نواب التنسيقية بمجلس الشيوخ لوزير السياحة والأثار: أين خطة الوصول لـ30 مليون سائح.. ومقارنة مصر بدول شبيهه فى السياحة خاطئة
الأحد، 21 يناير 2024 03:40 م
وجه نواب مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مجموعة من الأسئلة القوية لوزير السياحة والأثار "احمد عيسى"، خلال جلسة مجلس الشيوخ اليوم برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، التي خصصت لمناقشة مقدم من النائب جيفارا الجافي، وعشرين عضوا مـن الأعضاء، لاستيضاح سياسة الحكومـة بشأن "سبل تعزيز الجذب السياحى إلى مصر وتنمية السياحة الداخلية عبر استراتيجيات ترويجية فعالة".
وأكدت النائبة سها سعيد، وكيل لجنة الثقافة والآثار بمجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أنه من الضرورى العمل على جذب السياحة باعتبارها مصدر من مصادر الدخل القومى، موضحة أن عناصر الجذب السياحي 3 عناصر، الأول جاهزية الخدمات السياحية: ولماذا نحصر أنفسنا في الغرف الفندفية، بينما يوجد نمط آخر وهو منازل العطلات القائم على الشقق الفندفية من خلال شركات إدارة مختصة بهذا النشاط، وللعلم يوجد في مصر عدد من هذه الشركات لا يستطيعون أن يحصلوا على تراخيص إدارة وحدات سياحية ويعملون كمكتب عقاري أو مطور عقارى في ظل وجود عدد كبير من الوحدات غير المستغلة ويمكن تعميم الفائدة على جميع الأطراف.
وأضافت "سها سعيد"، أن العنصر الثانى يتمثل فى أدوات الجذب والتسويق السياحي، والتطبيق الصديق للسائح، الكارت المدفوع مقدما للسائح، لماذا لم يتم تسويق النقاط المنتهية من مسار العائلة المقدسة، مشيرة إلى أن الشركات القائمة على تنفيذ التسويق السياحى 20% فقط من الشركات تعمل في مجال الاستجلاب وأن القرار الصادر من 2007 بوقف التراخيص للشركات تسبب فى معضلة كبيرة، متسائلة: أين الشركات الناشئة في قطاع السياحة التى تعمل بالفعل من غير تراخيص، مثل الفنادق البيئية التى تم ترخيصها بعد عشرات السنين، مؤكدة أن القانون يحتاج تغيير وإتاحة الشركات الناشئة لتوفيق أوضاعها .
من جهته أكد النائب أكمل نجاتي، وكيل لجنة الشئون الاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أن وزير السياحة لم يتحدث عن خطة تنفيذية أو اتخاذ إجراءات تحقق مستهدفات الوزارة، موضحاً أن الوزير أحمد عيسى فى كلمته لم يتحدث عن الترويج على سبيل المثال افتتاح المتحف المصرى الكبير، والخطوات التى اتخذتها الوزارة لإطلاق الكارت الذكى والمنصة الإلكترونية.
وأوضح نائب التنسيقية: "إذا كنا نتحدث عن تطوير السياحة، ولا نذكر الخطة التنفيذية والمستهدفات فهذا أمر غير مقبول"، مشيراً إلى أن حديث الوزير ومقارنته الدول الشبيهة لمصر فى السياحة مقارنة خاطئة، حيث لا يوجد دولة شبيهه بمصر فى مجال السياحة، وطالب الوزير بضبط مصطلحاته السياسية.
وطالب النائب محمود القط، أمين سر لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار بمجلس الشيوخ، وعضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وزارة السياحة بتوضيح خطتها لاستقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2028، وتساءل عن استعدادات الوزارة لتنفيذ هذه الخطة، وقال: "أول لقاء فى اللجنة مع وزير السياحة والآثار تحدث عن تنفيذ أفكار وحلول داخل وخارج الصندوق لتنشيط وتشجيع السياحة، واليوم بعد سنة لم نجد أفكار لا داخل ولا خارج الصندوق".
وسأل عضو مجلس الشيوخ عن أسباب عدم إصدار اللائحة التنفيذية للقانون رقم 27 لسنة 2023 بإصدار قانون إنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها، والذى أصدره مجلس النواب في عام 2023 وصدق عليه رئيس الجمهورية في شهر مايو 2023، وحتى الآن لم تصدر اللائحة التنفيذية، فما أسباب هذا التأخير في لإصدار لائحة لقانون صدر منذ سنة، هل الوزارة تعمل تسيير أعمال فقط؟!.
وأشار نائب التنسيقية، إلى أن وزارة السياحة أعلنت عن خطة لاستقبال 30 مليون سائح فى عام 2028، واستقبال 18 مليون سائح في 2024، متسائلا: "هل لدى وزارة السياحة والآثار خطة واضحة واستعدادات للوصول إلى هذا الرقم وتحقيق المستهدف، وهل استحدثت الوزارة أنماطا جديدة للسياحة لجذب السائحين من شرق أوروبا وآسيا غير الدول التي لدينا فيها أسواق سياحية".
وأشار النائب إلى إصدار وزارة السياحة فيزا ترانزيت مجانية ورغم أهميتها لم تقم الوزارة بالتسويق الكافي لها ولذلك لم تحقق العائد منها.
من جانبه قال النائب د.رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعضو لجنة الشؤون الخارجية والعربية والأفريقية بالمجلس: "إننا لا نهتم بالسياحة الداخلية إلا في حال تعثر السياحة الخارجية، وكأنها لاعب احتياطي، وهذا الاهتمام غير مستدام مما يؤخر أي نهضة للسياحة الداخلية"، موضحا أن "السوق المصري داخليًا ضخم وواعد من حيث الإمكانيات وعدد السكان، ويكفي أن لدينا عشرات الملايين من طلاب المدارس والجامعات".
وقال إنه: "من المنطقي أنه عند تخرج أي طالب من مراحل التعليم أن يكون قد زار عشرة معالم سياحية مصرية على الأقل، ولكن هذا لا يحدث"، مشيراً إلى أن سبب غياب مثل هذه الزيارات بسبب أن السياحة الداخلية ثقافة سياحية عامة، إن غابت تظهر في شكل ممارسات سيئة من بعض المصريين تجعل السائح الأجنبي أكثر تفضيلًا لدى المنشآت السياحية.
وشدد جلال على أن التحدي الحقيقي هو تحويل المواطن لسائح محلي، وقال: "إن ثقافة الترفية غائبة عن المواطن المصري، ونحتاج إلى تغيير الثقافة السياحية لخمسة بالمائة فقط من السكان، كمرحلة أولى، وهذا سيحقق نهضة اقتصادية كبيرة، والأهم من ذلك هو تحقيق مكاسب غير مادية تتمثل في رفع جودة الحياة للمواطنين وإحداث تحسينات كبيرة في الحالة النفسية للسكان ومستوى رضاهم عن المعيشة، بما يقلل من حدة ظواهر أخرى مُكلفة للغاية مثل التحرش والعنف المنزلي وجرائم الكراهية بشكل عام".