عمرو الليثي: الإسلام جاء قبل 1400 عاما برسالة سلام وتعاطف وعلينا العمل لإنقاذ إنسانيتنا

الأحد، 24 ديسمبر 2023 01:50 م
عمرو الليثي: الإسلام جاء قبل 1400 عاما برسالة سلام وتعاطف وعلينا العمل لإنقاذ إنسانيتنا
منال القاضي

قال الدكتور عمرو الليثي رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي: إن رسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400عاما، أمانة بين أيدينا لتكون إلهاما للناس حول العالم للتعايش و نبذ التعصب.. مشيرا إلى أن  كلمة إسلام ذاتها مشتقة من  لفظ ( سلام)  داعية إليه وداعمة له ، فلنعمل سويا لتعزيز قيم التسامح انقاذا لإنسانيتنا.
 
جاء ذلك في كلمة الليثي خلال افتتاح دورة " دور الإعلام في ترسيخ القيم الإنسانية ونبذ الكراهية " بالتعاون مع وزارة الأوقاف .. معربا عن ترحيبه بضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم في بلدهم الثاني ، أرض الكنانة ،  مصر .. بلد   الأزهر المنير و  المستنير ..معربا عن تطلعه     إلى  تنظيم،  و توحيد القوي الإعلامية  الإسلامية والارتقاء بمنسوبيها من أجل نشر قيم ديننا  السمح من خلال منظومة إعلامية  عصرية متضافرة معلمة  و فاعلة .
 
وتابع الليثي: أننا جميعا مسؤولين عن إبراز و توضيح صورة ديننا الحقيقي كرجال دين و دعوة، مثقفين وإعلاميين، مشيرا إلى أن خطاب الكراهية تلك اللغة الإعلامية الهدامة، هو  نوع من التواصل سواء حديثا كتابة أو سلوكا، يهاجم أو يستخدم لغة تحقير أو تمييز، مشيرا لشخص أو مجموعة  على أساس عامل هوية مثل  الدين أو العرق أو الجنس أو اللون أو النسب أو الجنسية، مؤكدا أن تأثير خطاب الكراهية لا يقتصر على إثارة العنف والتعصب، لكنه يتجاوز هذا حين  يخلق واقعاً معادياً لدي الاخر،  فيفجر غضب المجموعات غير المسلمة، سابقا لأفعال عدوانية، مما يهدد السلام العالمي، موضحا أن خطاب الكراهية جرس إنذار كلما ارتفع رنينه زدادت أخطار  الحروب والإبادة البشرية.
 
وأضاف الليثي أن التأثير المدمر للكراهية ليس بالأمر الجديد، فإن حجمه وتأثيره يتم تضخيمه الآن من خلال تكنولوجيات الاتصال الجديدة، أي عند التعبير عنه في العالم الافتراضي، من خلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، لتصبح الشبكة العنكبوتية أقوي الطرق شيوعا لنشر الخطاب الانقسامي على نطاق متسع، مشيرا إلى أن ذلك العالم الموازي الذي يفرض وجوده يوميا أقوي مما يسبقه، إلى الحد الذي دعا مسؤل شركة تكنولوجيا عالمية، يقول: "سوف تؤثر ابتكارات العقد الحالي علي مستقبل البشرية لمئات  السنوات  القادمة".
 
 اما علي الصعيد الدولي، يقوض خطاب الكراهية المبادئ الأساسية للديمقراطية، مثل التسامح والمساواة وحرية التعبير، حيث يمكنه أن يخنق الحوار المفتوح والشامل، مما يؤدي إلى قمع أصوات الأقليات وتآكل حماية حقوق الإنسان، تلك التي يعمل عليها المجتمع الدولي و يكرس لها المواثيق التي تأخر للدفاع عنها، مؤكدا أنه حين يعاني الخطاب الإعلامى الدينى في هذه المرحلة من وجود صورة مغلوطة، ترتب عليها  ظاهرة «الإسلاموفوبيا» أو الخوف من الإسلام، نجد  آيات القران الكريم التي تركز و تدعو مرارا وتكرارا إلى السلام وقدسية الحياة البشرية، حين قال عز و جل  في سورة المائدة: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا..مسلطا  الضوء على القيمة الإسلامية الأساسية السلام و قدسية النفس".
 
