محمود الغول يرصد حياة «العبيد» في مصر
السبت، 30 يناير 2016 01:38 م
عن دار المصري للنشر والتوزيع صدرت رواية «العبيد» للكاتب محمود الغول، فيما تنظم الدار، الثلاثاء، حفل توقيع للرواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته السابعة والأربعين، في صالة 2، في الخامسة مساء.
و الرواية تدور أحداثها في أجواء سحرية واقعية، إذ ترصد قصة قرية مصرية منقسمة ما بين سادة وعبيد، عبر شخوص نجح الكاتب في نحتها بكلمات وجمل مختارة، فهذا شيخ العرب الذي لم يضبط يومًا متلبسًا بجريمة التبسم، وهذا شيخ الجامع الذي يحل ويحرم وفقًا لشريعة شيخ العرب، ثم هذا عواد الرجل العجوز الذي يتحكم في إمبراطورية الجبل، فضلًا عن مجموعة من الشخصيات التي تتداخل في الأحداث مثل مأمور المركز الذي يتاجر في المخدرات والسلاح.
وفي المجمل ترصد «العبيد» الحياة اليومية لسكان هذه القرية وعاداتهم وطقوسهم في مختلف شئونهم، بداية من الميلاد وحتى مواراة الأجساد الثرى، وما بينهما استعراض لمشاعر وانفعالات بشرية تفضي بنا إلى عقدة أساسية عن ماهية الحرية والعبودية.
أما البطل الحقيقي للقصة فهو بلال وهو فتى أسود يبحث عن الحرية من خلال علاقة حب تجمعه بابنة شيخ العرب، وهو الأمر الذي يجلب عليه المصائب واحدة تلو الأخرى
ولا يرتكز الغول على عقدة الرواية كأداة مهمة للتشويق وربط القاريء بالرواية، إذ ترتكز رؤية الكاتب على عناصر أخرى لجعل القارئ شغوفا بالعمل ومتابعته حتى النهاية، ومن هذه العناصر زخم الأحداث وتتابع الشخصيات وتتداخل العلاقات فيما بينها التي تغرق القارئ في الدهشة.
وبرشاقة أسلوبه يربط الكاتب بين «بطل قصته» وبطل ثان – إذا جاز التعبير – وهو البغل.. ذلك الحيوان صاحب المأساة الكبرى الذي يقبع في منطقة وسطى بين الحمير والاحصنة، فلا هو ينتمي لهذه الفئة ولا تلك، ما يجعل بينه وبين بطل الرواية «بلال» تشابه، فكلاهما يبحث عن هويته.
ومن أجواء الرواية: « كان وجه فاطمة هو آخر ما ميزت عيني قبل أن افقد الوعي، وأنا مقيد إلى عامود الكهرباء. غامت كل الوجوه أمامي. تلاشت ملامح أبي وأمي وحامد وحسان وعبيد والشيخ جعفر وأهل العرب. لم أتبين سوي عيني أختي. كانت تبكي دون دمع. قلبها يحترق والحسرة تنمو داخلها كشجرة لبلاب. الضباب يملئ عيني. مت، ثم ردت إلى الحياة مرة أخرى. فتحت عيناي فلم أجد سوى البغل، مرابطًا إلى جواري وسط الصحراء. وأعرابيا نحيلا أسمر الوجه. انفه طويل، في أواخر العقد الثاني من عمره، يسقيني ماء من جركن مغلف بخرقة من الخيش جلبه من خرج متدل على جانبي ناقة تلوك بين أسنانها عشبًا تتساقط عصارته على الأرض.».