد من المحافظات دمياط وبورسعيد والسويس وسيناء بالإضافة الى المزارع السمكية بمحافظة الإسماعيلية وذلك للوقوف على أهم المشكلات الإنتاجية التي تواجه المزارعين وتقديم الخدمات الإستشارية والحلول بالإضافة إلي انتاج اصناف من زريعة الأسماك ذات مواصفات جودة عالية وبأقل تكلفة ممكنة حيث يجري حالياً بالمعهد أبحاث لتفريخ أسماك الباسا والتي تتميز بالإنتاجية العالية و دورة انتاجة قصيرة مما يقلل التكلفة و يزيد من كفاءة الإنتاجية من المياه العذبة.
وكذلك يجري حالياً تفريخ اسماك البلطي الأحمر تحت ظروف الملوحة العالية. وبذلك يتمكن مزارعي اسماك البحرية من إنتاج أسماك أقل تكلفة ودورة انتاج اقل و زيادة ربحية المزارع وتوفير البروتين السمكي وكذلك تقديم الخدمات التوعوية للمجتمع حيث تم استضافة العديد من مدارس التعليم الأساسي بمحافظة الإسماعيلية ونشر التوعية السليم حول الطرق الصحية السليمة لتداول و تناول الأسماك.