100 يوم على حرب غزة
السبت، 13 يناير 2024 04:27 م
يوافق غدا 14 يناير مرور 100 يوم على عملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية ردا على غياب أفق الحل السياسي في ظل تعنت دولة الاحتلال وتجاهلها مطالب الشعب الفلسطيني.
100 يوم كشفت صمود شعب كامل أمام آلة القتل الإسرائيلية، وتضحيات لم يعرف لها العالم مثيلا، من نساء وأطفال وشيوخ رفضوا ترك أراضيهم والانصياع لخطط تهجيرهم من القطاع، مفضلين الشهادة في بلادهم على العيش هانئين خارج ديارهم، لدرجة أن وزارة الصحة الفلسطينية أصدرت تقريرا أكدت فيه أن واحدا من بين 20 شخصا في غزة إما شهيد أو جريح أو مفقود، ويالها من إحصائية مرعبة!
100 يوم على حرب غزة كشفت هشاشة الجيش الإسرائيلي الذي لم ينجح إلا في القصف العشوائي "من وراء جُدر" على منازل المدنيين والمستشفيات ومنظمات الإغاثة الدولية والمحلية، بينما ابتكرت الفصائل استراتيجية قتال جديدة من "المسافة صفر" ما يكشف ببساطة الفارق الكبير بين الفلسطيني الذي يواجه الموت بصدر عار والإسرائيلي الذي يتحصن وراء دبابته أو طائرته ولا يجرؤ على القتال إلا بغطاء جوي يحميه، ورغم ذلك فشل في كل الالتحامات البرية المباشرة، بل وأصيب جنوده بحالات نفسية شديدة لن تمكنهم من العودة مجددا لساحة القتال وفق تقارير عبرية.
واليوم انحسر الحديث في تل أبيب على "التعايش مع الخسارة" وهو تقرير عبري يفترض ضرورة تقبل دولة الاحتلال الخسارة في غزة، ليتمحور الطرح الجديد حول انسحاب جيش الاحتلال من غزة ضمن هدنة طويلة تمتد حتى 3 أشهر، يفرج خلالها جيش الاحتلال عن آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إفراج الفصائل على المحتجزين في القطاع.
إذن نحن أمام 100 يوم انتفض فيها الشعب العربي وأثبت أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تموت مهما طال الوقت عليها، فضلا عن مكاسب سياسية عديدة نالها الشعب الفلسطيني على صعيد دولي، وآخرها مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، وفي الأيام المقبلة ستنضم مزيد من الدول لمعسكر معاداة إسرائيل التي انكشفت جرائمها أمام العالم كله ولم يعد يدعمها إلا الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا، وقريبا لن يكون هناك إسرائيل.