دعم الاحتلال الإسرائيلي يفتح النيران على بايدن.. والكونجرس يعرقل تمويل البنتاجون

الجمعة، 26 يناير 2024 01:37 م
دعم الاحتلال الإسرائيلي يفتح النيران على بايدن.. والكونجرس يعرقل تمويل البنتاجون

ارتفعت فاتورة دعم الاحتلال الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة لأرقام خارج توقعات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فبخلاف الكلفة السياسية لانحياز واشنطن لتل أبيب ومخاوف الديمقراطيين من تأثر حظوظ بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، رصدت مجلة بولتيكو الأمريكية قيمة تقديرية لتكلفة التعزيزات الأمريكية الإضافية في الشرق الأوسط والتي اضطرت للإقدام عليها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، مشيرة إلى أنها تقدر بـ1.6 مليار دولار، وقد تصل لأكثر من 2.2 مليار دولار.
 
وقدرت المجلة الأمريكية نقلاً عن مصادر لم تنشر أسمائهم تكلفة دعم العمليات غير المخطط لها بالشرق الأوسط والمرتبطة بفترة الـ 120 يومًا بين أكتوبر ويناير 1.6 مليار دولار، بواقع 29.2 مليون دولار تكاليف الأفراد العسكريين، 708.6 ملايين دولار صيانة دورية للمعدات العسكرية، 528.4 مليون دولار لحساب المشتريات، 51.9 مليون دولار استطلاع وتقييم ، 248.5 مليون دولار للنقل.
 
الأرقام الصادمة رصدتها مجلة بولوتيكو الأمريكية في تقرير لها الخميس، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون لا تستطيع دفعها بسبب عدم قدرة المشرعين الأمريكيين على إقرار الموازنة، حسبما نقلت المجلة عن مسئولين أمريكيين لم تذكر أسمائهم.
 
وأرسلت وزارة الدفاع مؤخرا تقديراتها إلى مسئولي الكونجرس دون رد ـ حتي الآن ـ حيث تشمل التكلفة الإجمالية، وفق المسئولين، إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة ومعدات إضافية إلى المنطقة وإبقاءها 4 أشهر، لكنها في المقابل لا تشمل  كلفة الصواريخ التي استخدمها الجيش الأمريكي لضرب مواقع للحوثيين في اليمن أو إسقاط الطائرات من دون طيار والصواريخ في البحر الأحمر، بسبب عدم وجود بيانات كافية إلى الآن لإجراء هذه الحسابات.
 
وبحسب تقديرات المسئولين، قد ترتفع فاتورة الإجراءات العسكرية إلى 2.2 مليار دولار، وربما 2.5 مليار دولار.
 
ويشير تضخم النفقات العسكرية الأمريكية بالمنطقة إلى أحدث تعقيد في الصراع المتسعة دائرته بسرعة في الشرق الأوسط، وفق المجلة، التي نوهت بأن تفاصيل الكلفة العسكرية تصل إلى الكونجرس تزامنا مع وصول المفاوضات بشأن الطلب الإضافي الذي قدمه الرئيس جو بايدن للحصول على أكثر من 100 مليار دولار لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا وتايوان إلى نقطة محورية بمجلس الشيوخ.
 
ومع بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة، أمر البنتاجون بإرسال مجموعة هجومية إضافية لحاملة طائرات وسفن برمائية تحمل مشاة البحرية وطائرات مقاتلة ودفاعات جوية ومئات من القوات إلى الشرق الأوسط. وبحسب المجلة، عملت هذه القوات في البداية على ردع أطراف إضافية من التورط في الصراع، وفي الآونة الأخيرة قامت بحماية السفن في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.
 
لكن نظرا لأن المشرعين لم يتفقوا بعد على مشروع قانون إنفاق وزارة الدفاع للعام بأكمله، فإن الجيش ليس لديه الأموال اللازمة لدفع تكاليف تلك العمليات غير المخطط لها. حيث نقلت بولتيكو عن أحد المسؤولين بالبنتاجون، قوله "أعتقد أنها ستكون فجوة نرغب في سدها.. إنها فاتورة مستحقة وسيتعين علينا دفعها في حدود كمية محدودة من الموارد".
 
ويدرك المشرعون الكُلفة غير المخطط لها ويفكرون في كيفية دفعها، وبحسب المجلة فإن الخيارات تشمل إضافتها إلى فاتورة الإنفاق السنوية، أو إلى مبلغ الطوارئ الإضافي البالغ 111 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل، أو تمويله من خلال مبلغ إضافي قائم بذاته لتغطية تكاليف الحرب.
 
ولم يتفق كبار أعضاء الكونجرس، بمن فيهم المسئولين المكلفين بالتفاوض على حزمة المساعدات الضخمة واتفاق التمويل الحكومي لمدة عام كامل، حول ما إذا كان ينبغي أن يكون تمويل الشرق الأوسط ضمن التمويل الإضافي. ونقلت المجلة عن رئيسة لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ باتي موراي قولها : "نتفاوض على كل هذه النفقات حاليًا.. أريد أن أرى الصورة كاملة قبل أن أجيب" بشأن ما إذا كان ينبغي إدراج هذا الإنفاق.
 
وحذر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جاك ريد من أن الكونجرس قد يحتاج إلى النظر في جولة ثانية من التمويل، قائلاً: "أشعر بأنه سيكون من الضروري أن يكون ثمة مبلغ إضافي منفصل.. هذه ليست تكاليف روتينية. إنها بسبب رد فعلنا على تعطيل جماعة الحوثي اليمنية مرور السفن في البحر الأحمر، والسلوك الإيراني وما إلى ذلك. وأعتقد أن هذا ما سنذهب إليه على الأرجح" وفق ما نقلته بولتيكو.
 
ولا يزال يتعين على مجلسي الشيوخ والنواب، كذلك، التوصل إلى اتفاق لتمويل الحكومة بأكملها لبقية العام المالي 2024، ويهدف زعماء الكونجرس الآن إلى وضع اللمسات الأخيرة على التمويل الفدرالي بحلول مارس مما قد يجعله وسيلة لمزيد من توجيه المخصصات في الشرق الأوسط.
 
ونقلت المجلة عن السيناتور جون تيستر (ديمقراطي) -الذي يرأس لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ المتحكمة في معظم إنفاق البنتاجون قوله إن مشروع قانون الاعتمادات العادية هو المسار الذي يختاره.وتابع : "علينا أولاً أن نجتاز الإجراءات التكميلية، ثم نجري هذه المحادثات". لكن سوزان كولينز، أكبر عضو جمهوري في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، قالت إن الجيش لا يمكنه الانتظار، مضيفة "إنهم بحاجة إليها عاجلًا.. إن أموالهم تنفد بسرعة".
 
وتزايدت دعوات الضغط علي إسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي وبالأخص من بين الأعضاء الديمقراطيين لقبول حل الدولتين ، ووقف الحرب الوحشية الدائرة في قطاع غزة والتي خلفت ما يقرب من 26 ألف شهيد حتي الآن، غالبتهم من المدنيين، مع تلويح البعض بضرورة ربط المساعدات الأمريكية لتل أبيب بقبول بتحرك المياه الراكدة في عملية السلام.
 
وفجر الخميس، أيدت أغلبية ساحقة من الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأمريكى، بيانا أكد مجددا دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين حيث ساند 49 من إجمالى 51 عضوا ديمقراطيا بمجلس الشيوخ تعديلا يدعم حلا تفاوضيا للصراع يقود إلى وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب .
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة