حرب عالمية ثالثة وشيكة

لم يعد توقع اندلاع حرب عالمية ثالثة معتمدا على تحليلات خبراء السياسة ومراكز الأبحاث فقط، بل أصبحت هناك معلومات مسربة من أجهزة استخبارات لدول كبرى تؤكد أن العالم بات على شفى حرب عالمية ثالثة، ولدينا نموذجان بالفعل هما ألمانيا والسويد.

 

في البداية حذرت الحكومة السويدية، شعبها من احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة، وهو ما وافقتها فيه ألمانيا. إذ كشفت وثائق سرية مسربة من وزارة الدفاع الألمانية، عن استعداد البلاد لاحتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة العام المقبل. 

 

ومن ناحية أخرى لجأ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرج، إلى بناء حصن سري وسط المحيط الهادئ قرب هاواي، في إشارة إلى مخاوفه من أمر ما، لكن لا يمكن استبعاد وصول معلومة اندلاع الحرب للرجل الذي يحكم أقوى موقع عالمي وهو «فيس بوك».

 

لكن بعيدا عن هذه التسريبات، وبنظرة مجردة على ما يحدث في العالم، نجد أن الأوضاع تشتعل بأكثر مما توقعت دوائر القرار العالمية، ولا أقصد هنا رهبة أوروبا من روسيا بسبب أوكرانيا، إذ إن الأحداث التي يشهدها الشرق الأوسط أصبحت الأقوى والأكثر تأثيرا على الخريطة العالمية وليس الإقليمية فقط، بالنظر إلى توسيع نطاق الحرب بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة، فاليوم بدأت إسرائيل في استهداف دمشق وأسفر هجومها عن مصرع قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، وهو تصعيد خطير على أمن المنطقة لا أعتقد أن إيران ستتجاوزه بسهولة.

 

وفضلا عن ذلك تبقا دائرة الصراع الأولى التي اشتعلت عقب عملية طوفان الأقصى في أكتوبر الماضي مرشحة في الأساس لإشعال الحرب الإقليمية التي قد تمتد لتصبح عالمية، مع دخول أطراف أخرى مثل حزب الله في لبنان وتنظيم الحوثي في اليمن، وأذرع إيران في العراق. 

 

غير أن الأمر الذي سيقرب من اندلاع هذه الحرب المحتملة، هو الرئيس الأمريكي نفسه، الذي يقف عاجزا أمام رغبة إسرائيل في معاداة الجميع وتوسيع رقعة الحرب للتغطية على فشلها في غزة، وبالتالي قد تلجأ دولة الاحتلال إلى توريط أمريكا في حرب إقليمية سيمتد أثرها سريعا إلى جميع أنحاء العالم، ووقتها ربما نقول إن العالم الذي نعرفه قد أتى إلى نهايته.