وقال: إن خير خلق الله النبي محمد عليه الصلاة و السلام دعا إلى  احترام  جميع الأديان"، مؤكدا على حرية المعتقد، مشيرا إلى أنه مع تواتر الأجيال و بزوغ التعصب، لا يمكننا أن نرفع أيدينا عن المسوولية، فإذا كان قليل منا قد شكل جزءاً من المشكلة، فإنه واجب علينا جميعا كمسلمين مستنيرين أن نكون جزءا من الحل لذا، هناك حاجة ماسة الآن، أكثر من ذي قبل إلى التثقيف، تعزيزا للوعي بالمواطنة في الممارسات الإعلامية، وهذا لن يتحقق إلا بتأهيل الإعلاميين صائغي هذه الرسالة، ليعملوا على نشر قيم التسامح والمنهج الوسطى، لذلك أضحي اتباع نهج شامل ومتعدد الجوانب، يجمع  بين المسؤولية الفردية والتدابير القانونية والمادية والرقمية والاجتماعية ضروريا، للحد من هذا الخطاب البغيض.
 
وألقى الليثي  الضوء علي هذه التدابير في نقاط محددة، أبرزها المسؤولية الفردية للتأكيد علي أن كل منا له دور فاعل في الدعوة إلى نبذ خطاب الكراهية ورفضه، فضلا عن تمكين الأطر القانونية، مشيرا إلى أننا نحتاج إلى أطر قانونية قوية تحدد خطاب الكراهية وتحظره، يتضمن ذلك تعريفات واضحة وآليات إنفاذ فعالة وحماية ناجزة وكافية للمتضررين، ضامنة بذلك الاحترام الكامل لحقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك حرية الرأي والتعبير والمساواة واحترام الاخر، ومنها التدابير الاجتماعية من خلال إشراك الأطراف من ذوي  المصلحة، شاملة مختلف الجهات من هيئات التعليم والمجتمع المدني والوكالات التنموية  لوضع برامج واستراتيجيات لمعالجة خطاب الكراهية، بالإضافة إلى الاستثمار في البحث العلمي وإنشاء مراكز لرصد البيانات والتحقق من المعلومات، موضحا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث وإنشاء لمؤسسات رصد وتحليل البيانات، لزيادة فهمنا للظاهرة وتطوير استجابات تعليمية أكثر فعالية تجاه ما سلف.
 
وأكد الليثي أن التطوير المهني والتدريب يساعد على توفير التعليم ذي الصلة والعالي الجودة في تهيئة مناخ من الصعب على الأيديولوجيات البغيضة الانتشار خلاله، حيث يتعين علي  واضعي السياسات الإعلامية التعليمية استخدام اليات بلغة معاصرة، هادفة إلى تمكين الإعلاميين من التعرف على لغة الكراهية وتحديها، وفهم آثارها الضارة.
 
تعميم محو الأمية الإعلامية (MIL) -: Media Information Literacy، كأداة تمكينية لمعالجة خطاب الكراهية ومواجهته.
 
وأشار الليثي إلى أنه من ضمن هذه التدابير مسائلة المنصات، من خلال تفعيل مدونة الاخلاقيات المهنية، موضحا أنها أضحت هامة جدا، علي الرغم من عدم القدرة علي الإلمام بها عمليا، إلا أنه يجب علينا تفعيل ميثاق العمل الإعلامي عبر القنوات المختلفة، خاصة المستحدثة منها، عاملين على إزالة المحتوى الضار وإنشاء مساحات أكثر أمانا عبر الإنترنت.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة