الأحزاب ما بعد الانتخابات الرئاسية.. فرصة كبيرة لتوسيع الأرضية الشعبية وتعزيز مشاركاتها الجماهيرية
الإثنين، 25 ديسمبر 2023 11:25 ص
الانتخابات الرئاسية 2024، ومن قبلها الحوار الوطنى، علامات فارقة في مسيرة الأحزاب المصرية، حيث منحتهم القدرة على التواصل مع الشارع من خلال التعاطى مع القضايا الجماهيرية، واقتراح الحلول لها، مما أوجد للأحزاب أرضية شعبية ظلت لسنوات تبحث عنها.
وأكد خبراء وحزبيين أن الفرصة أصبحت مواتية اليوم أمام الأحزاب لممارسة دور أكبر في الحياة السياسية، مستغلة الوضع الذى نالته في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي كانت الرهان الرئيسى أمام الأحزاب، واستطاعت أن تفوز به.
في البداية أكد اللواء دكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية فرصة فريدة للأحزاب السياسية للاستفادة من الرغبة الحالية في التحول الديمقراطي والدعم الحزبي من خلال التوافق مع تطلعات الشعب، وتعزيز أيديولوجياته وسياساته، وتعزيز هياكلها الداخلية والمساهمة في التنمية الديمقراطية في مصر، ومن ثم فعلى الأحزاب الاستفادة من الرغبة الحالية في التحول الديمقراطي ودعم الأحزاب وتعزيز مكانتها في المشهد السياسي.
وتوقع فرحات أن يكون لهذه التحولات انعكاس على الاستحقاقات الدستورية المقبلة، بما يمثل بيئة مثالية للأحزاب السياسية للتعامل مع الجمهور وتعزيز أيديولوجياتهم وسياساتهم، ومن خلال الانحياز إلى تطلعات الشعب، يمكن للأحزاب أن تكتسب ثقته ودعمه.
وأشار فرحات إلى أن ذلك يمثل بيئة مثالية للأحزاب السياسية، لافتاً إلى أن المناخ السياسي الحالي في مصر يتميز بتزايد الطلب على الدعم الحزبي، حيث يبحث المواطنون عن كيانات سياسية منظمة يمكنها أن تمثل مصالحهم بشكل فعال وتعالج همومهم، واعتبر أن ذلك يمثل فرصة للأحزاب لعرض قدراتها وإظهار التزامها بخدمة الشعب من خلال توفير حلول ملموسة للتحديات التي تواجه الوطن والتي يمكن للأحزاب أن تستغلها لجذب عدد كبير من الأعضاء وترسيخ نفسها كبدائل ذات مصداقية للحزب الحاكم ويمكن للأحزاب الاستفادة من الرغبة في التحول الديمقراطي للدعوة إلى الإصلاحات السياسية والتغييرات المؤسسية من أجل نظام سياسي أكثر شمولاً و تشاركية.
وربط فرحات تعزيز الحياة الحزبية باتجاه الأحزاب إلى هيكلة نفسها وتعزيز الديمقراطية الداخلية، والشمولية، والشفافية من خلال إظهار التزامها بالمبادئ الديمقراطية داخل صفوفها، حيث تستطيع الأحزاب جذب الأفراد المتحمسين للقيم الديمقراطية والمستعدين للمساهمة بنشاط في نمو الحزب ونجاحه، موضحاً أن الرغبة في التحول الديمقراطي خلقت هدفا مشتركا بين مختلف الكيانات السياسية من خلال التعاون مع الأحزاب ذات التفكير المماثل، حيث يمكن للأحزاب تجميع مواردها وخبراتها وقاعدة دعمها لإنشاء قوة سياسية أقوى وأكثر نفوذا وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الرؤية، وجاذبية أوسع، وفرصة أكبر للنجاح في الانتخابات المقبلة.
من جانبه قال النائب أحمد مهنى، نائب رئيس حزب الحرية المصرى والأمين العام للحزب، إن الأحزاب ترصد اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بخلق حالة سياسية فى المجتمع واتساع أفق الحوار، خاصة بعد حديثه عن الحوار الوطنى وأهمية دوره فى إثراء الحياة السياسية ووجود نتائج ملموسة له على أرض الواقع خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، مؤكداً أن مصر شهدت عصر جديد من تفعيل الديموقراطية الإيجابية التى تهدف لبناء الدولة والحفاظ على مقدراتها على المستوى العام، أما على المستوى الخاص فشهدنا تعددية حزبية وتيارات مختلفة اجتمعت واختلفت واتفقت ولم نرى سوى كل الحب للوطن من الجميع، وهذا الشأن أيضا كنا نفتقده كثيرا، ولكننا الآن نرى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والحوار الوطنى وغيرهم من الآليات التى تجمع جميع الأحزاب باختلافاتها ولكن حب الوطن هو العامل والداعم المشترك بينهم.
وأكمل مهنى بقوله إن الحزب بدأ بالفعل فى وضع خطط العمل للاستعداد للحوار الوطنى، وتحضير أجندة عمل وقضايا سوف يتم طرحها خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الحزب يسعى إلى التداخل فى جميع القضايا الشائكة ومحاولة إيجاد حلول واقعية لها من خلال الخبراء الموجودين فى عدة مجالات بداخله.
بدوره اعتبر الدكتور هشام عنانى، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن إعلان الرئيس السيسى استكمال جلسات الحوار الوطنى بفاعلية أكبر بمثابة دفعه جديدة للحياة السياسية والحزبية، منوها أن الرئيس السيسى أراد التأكيد على التحول الديمقراطى كحقيقه وخيار استراتيجى لا تراجع عنه بل ويجب البناء على ماتم فى جلسات الحوار والانتخابات الرئاسية، التى أذهلت العالم كله بحاله اصطفاف وتأييد شعبى منقطع النظير لقيادته.
وأكد عنانى، أنه على الأحزاب استثمار حاله الاستنفار التى تعيشها كوادرها والإرادة السياسية الجادة فى دعم التحول الديمقراطى لصالحها، من خلال استغلال الحالة الجيدة التى ظهرت بها الأحزاب سواء فى الحوار الوطنى أو انتخابات الرئاسة، منوها أن هناك عملا كبيرا ينتظر الاحزاب على المستوى التنظيمى فكل حزب عليه تقييم أداء أفراده على اسس موضوعيه والنظر فى كيفيه تفعيل الهيكل التنظيمى لأداء الواجبات القادمة مع الحرص على زياده الانتشار وجذب كوادر جديده استعدادا للاستحقاقات الدستورية القادمة.